مكتبات عامة في بريطانيا مهددة بالإغلاق بسبب ارتفاع التكاليف
دفعت أزمة المعيشة كثيرًا من الأشخاص إلى اللجوء إلى مكتبات عامة في بريطانيا، حيث أصبحت هذه المكتبات ملاذًا لهم، وقد أعرب هؤلاء عن مخاوفهم من إغلاقها بسبب الأزمة ذاتها.
ويجدر التنبيه إلى أن المكتبات العامة في بريطانيا تستضيف بعض الخدمات المتعلقة ببنوك الطعام، فضلًا عن أنها توفر التدفئة للشباب وكبار السن الذين لا يستطيعون تشغيل التدفئة المنزلية.
وفي هذا السياق قالت مؤسسة (Libraries Connected) الخيرية: إن ارتفاع التكاليف قد يجعل بعض المكتبات العامة تُجري “تخفيضات كبيرة في الميزانية” لا مفر منها حسب ما صرحت به هيئة ممثلة للمجالس، وقد تصل الأمور العام المقبل إلى حد الإغلاق.
مكتبات عامة في بريطانيا تحت ضغط أزمة المعيشة
قال جيرالد فيرنون جاكسون من جمعية الحكومة المحلية (LGA) التي تمثل السلطات المحلية في إنجلترا وويلز: لا يوجد مجلس يريد تقليل خدمات المكتبات، لكن ما يمكن أن يؤدي إلى ذلك هو ارتفاع التضخم إلى جانب زيادة الأجور وارتفاع تكاليف الطاقة أضاف نحو 2.4 مليار باوند من التكاليف الإضافية إلى الميزانيات المحددة في مارس من هذا العام.
وتقول (Libraries Connected) التي تمثل المكتبات في إنجلترا وويلز وأيرلندا الشمالية: إن العديد من المكتبات وسَّعت خدماتها لمساعدة الأشخاص الذين لا يستطيعون دفع التكاليف من خلال إدارة بنوك الطعام، وتقديم تبرعات الملابس، وتمديد ساعات العمل، وتقديم المشروبات الساخنة.
إحدى هذه المكتبات مكتبة (Gainsborough Community Library) في إبسويتش، التي تبيع أكياس الفاكهة والخضراوات مقابل باوندين للكيس الواحد، وقد شهدت مبيعاتها زيادة بلغت ضعف ما كانت عليه في الصيف.
هذا ولم يضع العديد من المكتبات التي تمولها المجالس المحلية ميزانية العام المقبل. ومع ذلك، تقول (Libraries Connected): إن معظم المكتبات تفكر في خفض عدد الموظفين والخدمات والكتب، وبعضها صار يفكر في الإغلاق!
من جهة أخرى ينبغي للمجالس المحلية في إنجلترا إجراء استفتاء عما إذا أرادت زيادة ضريبة المجلس بأكثر من 3 في المئة، رغم أنه جاء في بيان الخريف يوم الخميس أنها سترتفع إلى 5 في المئة. ولكن (Libraries Connected) تقول: إن زيادة الضريبة ليس حلًّا ناجعًا على المدى الطويل لتمويل المكتبات العامة، لذا يجب تغيير خطة التمويل؛ إذ إن المؤسسة الخيرية تعتقد أن إعلان وزير الخزانة سيؤدي إلى خفض تمويل المكتبات والخدمات الرئيسة الأخرى.
توافد الناس بأعداد كبيرة على المكتبات في اسكتلندا
تقول بام تولوش من مجلس المكتبات والمعلومات الاسكتلندي الذي يدعم المكتبات المحلية: إن المكتبات في اسكتلندا تشهد هي الأخرى توافد أعداد كبيرة فاقت أعداد العام الماضي، وأكدت على الدور البارز لهذه المكتبات -بوصفها مراكز عامة ومؤسسات ذات شعبية كبيرة- في تقديم الخدمات العامة في الفترات الاقتصادية الخانقة.
ومثال ذلك: مكتبة نانتويتش في شيشاير التي كانت تصنع في فصل الشتاء مستلزمات التدفئة لكبار السن، وتوزعها على قسم الجراحة العامة المحلية، وهذه المهمة تفرض نفسها على مسؤولي المكتبة مرة أخرى هذا العام.
وقد أشارت المكتبة إلى أن الطلب على خدماتها قد ارتفع، حيث أصبح الطلاب الصغار يتوافدون عليها إضافة إلى الكبار الذين يحضرون الأنشطة المجانية، علمًا أن مكتب المكتبة يحتوي على صناديق الخضار والفواكه والحبوب المعلبة.
وبهذا الصدد تقول جوان شانون مديرة خدمات المكتبات في مجلس شرق شيشاير الذي يدير 16 مكتبة وخدمة ريفية متنقلة: لدينا عدد محدود من الموارد التي نتبرع بها لمن هم في أمس الحاجة فقط، مع وجود كثير من الناس القلقين بشأن ارتفاع الأسعار، ما أثر علينا في تحديد الأوليات.
وفي سوفولك يقول بروس ليكي المسؤول عن المكتبات في المقاطعة: إن تكلفة تشغيل 45 مكتبة زادت كثيرًا ابتداء من تكاليف الطاقة إلى تكاليف التنظيف.
من جهة أخرى أكدت الحكومة أنها تتفهم الضغوط التي تتعرض لها المجالس، وتعمل معها عن كثب؛ لضمان استمرار تقديم الخدمات العامة بتوفير 3.7 مليار باوند إضافية للمجالس في جميع أنحاء البلاد، وقالت: إن المكتبات لها “دور بارز وفريد من نوعه” في المجتمعات.
جدير بالذكر أن البيانات المالية المؤقتة للحكومة المحلية لعام 2023-2024 ستُنشَر هذا الشتاء.
اقرأ المزيد:
افتتاح مراكز تدفئة عامة في ويلز لاستقبال العاجزين عن دفع فواتيرهم
مدن بريطانية تستعد لإنشاء “مراكز تدفئة” لإيواء الناس في فصل الشتاء
أكثر من 150 جامعة بريطانية تشهد إضرابا.. كيف سيؤثر ذلك على الطلبة؟
الرابط المختصر هنا ⬇
6°C