ميتًا في زنزانته.. مصير الإرهابي الذي قتل مسلمًا عائدا من مسجد في برمنغهام

عُثر على الإرهابي الأوكراني بافلو لابشين، المدان بجريمة قتل الحاج محمد سليم أثناء عودته من المسجد في مدينة برمنغهام عام 2013، ميتًا داخل زنزانته في سجن “ويكفيلد”، وفق ما أعلنته مصلحة السجون في بريطانيا.
في أبريل 2013، طعن لابشين محمد سليم {البالغ من العمر 82 عامًا} من الخلف بينما كان عائدًا إلى منزله بعد صلاة العشاء في المسجد القريب. ووصفت الجريمة بأنها “عمل عشوائي بدافع الكراهية العرقية”، وقد خلّفت صدمة عميقة بين المسلمين في المدينة.
ظل لابشين فارًّا من العدالة لمدة ثلاثة أشهر، نفذ خلالها سلسلة تفجيرات قرب مساجد محلية، قبل أن تتمكن الشرطة من القبض عليه.
دعوة إلى الشفافية والتشبث بقيم التسامح رغم فقدان ضحية الإرهاب
منذ وفاة والدها، قادت إبنة السيد سليم حملة لتخليد ذكراه ومواجهة خطاب الكراهية. وقالت في بيان نقلته منصة “Five Pillars”، أول من كشفت تفاصيل الوفاة: “أُبلغت عبر ضابط التواصل مع الضحايا أن بافلو لابشين، المدان بقتل والدي وارتكاب أعمال إرهابية ضد مجتمعنا، عُثر عليه ميتًا في زنزانته. وحتى الآن لم أحصل على تفاصيل دقيقة حول ظروف وفاته، سواء كانت نتيجة اعتداء، أو انتحار، أو أسباب أخرى.”
وأضافت: “احترامًا لذكرى والدي وللعدالة والإنسانية، اخترت بعد سنوات أن أغفر للابشين. وهذا لا يعني تبرير ما فعله، فقد ارتكب جريمة بشعة وألحق بنا ألمًا عظيمًا. لكن التمسك بالكراهية لا يجدي نفعًا. هو أيضًا ابن لعائلة في مدينة دَنبرُوبترُفِسْك الأوكرانية، وله والدان مسنّان يواجهان مصابًا صعبًا، وأفكاري معهم في هذه اللحظة.”
وأشارت إلى مشكلة غياب الشفافية الرسمية في مثل هذه القضايا: “أدرك أن هناك بروتوكولات قد تؤخر نشر التفاصيل، لكن التأخير يفتح المجال للشائعات ويزيد الأذى.”
وختمت بقولها: “أفتقد والدي كل يوم، خاصة في ظل معاناتي مع المرض الذي يضاعف الإحساس بالغياب. ما مثّله لابشين من تطرف وعنصرية هو نقيض ما نؤمن به، وسنواصل الدفاع عن قيم التسامح والعدالة والسلام. رحم الله والدي ورحمه أيضًا، فإنا لله وإنا إليه راجعون.”
مصلحة السجون: وفاة لابشين في “ويكفيلد” قيد التحقيق الرسمي
أكدت مصلحة السجون أن لابشين {البالغ من العمر 37 عامًا عند وفاته} ، توفي يوم 23 سبتمبر 2025 داخل سجن “ويكفيلد”. وأشارت إلى أن مكتب أمين المظالم لشؤون السجون والمراقبة سيتولى التحقيق في ملابسات الحادث.
وقالت المصلحة: “لقد كانت جريمة بشعة، ولا تزال قلوبنا مع أسرة وأصدقاء السيد سليم. أما وفاة لابشين، فستخضع للتحقيق وفق الإجراءات المعتادة.”
من طالب هندسة متفوق إلى منفذ هجمات استهدفت مسلمين ومساجد في بريطانيا
كان لابشين طالب هندسة متميزًا، وصل إلى بريطانيا بعد فوزه بمسابقة علمية مكّنته من الحصول على عمل مؤقت في شركة “ديلكام” للبرمجيات في منطقة “سمول هيث”. لكن بعد 5 أيام فقط من وصوله، ارتكب جريمة طعن الحاج محمد سليم، الجد لـ 23 حفيدًا.
وعلى مدى الأشهر التالية، زرع 3 قنابل بدائية قرب مساجد في وولفرهامبتون ووالسال وتيبـتون، احتوت على مسامير وبراغٍ لإحداث أكبر عدد من الضحايا. غير أن أخطاء في التوقيت حالت دون وقوع مجازر.
وقد أثبتت التحقيقات أنه تصرف بمفرده، مستفيدًا من خبراته العلمية لصناعة العبوات الناسفة، بهدف إثارة توترات بين المتطرفين البيض والمسلمين.
السجن المؤبد لـ لابشين بعد إدانته بالقتل والتخطيط لتفجيرات بدوافع عنصرية
تمكنت شرطة غرب ميدلاندز من ربط الجريمة بسلسلة التفجيرات عبر الأدلة الجنائية وكاميرات المراقبة، قبل أن تعتقله في 18 يوليو 2013 أثناء محاولته تنفيذ تفجير جديد.
وفي 21 أكتوبر من العام نفسه، أقر بذنبه في القتل والتخطيط للتفجيرات والتسبب في أضرار بدوافع عنصرية. وصدر بحقه حكم بالسجن المؤبد مع حد أدنى للبقاء 40 عامًا خلف القضبان. وأظهرت الأدلة أن حاسوبه احتوى على مواد دعائية نازية وبيانات تدعو إلى “حرب عرقية” ضد المسلمين.
تُبرز هذه القضية خطورة الفكر اليميني المتطرف في أوروبا، وتؤكد أن مواجهة خطاب الكراهية لا تقل أهمية عن ملاحقة منفذي الجرائم.
كما تُشير المنصة إلى أن الشفافية في التواصل الرسمي ضرورية لتفادي الشائعات، وأن دعم عائلات الضحايا نفسيًا ومجتمعيًا جزء أساسي من العدالة. وفي المقابل، فإن التزام قيم التسامح والعيش المشترك هو السبيل للحفاظ على السلم الأهلي داخل المجتمع البريطاني.
المصدر : Birmingham Live
إقرأ أيضًا :
الرابط المختصر هنا ⬇