منظمات حقوقية تحذر: تيارات متطرفة تغذي الاحتجاجات المعادية للاجئين في بريطانيا

وقعت أكثر من 200 منظمة حقوقية وجمعيات خيرية ونقابات عمالية على رسالة مفتوحة تطالب قادة بريطانيا السياسيين بإنهاء “التيارات الخبيثة والمضللة” من العنصرية والكراهية التي تقف وراء سلسلة من الاحتجاجات المناهضة للمهاجرين في البلاد.
الرسالة المفتوحة ووقائع الاحتجاجات
تم تنسيق الرسالة بواسطة تحالف الحملة “مع اللاجئين”، ووقع عليها منظمات رائدة مثل منظمة العفو الدولية المملكة المتحدة، ومدينة الملاذ المملكة المتحدة، ورعاية كاليه، وأطباء العالم، وتحالف إنهاء العنف ضد النساء، وحرية من التعذيب، والإغاثة الإسلامية، وأوكسفام، ونقابة الخدمات العامة والتجارية، وأفعال اللاجئين، وSafe Passage.
جاءت الرسالة في أعقاب أسابيع من الاحتجاجات أمام فنادق طالبي اللجوء في مواقع مختلفة عبر بريطانيا، والتي غالبًا ما كانت تواجه من قبل احتجاجات من نشطاء مناهضين للعنصرية. وقد تصاعدت هذه الاحتجاجات في ظل التصريحات المثيرة للجدل من سياسيين بارزين في المملكة المتحدة.
الاحتجاجات والموقف السياسي
تزامن ظهور هذه الاحتجاجات مع التصريحات المثيرة من شخصيات سياسية بارزة مثل نايجل فاراج زعيم حزب ريفورم، والمحافظ الكبير روبرت جينريك،
بالإضافة إلى تصريحات رئيس الوزراء كير ستارمر التي عبر فيها عن أسفه بشأن تحذيره من أن بريطانيا قد تتحول إلى “جزيرة من الغرباء” في خطاب ألقاه في يونيو.
في الأسبوع الماضي، أثار جينريك غضبًا واسعًا بتصريحاته التي ادعى فيها أن الهجرة الجماعية تعرض النساء والفتيات للخطر، وأضاف أن 40% من الاعتداءات الجنسية في لندن العام الماضي ارتكبها أجانب. وقد تم دحض هذه الادعاءات من قبل عدد من الجهات المعنية.
حملة حزب ريفورم ضد اللاجئين
وفي وقت لاحق، زعم حزب ريفورم المملكة المتحدة أن المهاجرين من البلدان الإسلامية يشكلون تهديدًا على سلامة النساء في بريطانيا، حيث أيدت النائبة الوحيدة للحزب، سارة بوتشين، هذه المزاعم قائلة إن طالبي اللجوء القادمين عبر القوارب الصغيرة يحملون “آراء متوسطة” تجاه المرأة.
وتقول الرسالة المفتوحة التي أرسلت إلى زعماء الأحزاب الرئيسية في المملكة المتحدة: “لقد كانت الاحتجاجات ضد اللاجئين في جميع أنحاء البلاد محزنة للغاية للمراقبة، مع أصداء أعمال الشغب التي حدثت الصيف الماضي مما جعلها أكثر إثارة للقلق”. وأضافت: “التيارات الخبيثة والمضللة من العنصرية والكراهية التي تقف وراء هذه الاحتجاجات هي دليل واضح على نظام فاشل”.
وتتابع الرسالة: “المسؤولية عن إنهاء السياسة المفرقة والخطاب العنصري هي مسؤوليتكم. فقط عندها ستتمكنون من تحقيق الوحدة بدلاً من الانقسام والتماسك بدلاً من الكراهية”.
التضامن الشعبي ودعوات لتغيير السياسات
وتختتم الرسالة بالقول: “من المروع أن يتم مواجهة أولئك الذين يحتاجون إلى تعاطفنا بمزيد من العذاب هنا في المملكة المتحدة. لكن تدفق الدعم من المجتمعات التي تدين الكراهية هو تذكير قوي بأن هذه الآراء لا تمثل الغالبية العظمى”.
وفي سياق متصل، قالت سونيا سيتس، المديرة التنفيذية في “حرية من التعذيب”: “مقابلتهم بالكراهية في شوارع بريطانيا، التي أثارها السياسيون لأغراضهم الخاصة، تجعل الناجين يشعرون أنهم مُطاردون مرة أخرى وتضيف إلى صدمتهم. هذا ليس من نحن كدولة”.
تحديات في بريستول ودعوة للوقوف مع اللاجئين
في بريستول، شهدت الاحتجاجات ضد اللاجئين حضورًا كبيرًا من الداعمين لللاجئين، حيث قوبل المتظاهرون المناهضون للاجئين بمشاركة واسعة من المجتمع المحلي. وأشارت تقديرات إلى أن المتظاهرين مناهضي اللاجئين كانوا أقل عددًا بنسبة 8 إلى 1 مقارنة بالمتظاهرين المتضامنين مع اللاجئين.
وأوضحت جو بينفيلد، منسقة الحملة التطوعية لحملة “دافعوا عن طالبي اللجوء” في بريستول، أن المتظاهرين المضادين للاجئين كانوا قد تم حمايتهم من قبل المتظاهرين المضادين في العام الماضي.
الدعوة لوضع خطة شاملة لاستقبال اللاجئين
تحالف “مع اللاجئين”، أكبر تحالف مؤيد للاجئين في تاريخ المملكة المتحدة، والذي يضم أكثر من 600 منظمة عضو، يدعو إلى وضع خطة تحترم التزام المملكة المتحدة بموجب القانون الدولي بحق المطالبة باللجوء، وتوفر استراتيجية مناسبة لاستقبال اللاجئين، وتعزز التعاون العالمي لمكافحة الأسباب الجذرية التي تجبر الناس على الفرار من ديارهم.
ومن خلال قراءتنا لهذا التقرير، تؤكد منصة العرب في بريطانيا AUK على ضرورة تعزيز قيم التضامن والإنسانية في المجتمع البريطاني، خاصة في التعامل مع قضايا اللاجئين والمهاجرين. نحن نؤمن بأهمية محاربة العنصرية بكل أشكالها والعمل على بناء مجتمع متماسك يعكس القيم الإنسانية التي تؤمن بها أغلب فئات المجتمع.
المصدر: الغارديان
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇