منظمة خيرية بأيرلندا الشمالية تمنح الأمل مجددا لعائلة سورية لاجئة

قدّمت جمعية بلفاست المتعددة الثقافات بعض الخدمات والمساعدات إلى عائلة سورية لاجئة تعيش في غرب بلفاست منذ حوالي العام والنصف.
والتقت صحيفة ” Andersonstown News ” مع العائلة السورية واستمتعت إلى معاناتها خلال الرحلة الطويلة من سوريا إلى أيرلندا الشمالية.
كان كلّ من نورس ومؤيد يعملان كمدرسين في سوريا وقد تزوجا وأنجبا ثلاثة أطفال عندما بدأت رحلتهم لطلب اللجوء عام 2017، حينها أصبحت سوريا مكانًا خطيرًا للغاية بالنسبة للعائلة التي كانت تعيش في مدينة دير الزور السورية.
وكانت دير الزور في ذلك الوقت غارقة بالحرب والاشتباكات الدموية التي خاضها العديد من الفصائل المختلفة.
وقتل خمسة من أفراد عائلة نورس في يوم واحد خلال أعمال العنف التي دارت في المدينة، وقررت العائلة حينها الخروج برفقة أطفالها إلى تركيا سيرًا على الأقدام طلبًا للأمن والاستقرار.
واضطرت العائلة للاستعانة بأحد المهربين من أجل الدخول على تركيا التي تضبط حدودها بشكل كبير وبالطريقة ذاتها انتقت العائلة إلى اليونان عبر قارب بلاستيكيّ صغير.
وبقيت الأسرة في اليونان ثلاث سنوات قبل أن يتم إخطارهم بضرورة مغادرة البلاد ونظرًا لعدم قدرتهم على العودة إلى سوريا قررت الأسرة طلب اللجوء في مكان آخر.
جمعية بلفاست المتعددة الثقافات تساهم في تحسين أوضاع اللاجئين

وواجهت الأسرة صعوبة كبيرة في التنقل بين البلدان بسبب عدم تعرف السلطات في أوروبا على بطاقاتهم الشخصية إلى جانب الإجراءات البيروقراطية التي واجهت الأسرة.
وسعى أصدقاء العائلة لمساعدة نورس وزوجته في الوصول إلى المملكة المتحدة حيث ستكون بأمان أخيرًا، وكافحت الأسرة لتأمين الأموال من أجل الوصول إلى أيرلندا واقترضت بعض المبالغ من الأصدقاء لدفعها للمهربين، وتمكنت الأسرة أخيرًا من دخول أيرلندا من دون تأشيرة.
وقال نورس :” لقد كان القرار بمغادرة سوريا صعبًا للغاية وتركنا وراءنا بقية العائلة والأصدقاء، لقد فقدنا الكثير من الأقارب كما خسرنا منزلنا بين عشية وضحاها “.
“كان من الصعب للغاية أن نثق بالمهرب لكنّ الأمر كان يستحق المخاطرة وقررنا أن نؤمن لأطفالنا مستقبلًا أفضل”.
“لقد قتل خمسة أفراد من العائلة في يوم واحد فقط وخشينا أن نُقتل في أي لحظة إذا لم نغادر البلاد كان الأمر يستحق المخاطرة”.
وتمّ نقل العائلة من اليونان إلى عدة دول أوروبية قبل أن تصل إلى دبلن وقال نورس :”إنّ العائلة واجهت خطر الانقسام عند وصولها إلى ديلن وكان من الممكن أن يتمّ نقل الأطفال إلى قسم الرعاية الاجتماعية.
وقال نورس للشرطة إنّه يفضل البقاء مع عائلته في الشارع على أن يتم فصل الأطفال عنه، وتم إرسال العائلة إلى فندق في شمال أيرلندا.
وتلقت الأسرة المساعدة من المنظمات الإنسانية وتمّ تأمين سكن لهم بعد أن تقدموا بطلب اللجوء وهم يعيشون الآن في مأوى بمنطقة فولز ببلفاست.
عائلة سورية لاجئة ترفض التخلي عن أطفالها لصالح خدمات الرعاية الاجتماعية

وتقدم جمعية بلفاست متعددة الثقافات المساعدات وطرود الطعام للعائلة كما تزودهم بالمشورة والنصائح للانخراط في المجتمع والحياة العملية.
وقال علي خان من جمعية بلفاست متعددة الثقافات:” إنّ هدفنا هو تقديم الدعم للمستضعفين من العائلات المسلمة وغير المسلمة حيث شهدنا تزايدًا في أعداد طالبي اللجوء بالإضافة إلى تزايد أعداد الأشخاص المتضررين من الظروف الاقتصادية، إنّ دين الإسلام يعلمنا التعاطف الإنسانيّ”.
“لا بدَّ للمنظمات والمجتمعات المختلفة أن تحاول القضاء على الفقر عبر مساعدة المحتاجين وتوصيل المواد الغذائية والملابس لهم.
يقيم كلّ من نورس وعائلته حاليًا في غرب بلفاست ولا يسمح لهم بالعمل بموجب القوانين البريطانية حتى مدة خمس سنوات إلى أن يتمّ البت في قضية لجوئهم.
اقرأ أيضاً :
عائلة سورية من 6 أفراد تعاني ضيق مسكنها في لندن
من جحيم الحرب إلى تأسيس متاجر في بريطانيا.. قصة نجاح عائلة سورية
الرابط المختصر هنا ⬇