العرب في بريطانيا | مهرجان الفيلم الفلسطيني يعود إلى لندن 2025 بأسب...

1447 جمادى الأولى 9 | 31 أكتوبر 2025

مهرجان الفيلم الفلسطيني يعود إلى لندن 2025 بأسبوعين من العروض المميزة

مهرجان الفيلم الفلسطيني في لندن 2025
فريق التحرير October 30, 2025

تستعد العاصمة البريطانية لاحتضان الدورة الجديدة من مهرجان الفيلم الفلسطيني في لندن 2025، خلال الفترة من 14 إلى 28 نوفمبر/تشرين الثاني، في تظاهرة فنية تُعيد للسينما دورها كشاهدٍ على المأساة الفلسطينية وكصوتٍ للمقاومة والهوية والذاكرة.

يُعدّ المهرجان من أبرز الفعاليات السينمائية العربية في أوروبا، وقد نجح على مدى عقدين في تحويل لندن إلى مساحةٍ مفتوحة للأفلام الفلسطينية والعربية التي تتناول قضايا الأرض والمنفى والمقاومة. ويعود هذا العام ببرنامجٍ متنوّع يمتدّ إلى مدن بريطانية أخرى مثل ليفربول، مؤكدًا اتساع نطاق حضوره وتأثيره الثقافي.

الافتتاح: “صوت هند رجب” يعيد غزة إلى واجهة الشاشة

تنطلق فعاليات المهرجان يوم الجمعة 14 نوفمبر في صالة Barbican بعرض فيلم “صوت هند رجب” للمخرجة التونسية الفرنسية كوثر بن هنية، التي اشتهرت بأعمالها المترشحة للأوسكار مثل “بنات ألفة”.

الفيلم يستعيد مأساة الطفلة هند رجب التي واجهت الموت وحيدةً تحت أنقاض غزة، بمزيجٍ بين التسجيل الدرامي والمشهد الوثائقي، ليطرح سؤالًا أخلاقيًا عن معنى الإنسانية وسط الحرب، ويؤكد أن السينما الفلسطينية ليست ترفًا فنيًا، بل شكل من أشكال الشهادة الحيّة والمقاومة البصرية.

عروض تعيد كتابة السرد الفلسطيني

تُعرض أفلام المهرجان في صالات Barbican، Curzon Soho، ICA، Riverside Studios، Genesis Cinema، Sands Films Studio، مع عروض موازية في ليفربول، في خطوة تُبرز توسّع الحضور الجماهيري للمهرجان.

ومن بين أبرز العناوين المشاركة:

  • فلسطين 36 للمخرجة آن ماري جاسر: دراما تاريخية تستعيد إرهاصات الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936، وتعيد النظر في الجذور الإنسانية والسياسية للصراع.
  • “مع حسن في غزة” للمخرج كمال الجعفري: وثائقي يعتمد على أرشيفٍ مصوّر بكاميرات محلية من عام 2001، يلتقط تفاصيل الحياة اليومية في غزة تحت القصف.
  • أحلام عابرة“: فيلم شاعري يروي رحلة طفلٍ يبحث عن حمامةٍ ضائعة، في استعارةٍ بصرية عن الفقد والبحث عن الحرية.
  • كان ياما كان في غزة”: دراما إنسانية تُعيد طرح فكرة الصمود في وجه العنف والدمار، ضمن سلسلة العروض الرئيسة في Barbican.
  • برنامج “شذرات من الحياة” للأفلام القصيرة في Curzon Hoxton، وبرنامج “شهادة حيّة” في معهد الفنون المعاصرة ICA، يقدّمان أعمالًا جديدة لمخرجين فلسطينيين شباب يجربون أشكالًا بصرية مبتكرة تجمع بين الوثيقة والخيال.

ليالٍ خاصة وحوارات مع المبدعين

(مهرجان الفيلم الفلسطيني/ انستغرام)

إلى جانب العروض، يقدّم المهرجان سلسلة من اللقاءات والنقاشات المفتوحة مع المخرجين والمنتجين، تتناول دور السينما في توثيق الذاكرة الفلسطينية ومقاومة التزييف البصري للرواية.

من أبرز الفعاليات:

  • عرض مزدوج في سينما Genesis لفلمي “الـ48: مقاومة المستوطنة الكبرى” و”مهب الريح“، في أمسية تستكشف فكرة التهجير والمقاومة.
  • جلسة “حالة عشق” في Riverside Studios، مع الطبيب غسان أبو ستّة الذي يوثّق شهادته بعد 43 يومًا من العمل في غزة تحت القصف.
  • عرض فيلم “الأستاذ” للمخرجة فرح النابلسي، يتبعه نقاش مع الممثل الفلسطيني صالح بكري حول تحديات تصوير الفيلم في ظل الواقع السياسي الراهن.

ختام المهرجان وأمسية “الثلاثي جبران”

يُختتم مهرجان الفيلم الفلسطيني في لندن يوم الجمعة 28 نوفمبر بفيلم “اللي باقي منك” (All That’s Left of You) للمخرجة الفلسطينية الأردنية شيرين دعيبس، وهو العمل الذي اختير أيضًا لتمثيل الأردن في سباق الأوسكار لعام 2025.

أما في السبت 29 نوفمبر، فيُقام حفل موسيقي استثنائي لفرقة الثلاثي جبران في قاعة Barbican Hall بتنظيم مؤسسة MARSM، احتفاءً بمرور عشرين عامًا على مسيرتهم الفنية، في ليلةٍ تُجسّد تلاحم الموسيقى الفلسطينية مع السينما والذاكرة الجماعية.

بين الذاكرة والهوية

تُسلّط دورة هذا العام الضوء على قضايا الذاكرة والتوثيق تحت الحصار، وعلى السينما الفلسطينية كفعل بقاءٍ ومقاومةٍ للطمس والنسيان.

فالقصص التي تُعرض ليست فقط عن الحرب، بل عن تفاصيل الحياة اليومية، عن الخبز والماء والموسيقى، وعن قدرة الفلسطينيين على تحويل الألم إلى إبداعٍ يتجاوز الحدود.

يمكن حجز التذاكر عبر المواقع الرسمية لدور العرض المشاركة أو عبر الموقع الإلكتروني للمهرجان هنا.

كما يُنصح بمتابعة حساب المهرجان على إنستغرام للاطلاع على التحديثات والعروض الإضافية. وتشير إدارة المهرجان إلى أن الإقبال الكبير في السنوات الأخيرة يعكس تزايد اهتمام الجمهور البريطاني والعربي بـالسينما الفلسطينية بوصفها مساحة للتعبير الثقافي والسياسي في آنٍ واحد.

السينما كوثيقة للمستقبل

يأتي مهرجان الفيلم الفلسطيني في لندن هذا العام ليؤكد أن الكاميرا الفلسطينية ما تزال قادرة على أن تروي الحكاية، وأن السينما لا تزال أحد أكثر أشكال المقاومة تأثيرًا وخلودًا.

فكل فيلمٍ هنا ليس مجرد عملٍ فني، بل وثيقةٌ حيّة تحفظ الذاكرة الفلسطينية من المحو، وتعيد للعالم وجهها الإنساني الحقيقي.

مهرجان الفيلم الفلسطيني في لندن

(مهرجان الفيلم الفلسطيني/ انستغرام)

انطلقت أولى دورات مهرجان الفيلم الفلسطيني في لندن عام 1998 بمبادرة من مجموعة أكاديميين وفنانين بريطانيين وفلسطينيين سعوا إلى إيجاد نافذة بديلة للرواية الفلسطينية عبر السينما. ومنذ ذلك الحين، تحوّل المهرجان إلى منصّة سنوية راسخة تستضيفها مؤسسات ثقافية بارزة مثل معهد السينما البريطاني (BFI) ومركز باربيكان للفنون.

يهدف المهرجان إلى التعريف بالسينما الفلسطينية المستقلة، ودعم المخرجين الشباب، وربط المشهد الثقافي الفلسطيني بجمهورٍ أوسع في أوروبا. كما يسعى إلى إبراز تنوّع الأصوات الفلسطينية — من المخرجين داخل الأراضي المحتلّة إلى الفنانين في الشتات — في مواجهة محاولات التهميش والتشويه الإعلامي.

وبعد أكثر من ربع قرن على انطلاقه، يُعدّ المهرجان اليوم منبرًا رئيسيًا للسينما العربية في بريطانيا، ومكوّنًا أساسيًا من المشهد الثقافي اللندني، حيث تلتقي العدسة الفلسطينية بنبض المدينة العالمية في حوارٍ فنيٍّ لا يزال يتجدّد عامًا بعد عام.

 


اقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

آخر فيديوهات القناة