العرب في بريطانيا | نائب مستقل يحذر من “الانقسام العرقي” وتراجع الت...

1447 ربيع الأول 17 | 10 سبتمبر 2025

نائب مستقل يحذر من “الانقسام العرقي” وتراجع التعددية الثقافية في بريطانيا

08a5acdc-57fb-4779-a356-80047eb6b506
رجاء شعبانيSeptember 9, 2025

أثار النائب المستقل المؤيد لفلسطين، عدنان حسين، جدلاً واسعًا بعد تحذيره من أن العديد من سكان دائرته الانتخابية في بلاكبيرن يعيشون في “حياة متوازية” تعكس حالة من الانقسام العرقي المتزايد. وأكد حسين أن التعددية الثقافية في بريطانيا جرى اختزالها إلى “لقطات دعائية” فارغة، بدلًا من أن تكون مشروعًا سياسيًا واجتماعيًا يعزز الاندماج والتماسك المجتمعي.

“حياة متوازية” وفشل في الخيال السياسي

الحكومة تضع خطة شاملة لإنهاء التمييز العرقي داخل شرطة بريطانيا

في مقال نشره على موقع PoliticsHome، أوضح حسين أنّ ما يُعرف بظاهرة “الحياة المتوازية” في بلدات مثل بلاكبيرن لا يعكس مجرد إخفاق في سياسات الاندماج، بل هو فشل في الخيال السياسي لدى النظام القائم، الذي حوّل فكرة التماسك الاجتماعي إلى شعارات إعلامية. وأضاف: “حيث كانت توجد حياة مدنية، وقاعات مجتمعية، وأندية شبابية، وأنشطة دينية وسياسية محلية، حلّ مكانها الآن الفراغ والعزلة والانقسام العرقي، مما يفتح الباب أمام خطاب اليمين المتطرف”.

وكان وزير المجتمعات الأسبق ساجد جاويد قد استخدم مصطلح “الحياة المتوازية” عام 2016، معتبرًا أنه يصف بدقة أزمة الاندماج في بريطانيا، قبل أن يعود هذا الصيف ليؤكد أن البلاد “أكثر انقسامًا اليوم من أي وقت في تاريخها الحديث”.

تحديات سياسية وهجرة قياسية

مانشستر تنتفض غضبًا بمظاهرة حاشدة بسبب عنصرية الشرطة

تأتي تصريحات حسين في وقت تسجّل فيه أعداد المهاجرين مستويات قياسية، إذ تجاوز صافي الهجرة 900 ألف شخص حتى منتصف عام 2023، فيما بلغت عبور القوارب الصغيرة للقنال هذا العام أرقامًا غير مسبوقة. هذه الأوضاع أثارت جدلًا سياسيًا حادًا حول تأثيرها على تماسك المجتمعات المحلية، بينما يقترح حزب “ريفروم يوكي” اعتماد سياسة “واحد يدخل مقابل واحد يخرج”.

كما طُرحت تساؤلات حول استخدام الفنادق لإيواء طالبي اللجوء، حيث شهد فندق بيل في إيبينغ احتجاجات واسعة وصدامات سياسية وصلت إلى القضاء، قبل أن تنتقل التظاهرات إلى مدن أخرى في بريطانيا.

خلافات داخل الحزب الجديد

زبائن يدافعون عن سيدة مسلمة تعرضت لإساءة عنصرية في مقهى (أنسبلاش)

يُذكر أن حسين يُعد من بين ستة نواب يتوقع انضمامهم إلى الحزب اليساري الجديد الذي أسسه جيريمي كوربن و زارة سلطانة، إلا أن مواقفه الأخيرة حول قضايا المتحوّلين جنسيًا فجرت انقسامات داخلية. فقد صرح بأن “النساء المتحولات لسن نساء بيولوجيًا”، ما دفع سلطانة إلى الرد قائلة إن “التعصب لا مكان له في الحزب الجديد”.

رغم ذلك، شدد حسين على أن الحزب، الذي يحمل اسمًا مؤقتًا “حزبكم”، يجب أن يكون شاملاً لجميع الفئات، ولا سيما الطبقة العاملة البيضاء التي تشعر بالتهميش. وأضاف: “الحزب الناجح هو الذي يبني حركة تُلهب حماس الجماهير وتمنح الأمل للمهمشين سياسيًا”.

ويُذكر أن أكثر من 800 ألف شخص انضموا بالفعل إلى القائمة البريدية للحزب المرتقب، الذي يهدف إلى منافسة حزب العمال بقيادة كير ستارمر في الانتخابات المحلية المقبلة في مايو 2026، على غرار ما فعله “ريفروم” في استنزاف أصوات المحافظين.

تصريحات عدنان حسين تكشف عمق الأزمة التي تعانيها بريطانيا في ملف التعددية الثقافية والاندماج المجتمعي، وسط ضغوط متصاعدة من الهجرة والسياسات الحزبية المتقلبة. وفي العرب في بريطانيا نؤكد أن معالجة هذه التحديات لا تكون عبر الشعارات أو “اللقطات الدعائية”، بل من خلال سياسات جادة تُعيد بناء الثقة بين مكونات المجتمع وتضمن العدالة والاندماج الحقيقي للجميع.

المصدر: تلغراف 


إقرأ أيّضا

اترك تعليقا

loader-image
london
London, GB
3:01 pm, Sep 10, 2025
temperature icon18°C
broken clouds
81 %
1001 mb
14 mph
Wind Gust 0 mph
Clouds75%
Visibility10 km
Sunrise6:27 am
Sunset7:27 pm
uk ads space mobile
uk ads space mobile
uk ads space mobile

آخر فيديوهات القناة