العرب في بريطانيا | مفجّر ليفربول …أردني أم سوري؟ مسلم أم مسيحي؟! -...

1445 رمضان 18 | 28 مارس 2024

مفجّر ليفربول …أردني أم سوري؟ مسلم أم مسيحي؟!

The Liverpool bomber... Jordanian or Syrian? Muslim or Christian?! مفجّر ليفربول …أردني أم سوري؟ مسلم أم مسيحي؟! (فيسبوك/ Malcolm Hitchcott)
عدنان حميدان November 19, 2021
مفجّر ليفربول …أردني أم سوري؟ مسلم أم مسيحي؟! (فيسبوك/ Malcolm Hitchcott)

 

بقلم: عدنان حميدان

حالة من الجدل العقيم دخل بها العرب في بريطانيا وهم يناقشون المعلومات التي تظهر تباعا حول هوية وأصل عماد السويلمين 32 عاما، مرتكب الجريمة الإرهابية عبر تفجير سيارة قرب مستشفى الولادة في ليفربول، وكانت النتيجة وفاته هو وجرح أحد المارة.

البعض طار بقصة أنه تحول للمسيحية دون أن يتوقف عند أسباب ذلك مسارعا لنفي التهمة عن المسلمين، الذين عانوا كثيرا ولا زالوا تبعات هذه الجرائم.

وآخرون لديهم أزمة مع القضية السورية واللجوء السوري فكانوا من المهتمين بأول منشور صحفي تحدث عن تقديمه طلب اللجوء باعتباره أحد الضحايا الهاربين من الحرب في سوريا، ليقولوا هذه أزمتنا مع السوريين وهذه تبعات المشاكل التي تحضر معهم .. الخ من الكلام البالغ به.

قيل إن مفجّر ليفربول عما السويلمين كان مسيحيا بحقّ، بينما قال آخرون إنه اعتنق السياحة لمساعدة طلب لجوئه (فيسبوك/ Malcolm Hitchcott)
قيل إن مفجّر ليفربول عما السويلمين كان مسيحيا بحقّ، بينما قال آخرون إنه اعتنق المسيحية لمساعدة طلب لجوئه (فيسبوك/ Malcolm Hitchcott)

وآخرون طاروا لأخبار جاءت بعد ذلك تؤكد أنه أردني من أم عراقية قدم طلب اللجوء مدعيا أنه سوري حيث يصعب قبول طلب لجوء انساني لأردني باعتبار أن الاوضاع الأمنية مستقرة في الأردن.

كل يريد إزاحة النار عن قرصه، وكأننا في قفص اتهام نسعى للدفاع بأي طريقة والبراءة بأي ثمن، حتى لو كان ذلك عبر الارتهان لتقسيمات سايكس بيكو!

وإلا من ناحية عملية فما الفرق بين أبناء حوران على سبيل المثال الذين يحمل بعضهم جنسية سورية وآخرون منهم أردنية، وليست بعيدة عنا حكاية الرفاعي ذو الأصل الشامي الذي كان رئيسا للحكومة الأردنية بينما نظيره الزعبي في سوريا من أصل أردني، والناس في النهاية جميعا لآدم وآدم من تراب.

مات مفجّر ليفربول بقنبلته، ولكنه ترك المدينة في حالة من عدم الاستقرار (بي بي سي)

إن وقوع مثل هذه الحوادث الجبانة والمرفوضة والمدانة بكل الأشكال يستدعي منا مزيدا من التماسك كعرب برفضها وإدانة مرتكبيها والتذكير بأن الدول الغربية نفسها قبل الديكتاتوريات العربية كانت المسؤولة عن تشريد الناس وهروبهم من ديارهم، وإلا لو كانت حياة المرء مستقرة وكريمة في بلده فلماذا يهرب منها ويهاجر.

هذا هو الأساس وهذا هو الذي يجعل الناس الذين يعانون في بلدانهم ثم في رحلة هجرتهم ومن بعد في معاملات وأوراق لا تنتهي لتقديم طلبات لجوئهم يصابون بأمراض نفسية وقد يخرج بعضهم بغباء عن طوره ويرتكب حماقات لا يقبلها ضمير أو عقل، وتتناقض بكل شيء مع ماضيه وسمعته في أوساط المقربين منه.

 


اقرأ المزيد:

متى يجب ألا نهاجر إلى بريطانيا ؟

كيف نربي أطفالنا في بلد مثل بريطانيا؟

التنسيق بين العرب في بريطانيا ضرورة لا ترف

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.