موجة كورونا في بريطانيا.. إصابات المستشفيات ترتفع بنسبة 31% خلال أسبوعين

تزايدت المخاوف في بريطانيا من موجة جديدة من فيروس كورونا بعد أن سجلت المستشفيات قفزة لافتة في معدلات الفحوصات الإيجابية.
فقد ارتفعت نسبة المرضى الذين يعانون من أعراض تنفسية وجاءت نتائجهم إيجابية للفيروس من 5.8% في 26 يوليو إلى 7.6% في 10 أغسطس، أي بزيادة 31% خلال أسبوعين، وفقًا لبيانات وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة (UKHSA).
الفرق بين معدل الإيجابية ونسبة الإدخال إلى المستشفى
أوضحت البيانات أن معدل الإيجابية يختلف عن معدل الإدخال إلى المستشفى. فالأول يعكس نسبة المرضى الموجودين في المستشفى لأسباب متعددة وأثبتت فحوصاتهم إصابتهم بكورونا، وغالبًا ما تكون حالاتهم أقل خطورة.
أما الثاني فيشير إلى المرضى الذين تم إدخالهم بسبب مضاعفات الفيروس، وقد ارتفع بنسبة 15% في الأسبوع المنتهي في 10 أغسطس، من 1.3 لكل 100 ألف نسمة إلى 1.5، وهو ما يزال منخفضًا مقارنة بمعظم فترات الجائحة السابقة.
مؤشرات على موجة صيفية جديدة
يرى الخبراء أن هذه الأرقام قد تكون مؤشرًا على بداية موجة صيفية جديدة، خاصة في ظل تراجع المناعة المكتسبة من اللقاحات والإصابات السابقة، بالتزامن مع انتشار متحور جديد أكثر عدوى يُعرف باسم XFG أو “ستراتوس”.
وقال سيمون ويليامز، عالم السلوك وخبير الصحة العامة بجامعة سوانسي: “يبدو أننا على أعتاب موجة صيفية، وهو ما يتماشى مع أنماط الأعوام الماضية، لكن حجم وشدة الموجة ما زالا غير واضحين.”
مخاوف من تأثير عودة المدارس والعمل
من جانبه، وصف البروفيسور لورانس يونغ، عالم الفيروسات في جامعة ووريك، الارتفاع الأخير بأنه “مثير للقلق”، مشيرًا إلى أن الفيروس ما يزال قادرًا على الانتشار.
وحذّر من أن عودة الموظفين والطلاب إلى المدارس والجامعات بعد عطلة الصيف، إضافة إلى برودة الطقس، قد تزيد من معدلات العدوى، خصوصًا في ظل تقليص فرص الحصول على اللقاحات المجانية هذا الخريف.
ملايين الأشخاص خارج برامج الجرعات التعزيزية
أعلنت الحكومة البريطانية أن ما يقرب من 13 مليون شخص لن يتمكنوا من الحصول على جرعة تعزيزية مجانية هذا العام. وتشمل القائمة المتقاعدين الذين تتراوح أعمارهم بين 65 و74 عامًا، إضافة إلى نحو 6.9 مليون شخص من المجموعات ذات المخاطر السريرية مثل النساء الحوامل والمصابين بأمراض مزمنة في القلب أو الكبد.
تباين في تقييم الوضع
رغم هذه المؤشرات، أبدى بعض الخبراء قدراً من التفاؤل. فقد اعتبر البروفيسور يونغ أن معدلات الإدخال إلى المستشفيات لا تزال منخفضة مقارنة بالموجات السابقة.
أما البروفيسورة شينا كرويكشانك، من جامعة مانشستر، فقالت إن معدل الإيجابية الأخير “رغم ارتفاعه، يظل منخفضًا نسبيًا”، لكنها حذّرت من إمكانية زيادته مع عودة المدارس والجامعات.
وفي السياق ذاته، أوضح الدكتور أليكس ألين، استشاري علم الأوبئة في وكالة الأمن الصحي، أن البيانات الأخيرة تظهر استمرار انتشار كورونا بمستويات أساسية مع ارتفاع طفيف، مؤكدًا أنه لا يوجد ما يدل على أن اللقاحات الحالية أقل فعالية ضد السلالات السائدة.
مقارنة تاريخية بمعدلات العام الماضي
تشير بيانات UKHSA إلى أن معدل الإيجابية الحالي (7.6%) لا يزال أدنى من مستوياته في موجات سابقة، حيث بلغ 16.6% في يوليو 2023 و14.6% في أكتوبر 2023، لكنه يبقى أعلى بكثير من مستواه في يناير الماضي عندما كان عند 2.2% فقط.
وترى منصة العرب في بريطانيا (AUK) أن الارتفاع الأخير في معدلات إصابات كورونا داخل المستشفيات، رغم أنه لا يزال عند مستويات منخفضة نسبيًا، يمثل إشارة تحذيرية لا ينبغي تجاهلها.
وتؤكد المنصة أن تراجع إتاحة اللقاحات المجانية لملايين الأشخاص قد يؤدي إلى فجوة صحية خطيرة في المجتمع البريطاني، خاصة مع عودة المدارس والجامعات واقتراب موسم الشتاء.
المصدر: inews
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇