العرب في بريطانيا | المصرية الأصل ليلى كانينغهام ممثلة حزب ريفورم: ...

1447 ربيع الأول 18 | 11 سبتمبر 2025

المصرية الأصل ليلى كانينغهام ممثلة حزب ريفورم: لندن لم تعد آمنة

IMG-20250907-WA0048
فريق التحريرSeptember 7, 2025

في مقابلة مطوّلة مع صحيفة “آي نيوز” البريطانية، برزت ليلى كانينغهام، عضو مجلس مدينة وستمنستر والمنشقة عن حزب المحافظين، كإحدى الوجوه الصاعدة داخل حزب “ريفورم” اليميني المتطرف بقيادة نايجل فاراج. وكانينغهام، وهي محامية سابقة في دائرة الادعاء الملكية (CPS) وبريطانية مسلمة من أصول مصرية، تُطرح اليوم كاسم مرجّح لخوض انتخابات عمدة لندن 2028 على منصة انتخابية “تركّز على مكافحة الجريمة”.

وصفت ليلى كانينغهام لندن بأنها مدينة “لا أماكن آمنة فيها”، مشيرة إلى أن الجرائم العنيفة قد تطال حتى أكثر أحيائها ثراءً مثل نايتسبريدج. وقارنت تجربتها مع شيكاغو قائلة إن الجريمة هناك محصورة في مناطق محددة، بينما في لندن “قد يتعرض أي شخص للطعن أو السطو في أي مكان”.

بصفتها مدعية عامة سابقة، انتقدت ما تعتبره إهدارًا لموارد القضاء والشرطة في ملاحقة قضايا خطاب الكراهية، مؤكدة أن الأولوية يجب أن تُمنح لمواجهة الجرائم العنيفة. وقالت: “لقد حاكمت عشرات القضايا التي لا تتجاوز كونها مشاجرات كلامية ثملة… وكان ذلك مضيعة لوقت القضاء”.

من المحافظين إلى ريفورم

شبّهت كانينغهام انفصالها عن المحافظين بـ”الطلاق بعد زواج طويل تعيس”، مشيرة إلى أن ارتفاع الضرائب وتردي الخدمات العامة دفعاها للشعور بالخذلان. وأكدت أن فضيحة “عصابات الاستغلال الجنسي” كانت النقطة الفاصلة في قرارها مغادرة الحزب.

لقاؤها مع نايجل فاراج كان لحظة التحول النهائي. تقول: “كل ما يقوله منطقي… ولا أفهم كيف يمكن أن يختلف أحد معه”. وبعد انتقالها إلى ريفورم، استقالت من منصبها في دائرة الادعاء الملكية التزامًا بالقيود المفروضة على النشاط السياسي، لكنها سرعان ما أصبحت أحد الوجوه البارزة في حملات الحزب الإعلامية، حيث قدّمها فاراج في مؤتمرات صحفية بوصفها شاهدة على “انهيار النظام القانوني” في بريطانيا.

تجارب شخصية وأثر عائلي

مصرية الأصل ليلى كانينغهام ممثلة حزب ريفورم: لندن لم تعد آمنة
(أنسبلاش)

تقول كانينغهام، وهي أم لسبعة أبناء، إن تجربتها الشخصية مع الجريمة صاغت مواقفها السياسية. وروت حادثة تعرّض ابنها للسطو تحت تهديد السكين وإجباره على مرافقة المعتدي لعدة دقائق، واصفة ذلك بأنه كان “أشبه بالخطف”.

كما أشارت إلى جذورها المصرية، إذ هاجر والداها إلى بريطانيا في ستينيات القرن الماضي، ونشأت في بيت سياسي “محافظ إلى أقصى حد”، حيث وصفت والدتها بأنها كانت “شديدة الولاء للمحافظين”.

الإسلام وحرية التعبير

في المقابلة، رفضت كانينغهام وضع تعريف رسمي للإسلاموفوبيا، واعتبرت ذلك “قيدًا على حرية التعبير”. وأضافت: “على بعض المجتمعات المسلمة أن تقبل أن في هذا البلد الحق في الإساءة… ومن لا يقبل بذلك يمكنه الذهاب إلى دول أخرى حيث القوانين مختلفة”.

ورغم إقرارها بأنها تتعرض لإساءات عنصرية وجنسية عبر الإنترنت بشكل متواصل، أكدت أنها لا تلجأ إلى الشرطة إلا إذا شعرت بتهديد مباشر. وأشارت إلى أنها “لا تلوم” من يحملون مواقف سلبية تجاه المسلمين إذا كان مصدر معرفتهم الوحيد بالإسلام هو الأخبار عن الإرهاب أو فضائح الاستغلال.

لم تُخفِ كانينغهام طموحها السياسي، إذ قالت إن خوضها انتخابات عمدة لندن عن حزب ريفورم سيكون “شرفًا عظيمًا”، مؤكدة أن دافعها للحديث عن الجريمة هو “حبها للمدينة ورغبتها في أن يشعر سكانها بالأمان”.


تحليل: خطاب ينسجم مع أجندة اليمين المتطرف

مصرية الأصل ليلى كانينغهام ممثلة حزب ريفورم: لندن لم تعد آمنة
(أنسبلاش)

تُظهر مقابلة آي نيوز مع ليلى كانينغهام أن حديثها يتجاوز البُعد الشخصي، ليُعادِل في جوهره الخطاب الكلاسيكي لليمين المتطرف في بريطانيا:

نشر الخوف: قدّمت صورة قاتمة عن لندن باعتبارها “مدينة بلا مناطق آمنة”، مستندة إلى قصص فردية وتجارب شخصية بدلًا من بيانات وإحصاءات رسمية، في محاولة لصناعة حالة من الهلع الشعبي تبرّر أجندة التشدد الأمني.

مفارقة حرية التعبير: رفعت شعار الدفاع عن حرية التعبير لتبرير إسكات أي محاولة لتجريم الإسلاموفوبيا أو خطاب الكراهية، وهو تناقض واضح بين الدعوة إلى “حرية مطلقة” من جهة، وقمع الأصوات المعارضة من جهة أخرى.

الهجرة في قلب الاستهداف: تصريحاتها عن المسلمين وربطها صورتهم المجتمعية بالإرهاب و”عصابات الاستغلال” تُقدّم غطاءً شرعيًا لخطاب ريفورم الساعي لتقييد الهجرة وشيطنة المهاجرين، مع استثمار هويتها كمسلمة لإضفاء مصداقية على هذه السردية.

المعاناة كرأسمال سياسي: استدعاء قصصها الشخصية، من وفاة والدها وأختها إلى حادثة ابنها، يحوّل الألم الشخصي إلى أداة تمنح خطابها حول الجريمة والهجرة شرعية وجدانية، وتُقدّمها بصورة “الأم التي تعيش ما يقوله الحزب”.

الغضب الشعبوي: انتقاداتها للضرائب والـNHS والمدارس جاءت متطابقة مع الرواية الشعبوية التي يرفعها ريفورم: المواطن يدفع أكثر ولا ينال شيئًا بالمقابل، ما يعزز خطاب “النظام فاشل ويجب قلبه”.

في المحصلة، لا تعكس هذه المقابلة مجرد مواقف شخصية، بل تؤطر كانينغهام كصوت جديد يقدّم خطاب ريفورم بلغة مختلفة، لكن بمضامين تتقاطع كليًا مع أجندة اليمين المتطرف: التخويف، نزع الشرعية عن المعارضة، وتجريم الهجرة.

 


اقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

loader-image
london
London, GB
11:16 am, Sep 11, 2025
temperature icon17°C
few clouds
72 %
1002 mb
12 mph
Wind Gust 0 mph
Clouds20%
Visibility10 km
Sunrise6:29 am
Sunset7:25 pm
uk ads space mobile
uk ads space mobile
uk ads space mobile

آخر فيديوهات القناة