العرب في بريطانيا | الداخلية البريطانية تستهدف المساجد ودور العبادة...

1445 رمضان 18 | 28 مارس 2024

الداخلية البريطانية تستهدف المساجد ودور العبادة للبحث عن مهاجرين مخالفين وترحيلهم

الداخلية البريطانية تستهدف المساجد ودور العبادة للبحث عن مهاجرين مخالفين وترحيلهم
فريق التحرير November 6, 2022

أشارت صحيفة الإندبندنت إلى أنّ الداخلية البريطانية تستهدف المساجد ودور العبادة للبحث عن مهاجرين مخالفين وترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية.

 

وبحسب ما ورد في الصحيفة فإنّ موظفي قسم الهجرة في الداخلية البريطانية يحثون المهاجرين المخالفين أو الذين رفضت طلبات لجوئهم على العودة إلى بلدانهم.

 

وقد نفذت الفرق المختصة في وزارة الداخلية البريطانية حوالي 400 زيارة للمعابد، والمساجد والكنائس على مدى السنوات الثلاث الماضية، أيّ حوالي أربعة أضعاف عدد الزيارات في السنوات السابقة لعام 2019.

 

المنظمات الإنسانية تطالب بمنع دخل موظف الداخلية إلى دور العبادة للبحث عن مهاجرين مخالفين

وزارة الداخلية البريطانية
وازرة الداخلية البريطانية تسعى لترحيل مهاجرين مخالفين 

وقد استطاع موظفو الداخلية البريطانية نقل عدد من المهاجرين إلى المطارات بغرض ترحيلهم خلال ثلاث زيارات للأماكن الدينية ودور العبادة.

 

وانتقدت الجمعيات الخيرية والمنظمات الإنسانية سياسة وزارة الداخلية ودعت المنظمات إلى إيقاف السياسة المعادية لطالبي اللجوء، وأشارت المنظمات إلى أنّ وزارة الداخلية البريطانية تعمل على خداع الناس لترحيهم.

 

وقالت ماري أتكينسون المستشارة السياسية في مجلس رعاية المهاجرين: “يجب على وزارة الداخلية أنّ تتوقف عن استغلال الأماكن الدينية لإقناع المهاجرين بالعودة إلى بلدانهم، ولا بدّ من إلغاء البيئة المعادية للمهاجرين، وتمكينهم من الوصول للخدمات العامة والأساسية”.

 

إنّ سياسة “البيئة المعادية ” للمهاجرين كانت قد ظهرت للمرة الأولى عام 2012 بعد أن أقرتها وزيرة الداخلية آنذاك تيريزا ماي، بهدف تضييق الخناق على المقيمين في بريطانيا دون تصريح بالبقاء، على أمل أن يعودوا إلى بلدانهم بشكل طوعيّ.

 

ويتولى ذلك فريق التواصل المجتمعيّ التابع لوزارة الداخلية البريطانية، وهو القسم المسؤول عن تطبيق قوانين الهجرة.

 

ويسعى الفريق إلى ترحيل المهاجرين غير الشرعيين وطالبي اللجوء الذين رفضت طلبات لجوئهم، وغيرهم من المهاجرين، وذلك عبر تقديم المشورة القانونية للمهاجرين حول كيفية العودة طوعيًا إلى بلدانهم، بالإضافة إلى تحقيق اندماجهم بالمجتمع، والإجابة عن الأسئلة المتعلقة بالإجراءات المتبعة عند البقاء في البلاد بعد انتهاء فترة الإقامة، وكلّ ما يتعلق بتأشيرات الطلاب، ووضع مواطني الاتحاد الأوروبيّ والتأخير في طلبات التأشيرة.

 

وكشفت صحيفة الإندبندنت عن الدور الذي يلعبه فريق التواصل المجتمعيّ في ترحيل المهاجرين بشكل طوعيّ، بعد احتدام الجدل حول تعامل الحكومة البريطانية مع المهاجرين الذي يصلون إلى البلاد عن طريق زوارق تعبر القنال الإنجليزي.

 

يأتي ذلك في ظل الحديث عن إجراءات قانونية محتملة قد تتخذ بحق وزيرة الداخلية سوالا برافرمان بعد أن احتجزت حوالي 4000 طالب لجوء في مركز مخصص لـ 1600 شخص، فيما عانى المحتجزون من ظروف إنسانية سيئة في المركز الواقع بمانستون إيرفيلد.

 

وقد وصفت فتاة بالغة من العمر تسع سنوات مركز الاحتجاز بأنّه مشابه للسجن وكتبت ذلك في رسالة ألقتها من عبر السياج المحيط.

 

وعلى الرغم من أنّ المركز مصمم لإبقاء المهاجرين مدة 24 ساعة فقط، فقد وردت تقارير عن بقاء بعض طالبي اللجوء في المركز لمدة لا تقل عن شهر، واضطر بعض المهاجرين إلى النوم في خيام.

 

وزارة الداخلية البريطانية تكرس سياسيات معادية للمهاجرين 

سوالا برافرمان متهمة بخرق القوانين بعد وضع طالبي لجوء في بريطانيا بمراكز احتجاز
سوالا برافرمان، وزيرة الداخلية البريطانية

واتخذت وزراه الداخلية إجراءات سريعة لخفض عدد المهاجرين المحتجزين في المركز عبر نقل 1200 شخص منهم إلى أماكن أخرى على متن حافلات ولمدة أربعة أيام، وكانت الوزارة قد اعتذرت لأنّ بعض المهاجرين اضطروا للنوم على قارعة الطرقات في لندن، في ظروف قاسية.

 

وقد انتقدت تصريحات المسؤول في وزارة الداخلية كريس فيليب ووصفت بالقاسية، بعد أن قال الأخير إنّه من الوقاحة أن يشتكي المهاجرون من الظروف التي يواجهونها في بريطانيا التي اختاروا السفر إليها، على الرغم من إمكانية بقائهم في بلدان أخرى.

 

هذا واستدعيت شرطة مكافحة الشغب إلى إحدى مراكز احتجاز المهاجرين في هارموندسووث بالقرب من مطار هيثرو ليل الجمعة، بعد اضطرابات وأعمال شغب نفذها عدد من المحتجزين في المركز أثناء انقطاع التيار الكهربائيّ.

 

وأعلنت شرطة جنوب البلاد أنّ الهجوم بالقنابل الحارقة على مركز للمهاجرين في دوفر نهاية الأسبوع الماضي صنف كهجوم إرهابيّ، نفذه أتباع اليمين المتطرفة.

 

وبحسب البيانات الصادرة بموجب قانون حرية المعلومات، فإنه في عام 2019 زارت فرق وزارة الداخلية دور العبادة حوالي 46 مرة للبحث عن المهاجرين المخالفين، مقارنة ب 167 زيارة في عام 2021.

 

وبحسب وزارة الداخلية فإنّ قسم الهجرة نفذ حوالي 137 زيارة للأماكن الدينية بحثًا عن المهاجرين المخالفين منذ كانون الثاني/ يناير العام الحالي وحتى نهاية تموز/ يوليو وبلغ عدد الزيارات حدًا غير مسبوق.

 

وقالت ماري أتكينسون من مجلس رعاية المهاجرين:” يتجه المزيد من المهاجرين للأماكن الدينية ودور العبادة عندما يشعرون بالرفض والاستبعاد في بريطانيا”.

 

“إنّ الأماكن الدينية بمختلف أنواعها توفر مساحة للمهاجرين للاختلاط بالمجتمع، وممارسة الأنشطة الروحية”.

 

“غالبًا ما يقصد المهاجرون دور العبادة، بسبب سلوك الحكومة المعادي للمهاجرين الذي يواجهون التمييز ويحرمون الخدمات الأساسية”.

 

“لذلك فإنه من المروع أن تنتهك وزارة الداخلية حرمة هذه الأماكن وتلاحق المهاجرين المخالفين”.

 

وقد اجتمع المهاجرون حوالي 98 مرة في الأماكن الدينية في ساوثهول، غرب لندن خلال السنوات الثلاث الماضية.

 

وقالت شاكيلا تارانوم معان من جمعية Southall Black sister الخيرية لمكافحة العنف الأسري: : يتعرض العديد من المهاجرين للخداع والتضليل من موظفي وزارة الداخلية الذين يزورون أماكن العبادة”.

 

“لقد تحدثنا إلى العديد من الأشخاص الذين اعتقدوا أنهم سيحصلون على المساعدة من فرق وزارة الداخلية، لكن بدلًا من ذلك فقد نصحهم موظفو الوزارة أنه من الأفضل مغادرة بريطانيا، وأغروهم بمبالغ مالية معينة عند مغادرة البلاد”.

 

“ويقدم المهاجرون بياناتهم الشخصية لموظفي وزارة الداخلية الذين لا يكشفون هويتهم بشكل واضح، وبالتالي فإنّ المهاجرين قد لا يعرفون أنهم يتعاملون مع جهة تابعة لوزارة الداخلية”.

 

“يشعر المهاجرون بأنّ هذه الزيارات تشكل انتهاكًا لحرمة دور العبادة، إذ يزور الناس الأماكن الدينية للبحث عن السلام والطمأنينة، أو للاختلاط بالمجتمع المحيط”.

 

“إنّ سماح المسؤولين عن دور العبادة لموظفي وزارة الداخلية بالدخول إلى هذه الأماكن يعني أنهم يخونون ثقة الناس ويخالفون المبادئ التي يؤمنون بها”.

 

وقد زارت فرق وزارة الداخلية أيضًا معبد جورو رافيداس جوردوارا الهندوسي في برمنغهام أكثر من 35 مرة حتى الآن منذ بداية هذا العام، بالإضافة إلى معبد شري ساناتان الهندوسي في إيلينغ غرب لندن، حوالي 83 مرة منذ عام 2019.

 

ما البروتوكول الذي تتبعه وزارة الداخلية البريطانية عند البحث عن المهاجرين في دور العبادة؟

وزارة الداخلية البريطانية
الشرطة البريطانية (Pixabay)

وعلى الرغم من تأكيد وزارة الداخلية أنها لا تحاول إنفاذ قوانين الهجرة عبر هذه الزيارات فإنّ البيانات التي حصلت عليها صحيفة الإندبندنت تؤكد أنّ موظفي وزارة الداخلية نجحوا في تطبيق قوانين الهجرة ثلاث مرات على الأقل خلال زياراتهم لدور العبادة.

 

وقالت وزارة الداخلية:” كانت الغاية من الزيارات إقناع عدد من الأشخاص بالمغادرة الطوعية للبلاد”.

 

وتنصّ إرشادات وزارة الداخلية على أنه يجب مراعاة المجتمعات الدينية التي قد لا تكون راغبة بمساعدة فريق الهجرة عند قيامه بهذه الزيارات، وفي هذه الحالة لا بدَّ من طلب المشورة من المجتمعات المعنية”.

 

وتنصّ توجيهات وزارة الداخلية على ألا تكون زيارة الأماكن الدينية من قبل فرق الهجرة إلا عند استنفاذ جميع الطرق الأخرى الممكنة ولا بدّ من تقديم الدليل على ذلك.

 

إنّ هذه العمليات الخاصة بفرق الهجرة حساسة للغاية ويشترك فيها الشرطة وضباط المخابرات، لذلك لا بدَّ من الحصول على تصاريح للسماح بهذه الزيارات من النائب المسؤول في الوزارة، ويجب أن يطّلع وزير الهجرة على ذلك.

 

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية:” إنّ زياراتنا للأماكن الدينية تتيح الفرصة للمهاجرين للحصول على المزيد من المعلومات بشأن إقامتهم في بريطانيا أو تلقي الدعم والاستشارات القانونية حول كيفية العودة الطوعية لبلدانهم”.

 

“يتم إجراء هذه الزيادات بعد استئذان المسؤولين عن الأماكن الدينية، من أجل طمأنة المهاجرين بعدم التعرض لهم أو اعتقالهم، ويعرف موظفو وزارة الداخلية عن أنفسهم بوضوح، ويشيرون إلى أنّ هذه العمليات تدار من قبل الحكومة”.

 

المصدر: الإندبندنت 


 

 

اقرأ أيضاً : 

تحرك قانوني لمنع سجن سائقي قوارب المهاجرين بتهمة الاتجار بالبشر

الغارديان: أوضاع بائسة في مركز احتجاز المهاجرين في رامسغيت

ما موقف وزير الداخلية البريطاني الجديد من الهجرة والمهاجرين؟

(Cymbalta)