نجاة مسلم من السجن بعد مقاومته حارق المصحف بلندن

أصدرت محكمة Southwark Crown في لندن حكمًا بالسجن مع وقف التنفيذ على موسى قدري، بعد اعتدائه بسكين على حميت جوشكون ، الذي قام بحرق نسخة من المصحف الشريف أمام القنصلية التركية في العاصمة.
وأثارت الحادثة جدلًا واسعًا حول حدود حرية التعبير والدفاع عن المقدسات الدينية، وسط تباين في ردود الفعل بين المجتمع والقانونيين والنشطاء.
واقعة عنف في لندن إثر إحراق مصحف وشتائم معادية للإسلام
وقعت الواقعة في 13 فبراير في منطقة نايتس بريدج ، عندما رفع حميت جوشكون {البالغ من العمر 51 عامًا} المصحف وأشعل فيه النار خلال احتجاج، وهو يصرخ عبارات مهينة للإسلام مثل: “تبًا للإسلام”، و”الإسلام دين الإرهاب”، و”المصحف يحترق”.
خرج موسى قدري {البالغ من العمر 59 عامًا} من أحد المباني السكنية المجاورة، ووجه لجوشكون تهديدات مباشرة بالقول: “سأقتلك”، قبل أن يعود وهو يحمل سكينًا ويهاجمه.
محكمة لندن تصدر حكمًا بالسجن مع وقف التنفيذ على المعتدي
حكم القاضي آدم هيدليستون على قدري بالسجن لمدة 20 أسبوعًا مع وقف التنفيذ لمدة 18 شهرًا، كما ألزمه بالقيام بـ150 ساعة من العمل المجاني و 10 أيام من برامج التأهيل.
واعتبر القاضي فقدان قدري السيطرة على نفسه “سلوكًا مخزيًا”، مؤكدًا: “استخدام السكاكين لعنة على مجتمعنا”.
قدري اعترف بالاعتداء وحيازة سلاح أبيض في مكان عام، ويقيم في منطقة كنسينغتون، غرب لندن.
مجريات الحادث حسب المحكمة
ولد جوشكون في تركيا، وهو نصف كردي ونصف أرمني، وسافر من منزله في ميدلاندز إلى لندن. أشعل المصحف حوالي الساعة الثانية ظهرًا. وعندما اقترب قدري وسأله عن سبب إحراق المصحف، رد جوشكون بالإشارة إلى كلمة “إرهابي”، فرد قدري قائلاً: “أنت أحمق، انتظرني للحظة، سأعود”، وأضاف: “سأقتلك”.
عاد قدري بعد ذلك وهو يحمل سكينًا وهاجم جوشكون ، وأظهرت التسجيلات المصورة أن جوشكون كان يتراجع ويحاول صد الهجوم بالمصحف المشتعل. أثناء ذلك، تعثر وسقط على الأرض، حيث تعرض للركل والبصق من قبل قدري. وفي ختام الواقعة، صرخ قدري في وجه جوشكون قائلًا: “هذا ديني، لا تحرق القرآن!” بينما كان الأخير لا يزال مطروحًا على الأرض.
محامي الدفاع يبرر تصرف موكله وحكم المحكمة يثير ردود فعل واسعة
دافع المحامي غريغ أونوين عن قدري، مؤكدًا أن تصرفه كان رد فعل لحالة غير عادية، وأنه أبدى ندمه على ما حدث: “كان رده في لحظة غضب على ما اعتبره فعلاً مسيئًا جدًا لكتاب مقدس”.
لكن الحكم أثار انتقادات واسعة. اللورد يونغ من أكتون، الأمين العام لـ”اتحاد حرية التعبير”، صرّح: “هذا يمنح الضوء الأخضر لأي مسلم يريد فرض عقوبة على من يسيء للإسلام بنفسه. المحكمة تقول عمليًا إن مهاجمة من يسيء بسكين يؤدي فقط إلى إدانتك بأمر بسيط ولن تقضي يومًا في السجن”.
من جهته، قال ستيفن إيفانز، الرئيس التنفيذي للجمعية الوطنية للعلمانية: “لا ينبغي أبدًا مواجهة حرية التعبير بالعنف. انتقاد أو تدمير نصوص دينية، مهما كانت مسيئة للبعض، شكل مشروع للاحتجاج. في مجتمع ديمقراطي حر، يجب أن يكون الناس أحرارًا في تحدي الأفكار والمعتقدات دون الخوف من الاعتداء”.
إدانة جوشكون بعد إحراق المصحف واتهامات بدافع كراهية دينية وسط جدل واسع
في يونيو، أُدين جوشكون في محكمة وستمنستر الجزئية بتهمة ارتكاب سلوك يثير الإزعاج للعامة بدافع ديني، في “موقع قد يسبّب المضايقة أو القلق أو الضيق”، وبنية “العداء تجاه أعضاء جماعة دينية، وهم أتباع الإسلام”، وفقًا لقانون الجريمة والاضطراب لعام 1998 وقسم 5 من قانون النظام العام لعام 1986.
استأنف جوشكون الحكم، مدعيًا أن نقده كان موجّهًا للإسلام كدين وليس لأتباعه، لكن القاضي جون مكغارفا رفض ذلك، معتبرًا أن أفعال جوشكون كانت “استفزازية للغاية”، وأنه كان “مدفوعًا جزئيًا على الأقل بالكراهية ضد المسلمين”.
أثارت القضية جدلًا سياسيًا واجتماعيًا واسعًا، حيث اعتبرها بعض الناشطين محاولة لإعادة قانون التجديف، فيما أكدت الحكومة أن لا قوانين للتجديف في إنجلترا، ولا توجد خطط لإدخال أي قوانين من هذا النوع.
المصدر : My London
إقرأ أيضًا :
الرابط المختصر هنا ⬇