مستشفى في لندن يحقق مع قابلة بسبب منشورات عن غزة

فتح مستشفى تشيلسي وويستمنستر في لندن تحقيقًا مثيرًا للجدل بحق قابلة سابقة، بعد أن تلقى شكاوى من منظمة “محامون بريطانيون من أجل إسرائيل” (UKLFI)، تتعلق بمنشورات لها على مواقع التواصل الاجتماعي وصفت فيها ما يحدث في غزة بأنه “إبادة جماعية”.
إحالة إلى “بريفنت” بعد عام من مغادرتها
القابلة فاطمة محمد، التي عملت بالمؤسسة الطبية لأكثر من خمس سنوات حتى آذار/مارس 2024، فوجئت بأن مستشفاها السابق أبلغ عنها مجلس التمريض والقبالة (NMC) وبرنامج “بريفنت” الحكومي لمكافحة الإرهاب، مع أنها لم تعد تعمل هناك منذ عام تقريبًا.
وجاء هذا الإجراء بعد رسالتين منفصلتين من (UKLFI)؛ الأولى في كانون الأول/ديسمبر 2023 اتهمتها بدعم الإرهاب في أعقاب هجوم الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر، والثانية في آذار/مارس 2025 اتهمتها بـ”معاداة السامية والتحريض على الكراهية” إثر انتقادها مقالًا كتبه عدد من القابلات اليهوديات.
وعلى الرغم من تلك الإحالات، أسقط مجلس التمريض والقبالة القضية سريعًا، مؤكدًا أن منشوراتها لا ترقى إلى معاداة السامية، وأنها مجرد تعبير مشروع عن معتقداتها الشخصية. كما أغلقت الشرطة تحقيق “بريفنت” بعد أن أكد ضابط من وحدة مكافحة الإرهاب (SO15) عدم وجود أي مخاوف مرتبطة بحساباتها.
دعوى قضائية واتهامات بالتمييز
رفعت فاطمة محمد دعوى قضائية ضد المستشفى، متهمة إياه بـ”التحرش والتمييز” بعد انتهاء عملها، مؤكدة أنها استُهدِفت بسبب “معتقداتها المناهضة للصهيونية” المحمية قانونيًّا بوصفها معتقدًا فلسفيًّا. وقالت عبر فريقها القانوني: إن الإحالات تمثل “رد فعل غير متناسب” على آرائها الشخصية ودعمها للفلسطينيين.
واعتبرت محاميتها، ليانا وود من مكتب “Leigh Day”، تصرف المستشفى “انتهاكًا لحقوق موكلتها”، مؤكدة أن ما حدث يُظهر خطورة خضوع مؤسسات الصحة العامة لضغوط جماعات الضغط.
تأثيرات مقلقة على حرية التعبير
وصفت فاطمة محمد تلقيها بريدًا إلكترونيًّا من وحدة مكافحة الإرهاب بأنه “مقلق ومزعج”، مشيرة إلى أن ما جرى تسبب لها ولأسرتها بقلق كبير بصفتها مواطنة مسلمة بريطانية.
وفي السياق ذاته، انتقدت ألبا كابور، المسؤولة عن العدالة العرقية في منظمة العفو الدولية – فرع بريطانيا، إحالة فاطمة محمد، مجددة الدعوة إلى إلغاء برنامج “بريفنت” الذي وصفته بأنه “نظام متداعٍ وخطر” يقيّد حرية التعبير في البلاد.
من جهتها أكدت منظمة “محامون بريطانيون من أجل إسرائيل” (UKLFI) أنها بالفعل أرسلت رسالتين إلى المستشفى بشأن فاطمة محمد، لكنها أوضحت أنها لم تكن تعلم أنها تركت العمل. وأكد متحدث باسم المنظمة أن منشوراتها -برأيهم- تضمنت عبارات “معادية للسامية” تستدعي اتخاذ إجراءات.
يُشار إلى أن المنظمة كثّفت منذ العدوان على غزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023 ضغوطها على مؤسسات هيئة الصحة الوطنية (NHS)، حيث دفعت بعض المستشفيات إلى التحقيق مع موظفين وضعوا رموزًا مؤيدة لفلسطين أو حتى عرضوا لوحات فنية رسمها أطفال من غزة.
وتسلط القضية الضوء على جدل متصاعد داخل بريطانيا بشأن حرية التعبير وحدود النقد الموجه لإسرائيل، ومدى مشروعية اعتبار الانتقادات “معاداة للسامية”. كما تكشف عن اتساع دائرة تأثير جماعات الضغط على قرارات المؤسسات الصحية، وهو ما دفع فاطمة محمد للمطالبة بتعويض من محكمة العمل وإعلان رسمي بأن المستشفى مارس ضدها تمييزًا غير قانوني.
المصدر: ميدل إيست آي
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
من العجيب أن المستشفى لاحق فاطمة حتى بعد تركها للعمل. و الأعجب تنصل LFOI من تصرف المستشفى ذلك.