ملايين الأسر في بريطانيا تواجه رسومًا ضريبية خفية دون علمها

كشفت تقارير حديثة عن وجود ظاهرة ضريبية خفية تؤثر على ملايين الأسر في بريطانيا، حيث من المتوقع أن يقع 3.5 ملايين دافع ضرائب إضافيين في شريحة الضرائب الأعلى بنسبة 40% بحلول عام 2029، وفقًا لتحذيرات “هيئة المسؤولية المالية” (OBR).
يأتي هذا التحول في ظل سياسة تجميد عتبات الضرائب التي تبنتها الحكومة البريطانية الحالية، وكذلك التي تبناها سابقًا الحزب العمالي، والتي تؤدي إلى ما يُعرف اقتصاديًا بـ”السحب المالي” أو “الفخ الضريبي”.
سياسة تجميد عتبات الضرائب وتأثيرها الخفي على دافعي الضرائب
منذ عدة سنوات، لجأت الحكومات البريطانية المتعاقبة إلى تجميد عتبات الضرائب على دخل الأفراد، حيث بقي بدل الضريبة الشخصية عند 12,570 باوند وسقف شريحة الضرائب الأعلى عند 50,270 باوند دون تعديل يتماشى مع معدلات التضخم المتزايدة.
وبهذا الأسلوب، تزداد قاعدة الخضوع للضرائب مع الوقت، ما يؤدي إلى سحب جزء متزايد من الدخل المتاح للمواطنين بشكل خفي، دون رفع معدلات الضرائب الرسمية.
وبحسب التقديرات الصادرة عن “هيئة المسؤولية المالية” عام 2022، فإن استمرار هذه السياسة من شأنه أن يولد حوالي 26 مليار باوند إضافية من الإيرادات الضريبية.
كما يُتوقع أن يؤدي هذا التجميد بحلول العام المالي 2028/2029 إلى دخول نحو 3.5 ملايين دافع ضرائب ضمن شريحة 40%، إضافة إلى 600 ألف آخرين في الشريحة الأعلى بنسبة 45%.
تداعيات السحب المالي على المدخرين ومستقبلهم المالي
وأثارت هذه الأرقام مخاوف كبيرة بين خبراء الاقتصاد والمال، إذ أشاروا إلى أن ظاهرة السحب المالي لا تؤثر فقط على معدلات الضرائب، بل تمتد لتشمل الحوافز والامتيازات الضريبية المقدمة للأفراد.
فقد حذرت رايتشل سبرينغول، الخبيرة المالية في مؤسسة (Moneyfacts)، من أن الكثير من المدخرين سيشعرون بالصدمة جراء انخفاض بدل التوفير الشخصي من ألف باوند إلى 500 باوند فقط سنويًا، ما يعني زيادة العبء الضريبي على الفوائد المكتسبة من مدخراتهم.
وأضافت سبرينغول أن المدخرين بحاجة إلى استغلال بدلات حسابات التوفير المعفاة من الضرائب (ISA) بشكل أكبر لحماية مدخراتهم من هذه الزيادة الضريبية الخفية.
من جانبه، وصف كريغ ريكمان، الخبير المالي في مؤسسة “ii”، هذه السياسة بأنها “خدعة ماكرة” تهدف إلى رفع عبء الضرائب تدريجيًا على المواطنين دون زيادة واضحة في معدلات الضريبة الرسمية، ما يجعل تأثيرها أكثر ضررًا على المدى الطويل.
تُعد هذه الظاهرة بمثابة تحذير جديد للأسر البريطانية، التي قد تجد نفسها مجبرة على دفع مبالغ ضريبية أكبر دون وعيها الكامل بذلك، ما يزيد من الحاجة إلى مراقبة دقيقة للسياسات الضريبية، وزيادة التوعية حول تأثيراتها المحتملة على المستوى المعيشي والادخار.
المصدر: examinerlive
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇