من هو ديفيد كولير وما دوره في التحريض على مؤيدي فلسطين في بريطانيا؟

ديفيد كولير هو ناشط ومدوّن بريطاني يُعرف بمواقفه المؤيدة لإسرائيل، وقد أثار جدلًا واسع النطاق؛ بسبب نشاطاته التي تستهدف المتضامنين مع القضية الفلسطينية في المملكة المتحدة.
ويُسخّر كولير حسابه على منصة إكس (تويتر سابقًا) للهجوم على عدد من الشخصيات العامة والمسؤولين والناشطين المنتقدين لجرائم الحرب، التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة منذ الـ7 من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
من هو ديفيد كولير؟
يُعرّف ديفيد كولير نفسه بأنه صحفي استقصائي وباحث يكافح معاداة السامية والصهيونية، ويقول عبر مدونته التي تحمل اسمه: “أنا صهيوني 100 في المئة، أُجري بحثًا عن معاداة السامية في الأنشطة المعادية للصهيونية”.
تضم مدونة “ديفيد كولير” المزعومة مقالات منذ آب/ أغسطس 2014، ويستخدمها لنشر ادّعاءات مضللة عن عدد من الشخصيات المؤيدة للقضية الفلسطينية، آخرهم كان الصحفي البريطاني المعروف بدعمه للقضية الفلسطينية أوين جونز، إلى جانب الهجوم على بعض وسائل الإعلام واتهامها بالتحيز ضد اليهود، مثل بي بي سي.
كما حرّض على عدد من الصحفيين في غزة بطريقة مباشرة، وادّعى أن هناك صلات بينهم وبين حركة حماس، دون تقديم أي دليل على الروايات المضللة التي نشرها.
Hind Khoudary:
1. Praised Islamic Jihad terrorists
2. Promoted Hezbollah’s Nasrallah
3. Snitched & handed a Gazan peace activist to Hamas
4. Posted it’s best to die a martyr (terrorist) with a gun
5. Said Palestinians should lie for the cause.To Channel 4 she is a journalist: pic.twitter.com/kkiepg78pI
— David Collier (@mishtal) May 28, 2024
ويصف كولير نفسه عبر منصة إكس بأنه “صحفي استقصائي حائز على جوائز” و”يناضل في سبيل الحقيقة”، واضعًا أعلام الاحتلال الإسرائيلي، وبريطانيا، والولايات المتحدة الأمريكية في خانة الوصف أعلى صفحته.
انضم كولير إلى منصة إكس في تموز/يوليو 2009، ومنذ إنشاء حسابه نشر أكثر من 31 ألف منشور، ويضم حسابه أكثر من 232 ألف متابع.
ضغوط وابتزاز
يعتمد ديفيد كولير في نشاطه الرقمي على استهداف الشخصيات الداعمة لفلسطين، سواء عبر نشر الأكاذيب أو ممارسة ضغوط منهجية من خلال منصة “إكس” لتأليب الرأي العام على أفراد بعينهم، وهو ما تجلى مؤخرًا في واقعة فصل الشابة المصرية سلمى مشهور من منصبها في نادٍ إنجليزي لكرة القدم.
خلال الشهر الجاري نيسان/إبريل 2025، وبعد إعلان اليوتيوبر المصري مروان سري انضمامه إلى ملاك نادي داجنهام آند ريدبريدج، الذي ينشط في دوري الدرجة الخامسة الإنجليزي، عُيِّنت سلمى مشهور مديرة للتطوير والمشاركة. غير أن تعيينها لم يدم طويلًا، إذ أُعلن إعفاؤها من منصبها بعد ساعات فقط من تسلُّمها المهمة، في قرار مفاجئ أثار موجة من الغضب والتساؤلات بين المتابعين.
جاء هذا القرار بعدما نشر الناشط الصهيوني ديفيد كولير عبر حسابه على “إكس” منشورًا يتضمن صورة قديمة من حساب سلمى مشهور على “إنستغرام”، كانت قد أعربت فيها عن تضامنها مع المدنيين في غزة، مشيرًا إلى أنها “أبدت تفهمها لحركة حماس، وحمّلت إسرائيل مسؤولية ما حدث في السابع من أكتوبر”، وفق زعمه.
ووصف الموقف بأنه “شخصي للغاية”، وكتب في تدوينته: “فريقي المحلي لديه مستثمرون جدد، والمديرة الجديدة للتنمية هي سلمى مشهور التي نشرت سابقًا عن تعاطفها مع حماس”، مضيفًا أن ذلك “يُنهي خمسين عامًا من دعمه للنادي”، في محاولة واضحة للضغط على الإدارة.
وبعد ساعات قليلة فقط من هذا المنشور، أعلن نادي داجنهام رسميًّا إعفاء سلمى مشهور من منصبها، في خطوة رأى كثيرون أنها جاءت استجابة مباشرة لضغوط كولير، الذي استخدم نفوذه الرقمي وتأييده الصريح للاحتلال الإسرائيلي للتأثير في القرار.
…. ردي الرسمي قريب جدا علي الاعلان بفصل سلمي مشهور من ادارة النادي و لكن نداء للمشجعين العرب اللي كانوا رايحين بكرا ضروري ! ارجوكم عدم الذهاب و سيتم تعويضكم بالمبلغ الخاص للتذاكر مني شخصيا pic.twitter.com/jSGiz3oRn4
— Marwan Serry (@Serrymarwan) April 17, 2025
بدوره عبّر اليوتيوبر مروان سري عن غضبه من القرار، مؤكدًا أنه اتُّخذ دون علمه أو موافقته، ووصف ما جرى بأنه “غير مقبول”. ووجّه نداءً لمتابعيه بعدم حضور المباراة القادمة، متعهدًا بإعادة قيمة التذاكر، ومؤكدًا أنه سيصدر بيانًا أو يظهر في فيديو جديد لتوضيح موقفه الكامل من الحادثة.
الدور الذي يلعبه كولير في التحريض على المتضامنين مع فلسطين:
1. اختراق الحركات المؤيدة لفلسطين: وفقًا لتقارير، قام كولير بالتسلل إلى اجتماعات ونشاطات مؤيدة لفلسطين باستخدام هويات مزيفة، حيث جمع معلومات وصوّر محادثات بهدف اتهام النشطاء بمعاداة السامية.
2. حملات تشويه إعلامية: ينشر كولير تقارير ومقالات تتهم حركات التضامن مع فلسطين، مثل حركة المقاطعة (BDS)، بأنها معادية للسامية أو مرتبطة بالإرهاب، مما يساهم في تشويه صورة هذه الحركات أمام الرأي العام.
3. التأثير على الإعلام والمؤسسات: في عام 2025، كشف كولير أن راوي فيلم وثائقي عن غزة بثته BBC هو نجل مسؤول في حركة حماس، مما أدى إلى سحب الفيلم من العرض وفتح نقاش واسع حول تغطية BBC للقضية الفلسطينية.
4. الضغط على الجامعات والمؤسسات الأكاديمية: ساهمت تقارير كولير في دفع بعض الجامعات البريطانية إلى التراجع عن دعم فعاليات مؤيدة لفلسطين، حيث يُتهم باستخدام اتهامات بمعاداة السامية للضغط على هذه المؤسسات.
المدافعون عنه
بينما يرى مؤيدوه أنه “يكشف عن مظاهر معاداة السامية” في الحركات المناهضة للصهيونية بزعمه، فإنه يُتهم بوضوح بأنه يخلط بين النقد المشروع لإسرائيل ومعاداة السامية، ويستخدم هذه الاتهامات لإسكات الأصوات المؤيدة لفلسطين.
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇