هل تضرب بريطانيا موجة حر خامسة مع اقتراب نهاية صيف 2025؟

مع اقتراب صيف 2025 من نهايته، وبعد أربع موجات حر متتالية، يتساءل البريطانيون ما إذا كانت البلاد ستشهد موجة خامسة تُضاف إلى السجل المناخي غير المعتاد هذا العام. ومع تصاعد الترقب، أصدر مكتب الأرصاد الجوية البريطاني حكمه النهائي بشأن الاحتمال المرتقب، كاشفًا عن ملامح الأسابيع الأخيرة من الصيف.
توقعات الأرصاد الجوية: ضغط مرتفع بلا حرارة قصوى
أوضح خبراء مكتب الأرصاد أنّ نظام الضغط الجوي المرتفع يسيطر من جديد على أجواء المملكة المتحدة، لكنه هذه المرة متمركز إلى الشمال من اسكتلندا، وهو ما يقلل من فرص حدوث موجة حر خامسة.
ووصف الخبراء هذا النظام بأنه “صخرة في مجرى النهر”، إذ يقوم بتحويل مسار التيار النفاث نحو الدائرة القطبية من جهة، ودفع فرع آخر منه جنوبًا ليجلب بعض الأمطار المتفرقة على جنوب غرب بريطانيا مطلع الأسبوع. أما باقي المناطق، فمن المرجح أن تشهد طقسًا جافًا في الغالب، لكن دون ارتفاع كبير في درجات الحرارة.
صيف استثنائي: بين الأكثر حرارة منذ 1884
البيانات الأولية الصادرة عن مكتب الأرصاد أظهرت أن متوسط درجات الحرارة بين 1 يونيو و17 أغسطس بلغ 16.2 درجة مئوية، أي أعلى بـ1.6 درجة عن المعدل المناخي طويل الأمد.
العالمة إميلي كارلايل من مكتب الأرصاد علّقت قائلة: “يبدو أنّ هذا الصيف يتجه ليكون من بين الأشد حرارة، وربما الأكثر دفئًا منذ بدء السجلات عام 1884. المثير هو اتساق درجات الحرارة المرتفعة حتى خارج موجات الحر”.
وأشارت إلى أنّ العوامل التي ساهمت في هذا الوضع تشمل جفاف التربة منذ الربيع، وتكرار أنظمة الضغط المرتفع، إلى جانب دفء غير معتاد في مياه البحار المحيطة، ما أدى إلى تراكم الحرارة وبقائها لفترات طويلة.
ما بين الطقس المعتدل والتغير المناخي
على الرغم من أنّ بريطانيا لم تشهد هذا العام درجات حرارة قياسية تفوق 40 درجة، إلا أن الاستمرار في تسجيل مستويات أعلى من المعدلات الطبيعية هو ما يثير الانتباه. ذروة الحرارة هذا الصيف بلغت 35.8 درجة مئوية، وهو رقم بعيد عن الأرقام القياسية السابقة، لكنه يعكس اتجاهاً مقلقًا في سياق تغير المناخ العالمي.
منصّة العرب في بريطانيا ترى أن غياب موجة حر خامسة لا يقلل من خطورة الوضع المناخي الراهن. فالمؤشرات العلمية تؤكد أن المناخ البريطاني يتغير على نحو متسارع، وأن ما كان يُعدّ استثناءً في الماضي قد يصبح القاعدة في المستقبل. هذا الصيف هو إنذار إضافي بضرورة مواجهة أزمة المناخ بجدية أكبر، عبر سياسات بيئية واقتصادية مستدامة، قبل أن تصبح موجات الحر جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية في بريطانيا.
المصدر: إكسبريس
إقرأ أيّضا
بريطانيا ترفض الإفراج عن ناشط في بال أكشن للاعتناء بوالدته المريضة
تحذير للأسر البريطانية: تحققوا من العلامة الأساسية على البيض قبل الشراء
الرابط المختصر هنا ⬇