مرشحو رئاسة اسكتلندا على اتفاق في ملف استقلال البلاد

راهن مرشحو رئاسة الوزراء الثلاثة في اسكتلندا على إمكانية استقلال البلاد خلال خمس سنوات إذا فاز أحدهم بزعامة الحزب الوطني الاسكتلندي.

وقد دار النقاش بين المرشحين الثلاثة على الهواء مباشرة على بي بي سي اسكتلندا، حيث قال حمزة يوسف وزير الصحة الاسكتلندي في رده على سؤال من أفراد الجمهور: إنه يعتقد أن البلاد “يمكن وستكون” مستقلة بحلول عام 2028.

مرشحو رئاسة اسكتلندا يتفقون على ملف الاستقلال

قالت المرشحة والوزيرة السابقة آش ريغان ومنافستها كيت فوربس وزيرة المالية: إنهما تعتقدان الشيء ذاته.

وتجدر الإشارة إلى أن المنافسة على رئاسة الحزب الحاكم في اسكتلندا، انطلقت بعد إعلان زعيمة الحزب السابقة والوزيرة الأولى نيكولا ستورجون عن استقالتها فجأة بعد قضاء ثماني سنوات في المنصب.

هذا وقد وضعت استطلاعات الرأي الأخيرة دعم الاستقلال بنفس المستوى الذي كان عليه عندما خلفت ستورجون أليكس سالموند بعد الاستفتاء في عام 2014، الذي شهد رفض الناخبين الاسكتلنديين الاستقلال بنسبة 55 في المئة مقابل 45 في المئة من المؤيدين. وكان ذلك بالرغم من الاضطرابات التي شهدتها الساحة البريطانية في السنوات الأخيرة عقب البريكست، رغم تصويت اسكتلندا بأغلبية ساحقة لمصلحة البقاء في الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى فترة بوريس جونسون المضطربة.

قضت المحكمة العليا أيضًا بأن البرلمان الاسكتلندي ليس لديه سلطة إجراء استفتاء دون موافقة الحكومة البريطانية، التي أكدت مرارًا وتكرارًا أنها لا تنوي منحه موافقة رسمية بموجب المادة الـ30.

وفي هذا السياق قال حمزة يوسف المرشح الأوفر حظًّا: إنه يعتقد أنه يستطيع الحصول على دعم الأغلبية للاستقلال الذي سيؤدي بدوره إلى زوال العقبات السياسية.

من جهة أخرى قالت فوربس: إنها تعتقد أن ملف الاستقلال سيكون مبنيًّا على قضايا تستحوذ على اهتمام الشعب الاسكتلندي، مثل: أزمة المعيشة وأسعار الطاقة في بلد غني بالموارد المتجددة. وأكدت ضرورة استغلال جميع السبل والفرص لحملة الاستقلال والدفاع عنه.

في أثناء ذلك، حددت ريغان خططها لما تسميه “آلية تمكين الناخبين” التي تستخدم صندوق الاقتراع فقط للسماح لشعب اسكتلندا بتقرير مصيره عندما يكون مستعدًّا للاستقلال.

يُذكَر أن ريغان استقالت من منصب وزارة سلامة المجتمع في البلاد في أعقاب خطط الحكومة المثيرة للجدل للاعتراف بالمتحولين جنسيًّا، وهي القضية التي لم تتفق فيها كثيرًا مع حمزة يوسف.

أسئلة أخرى توجه لمرشحي رئاسة الحزب الوطني الاسكتلندي

طُرِحت على المرشحين الثلاثة أسئلة أخرى شملت قوائم الانتظار في هيئة خدمات الصحة الوطنية (NHS)، التي وصلت في بعض الحالات إلى 6 سنوات! إضافة إلى نظام التعليم ونظام عودة الودائع الحكومي المثير للجدل.

وعلى ضوء ذلك قالت ريغان وفوربس: إنهما ستوقفان النظام مؤقتًا، بينما تعهد يوسف بإعفاء الشركات الصغيرة منه في عامه الأول؛ لأنه يرى ألا جدوى من إيقافه مؤقتًا؛ لأنه يشمل كبرى الشركات مثل كوكا كولا وبيبسي التي تدخل نفس النظام في 40 دولة في العالم.

هذا وقد وجد حمزة يوسف نفسه يعتذر عن الوضع الذي آل إليه قطاع الصحة، بينما دعت آش ريغان إلى مراجعة اتفاق تقاسم السلطة بين الحزب الوطني الاسكتلندي وحزب الخضر.

وتكمن مشكلة جميع هذه الانتقادات في أن المرشحين الثلاثة خدموا سنوات في الحكومة الاسكتلندية، ما يعني أنهم يتحملون بعض المسؤولية عن أدائها.

جدير بالذكر أن عملية التصويت، التي تستخدم نظام التصويت الفردي القابل للتحويل، بدأت يوم الإثنين مع الإعلان عن الفائز في 27 مارس.

وفي هذا السياق رفض الحزب الوطني الاسكتلندي تأكيد عدد أعضاء الحزب الذين سيتمكنون من المشاركة في التصويت، علمًا أن زعيم الحزب في وستمنستر ستيفن فلين قال لبي بي سي اسكتلندا يوم الثلاثاء: إنه يعتقد أن العدد سيبلغ نحو 100 ألف عضو.

ومن جهة أخرى قال الحزب: إن عضويته وصلت إلى 125 ألف عضو بحلول عام 2019، لكن مفوضية الانتخابات قدرت الرقم بـ104 آلاف عضو بعد ذلك بعامين. وذكرت صحيفة (The Mail on Sunday) أن شركة (Mi-Voice) لاستطلاعات الرأي ومقرها ساوثهامبتون، التي تشرف على التصويت، قد سجلت أسماء 78 ألف عضو فقط، ما يعني إمكانية خسارة نحو 50 ألف صوت على مدى السنوات الأربع الماضية.

هذا وسيواجه زعيم الحزب الوطني الاسكتلندي الجديد تصويتًا في البرلمان الاسكتلندي في 28 مارس؛ لتأكيد توليه منصب الوزير الأول، قبل أن يؤدي اليمين الدستورية في اليوم التالي.

المصدر: بي بي سي

اقرأ أيضًا:

سباق رئاسة اسكتلندا: استطلاع يظهر تقدم كيت فوربس على حمزة يوسف

حمزة يوسف يكشف صعوبات ترشحه لرئاسة اسكتلندا كرجل مسلم من أقلية عرقية

رابطة مساجد اسكتلندا تثني على كيت فوربس وتتجاهل حمزة يوسف