شكرًا قطر لإعادة روح التكاتف والجسد الواحد للأمة في مونديال 2022
شكرًا قطر.. شكرًا من القلب؛ لأنكِ جعلتِنا نشعر بالفخر أكثر من ما توقعنا، شكرًا؛ لأنكِ أخبرتِ العالم في مونديال 2022 بأن الأمة العربية أمة واحدة رغم الضعف الذي أصابها ورغم الظروف التي أحاطت بها، وأنها متماسكة محافظة على جوهرها.
اعتقدت لفترة بأن التطبيع سائد لا محالة، وبأنه ذاك السواد الذي سيُشوِّه التاريخ. وشعر قلبي لفترة بالفتور، وبأن مبادئ العروبة بدأت تزول، وبأن الأحرار في تناقص، وبأن التخاذل في محطات الدنيا يصول ويجول! حتى جاء مونديال 2022 الذي أحيانا، وبعث فينا روح الأمل من جديد.
مونديال 2022 يكشف زيف التطبيع
جاء مونديال 2022 الذي بعث في النفوس الطمأنينة على حال قد أوجعتنا جميعًا، حال خزي وهَوان من أبناء الدم الواحد! إنه لشعور صعب ومؤلم تخوفنا منه جميعًا، وتساءلنا: إلى متى وإلى أين النهاية؟! وكأنّ هذه البطولة جاءت لتؤكِّد للعالم بأسره بأننا جميعًا ننبض بقلب عربي لن يُلوَّث مهما حدث، قلب ينبض وطنية وحبًّا للقضية.
مع أني كنت وما زلت أثق بأن الأحرار أكثر بكثير من تلك الأقليّة التى تُدعى “مطبعين” وأكثر بكثير من المتخاذلين، فإن هذا الحدث العالمي الكبير أثلج الصدور، وألهب المشاعر حبًّا وعزًّا وكرامة وإباء، فلمَعَ بريق الأمل، وأشعل فتيل الدفء في قلوب الجميع، وجسَّد المعنى الحقيقي للحب الصادق.
شكرًا قطر؛ فقد غيَّرتِ المسار، وأضأتِ الأنوار على قلوب كادت أن تكون موحشة مظلمة، وسطَّرتِ تاريخًا مشرفًا للأجيال القادمة تجاه تلك القضية العادلة، القضية التى خذلها كثيرون. شكرًا قطر؛ فقد نشرتِها بجمال وعلى أوسع نطاق. صدقًا لو اجتمع أثرياء العالم ليُروِّجوا بأقوى شركات الإعلان وأضخمها أيَّ محتوى لَمَا نُشِر بهذا الإبداع والإتقان.
شكرًا قطر؛ لأنكِ أخبرتِ العالم كله أن العرب أمة تنسى الحدود التى اصطنعتها القوى العالمية الظالمة. أخبرتِهم -يا قطر- بأن القوانين والتأشيرات وقبول الإقامة في البلاد أو رفضها ما هي إلا معاملات.
نعم نجحت تلك القوى العظمى بتفريق الأجساد، أما الأرواح والمبادئ، الوحدة والحب، فلن ينجح أي أحد في العالم بانتزاعها منّا؛ نحن قوم نعشق الحرية ولا نقبل الهوان.
قطر كبيرة رغم صغر مساحتها !
شكرًا قطر؛ فقد كشفتِ مزاعمهم المشوَّهة التي أوصلوها إلى عقول شعوبهم، أخبرتِ الكون بتقدمنا ومكارم أخلاقنا، نشرتِ قصة زُوِّرت وحُرِّفت للعالم منذ عقود وبيَّنتِ لهم حقيقتها، أخبرتِهم بأن العربي امرؤٌ ناجح ومحترم وكريمة أخلاقه، أظهرتِ لهم حقيقتنا ومكارم أخلاقنا على طبق من ذهب.
ما بوسعي إلا أن أشكركِ؛ لأنكِ كشفتِ لنا معادن الشعوب أكثر، وأبرزتِها للجميع. شكرًا؛ لأنك كسرتِ شوكة مَن يتعالَون ويتفاخرون منذ قرون. (Ambien) وحَّدتنا رغم الفرقة التي أهَمَّت القلوب وأوجعتها. علَّمتِهم يا قطر أن القوة تكمن في تطبيق الحق والعدل، وأنك كبيرة رغم صغر مساحتك، فكل الشكر والتقدير لك.
ولكِ منا وعد بأن نسير على خطاك، ونبقى سفراء لأمتنا مدافعين عن مبادئنا. لن نتهاون بحقنا أبدًا، وسنستمر جميعًا في الإعلان للعالم أننا أمة لا يهزمها أحد؛ فتاريخنا واحد، وأمجادنا واحدة، وعدونا واحد. شكرًا قطر.
بقلم بنت فلسطين: ريم العتيبي.
اقرأ أيضًا:
ترند بريطانيا : جماهير كرة القدم حزينة لمغادرة المغرب المونديال
إندبندنت ترصد كيف وحّد مونديال قطر العرب بعد سنوات من الانقسام
إشادة كبيرة بقطر بعد حذف اسم إسرائيل من موقع بيع تذاكر المونديال
الرابط المختصر هنا ⬇