مئات الشباب المسلمين يجتمعون في برمنغهام لمواجهة الإسلاموفوبيا وصناعة التغيير

شهدت مدينة برمنغهام نهاية الأسبوع تجمعًا لافتًا لمئات الطلبة المسلمين من مختلف الجامعات البريطانية والإيرلندية، في إطار المؤتمر السنوي الـ62 لاتحاد الجمعيات الإسلامية للطلبة (FOSIS). المؤتمر حمل شعار “انهض قد قد، من مستهلكين إلى صانعي تغيير”، وجاء ليؤكد على دور الشباب المسلم في مواجهة تصاعد الإسلاموفوبيا، وبناء جيل من القادة القادرين على تمثيل مجتمعاتهم والدفاع عنها.
رسائل قوية حول القيادة والهوية
افتتح المؤتمر رئيس الاتحاد زين إسلام، مؤكدًا أن الجمعيات الإسلامية داخل الجامعات كانت دائمًا منبعًا لقيادات سياسية ودعوية وعلمية بارزة. وأوضح أن الطلاب المسلمين، بفضل تعليمهم العالي وانتمائهم لهوية إسلامية راسخة، هم الأقدر على قيادة التغيير في مجتمعاتهم. وأضاف: “إذا لم يكن هؤلاء الشباب، المعتزون بدينهم وقيادتهم للجمعيات الإسلامية، هم صُنّاع التغيير… فمن سيكون إذن؟”
وتخلل المؤتمر كلمات رئيسية وورش عمل قدّمها قادة بارزون مثل ديلي حسين، نائب رئيس تحرير منصة 5Pillars، والدكتور واجد أختر، الأمين العام للمجلس الإسلامي البريطاني، إلى جانب شخصيات فكرية ودعوية أخرى. وقد ركزت الكلمات على التحديات التي يواجهها المسلمون في الشارع البريطاني، حيث وثقت 5Pillars أكثر من 50 حالة اعتداء أو إساءة إسلاموفوبية خلال شهر واحد فقط.
انفصال عن الاتحاد الوطني للطلبة
إحدى القضايا البارزة التي طرحها المؤتمر كانت علاقة الجمعيات الإسلامية بالاتحاد الوطني للطلبة (NUS). بسبب موقفه “الحيادي” من الإبادة الجارية في غزة، وفشله في الدفاع عن الطلبة المؤيدين لفلسطين، أطلق اتحاد FOSIS حملة بعنوان “Not my NUS” للدعوة إلى الانفصال عنه. الاتحاد اتهم الـNUS بالتقصير الفادح، سواء في تجاهل ارتفاع الإسلاموفوبيا، أو في طرد شخصيات مثل شايما دلالي، أو في إدراج أكثر من 70 مسؤولًا طلابيًا في “قائمة سوداء” لمجرد توقيعهم على رسالة مفتوحة.
دروس من التاريخ ودعوات للعمل الإنساني
قدّم الدكتور واجد أختر ورشًا حول “دروس القيادة من التاريخ الإسلامي”، مستشهدًا بقادة أمثال خالد بن الوليد، نظام الملك، وصلاح الدين الأيوبي، مؤكدًا أن الطلاب المسلمين في بريطانيا يمتلكون موارد وفرصًا نادرة عليهم توظيفها لخدمة المسلمين محليًا وعالميًا. كما نظم ديلي حسين ورشة تدريبية على مواجهة الإعلام، علّم فيها المشاركين كيفية الرد على الأسئلة الموجهة ضد المسلمين، مثل “هل تدينون أحداث 7 أكتوبر؟”.
المؤتمر تخلله أيضًا حضور بارز لمؤسسة Ethar Relief البريطانية، التي عرضت مشاريعها في دعم اللاجئين في اليمن والسودان وإريتريا وجيبوتي، ودعت الطلبة إلى المشاركة في حملات التبرع والرحلات الإنسانية إلى مخيمات الأيتام واللاجئين.
مؤتمر FOSIS هذا العام لم يكن مجرد تجمع شبابي، بل منصة لتأكيد أن الطلبة المسلمين في بريطانيا هم قوة صاعدة قادرة على قيادة التغيير وصياغة خطاب بديل في مواجهة الإسلاموفوبيا والتهميش. موقف العرب في بريطانيا واضح: دعم هذه المبادرات واجب، لأن تمكين الشباب المسلم ليس رفاهية، بل ضرورة لبناء مجتمع بريطاني أكثر عدلًا وتنوعًا، يحترم الحقوق ويصون الكرامة الإنسانية.
المصدر: 5 بيلارز
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇