مسؤولية سوالا برافرمان عن تصاعد الاعتداءات على مراكز إيواء اللاجئين في بريطانيا
رحبت وزيرة الداخلية سوالا برافرمان بتقرير (Shawcross)، الذي انتقد البحث الصادر عن برنامج (Prevent) لمكافحة الإرهاب وأشار تقرير (Shawcross) إلى أن برنامج (Prevent) يبالغ في التركيز عى الخطر الذي يمثله اليمين المتطرف
وقالت وزيرة الداخلية للنواب: “إن تقرير الصادر عن برنامج (Prevent) يضع معظم التيار اليميني في خانة اليمين المتطرف، ويتجاهل خطر الجماعات الإسلامية”.
وبعد يومين من تصريحات برافرمان أمام النواب اندلعت أعمال عنف من قبل بعض أتباع اليمين المتطرف الذين هاجموا فندقًا يُؤوي طالبي اللجوء في مدينة كنوسلي بإقليم ميريسيسايد.
عبارات عنصرية واعتداءات على مراكز إيواء اللاجئين في بريطانيا
وأُضرِمت النار في سيارة تابعة للشرطة، في حين استُهدِف ضباط شرطة بالعيارات النارية، فتحولت الاحتجاجات إلى أعمال عنف، وهتف المحتجون بعبارات عنصرية بشأن طالبي اللجوء.
ولا شك أن اليمين المتطرف كان له دور أساسي في أعمال العنف التي اندلعت بالقرب من مركز إيواء طالبي اللجوء في كنوسلي، وتحمل شركة (Big Tech) جزءًا من المسؤولية؛ لأنها حرضت على أعمال العنف عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومما نشرته الشركة مقطع فيديو خاص بالنازيين الجدد (Patriotic Alternative).
لكن هناك أدلة أيضًا على أن التيار اليميني الذي وصفته برافرمان باللامعتدل يتحمل جزءًا من مسؤولية أعمال العنف.
وتزعم جماعات اليمين المتطرف في مدينة كنوسلي أن الأسباب الرئيسية لأعمال الشغب هو تورط مسلمين في جرائم التحرش، وزعموا أيضًا أن بلادهم تتعرض للغزو من طالبي اللجوء.
وقد روَّجت الصحافة البريطانية كلتا الروايتين بدعم من حكومة المحافظين ووزيرة الداخلية سوالا برافرمان.
شيطنة طالبي اللجوء!
فبعد يوم واحد فقط من الهجوم الإرهابي لليمين المتطرف على مركز لإيواء المهاجرين في دوفر، دعت برافرمان إلى التوقف عن غزو الساحل الجنوبي للبلاد، في تصريحات تشبه خطاب النازيين والجماعات المناصرة لتفوق العِرق الأبيض.
وذكرت صحيفة الغارديان أن خبراء قانونيين في بريطانيا كانوا قد حذروا برافرمان من أن خطابها المعادي للمهاجرين قد يُذكي نزاعات اليمين المتطرف، ويحضّهم على مهاجمة مراكز إيواء اللاجئين.
في حين تجاهلت وسائل الإعلام البريطانية هتافات المحتجين الذين وصفوا طالبي اللجوء بالمتحرشين بالأطفال، واستخدم اليمين المتطرف هذا الافتراء لتبرير أعمال الشغب التي اندلعت بالقرب من مراكز إيواء اللاجئين.
وكان اليمين المتطرف البريطاني يعتمد على شهادات بعض ضحايا الاعتداء الجنسي؛ لتكريس افتراءاته وادعاءاته الكاذبة!
ونشرت قناة التيليغرام التابعة لأحد مناصري اليمين المتطرف ستيفن ياكسلي يلون الذي يستخدم عادة الاسم المستعار تومي روبتسون لقطات لأحد أعمال الشغب التي وقعت في كنوسلي، وعلَّق قائلًا: “لقد أرسلنا رسالة واضحة إلى الشرطة والحكومة والوثائق التي تسمح بإيواء المهاجرين غير الشرعيين المتهمين بالتحرش بأطفال المدارس”!
هذا وكان السياسيون في حزب المحافظين قد عملوا على تكريس هذه الرواية التي تزعم أن المهاجرين غير الشرعيين يتحرشون بأطفال المدراس، تمامًا كالرواية التي روَّج لها حزب المحافظين وهي أن المهاجرين يغزون بريطانيا.
واستخدم المسؤولون المحافظون هذا الخطاب المعادي للَّاجئين لخدمة الأجندات المتشددة المعادية للهجرة، ولتشتيت الانتباه عن التبعات السلبية لسياسات التقشف التي تتبناها حكومة حزب المحافظين، وللتغطية على إخفاق الحكومة في مجالات أخرى.
وانتُقِدت وزارة الداخلية بشأن البيان الذي أصدرته بحق اللاجئين، حيث ألقت اللوم على الضحية، وأشارت إلى أن أعمال الشغب جاءت استجابة لمخاوف اليمين المتطرف المشروعة من طالبي اللجوء!
جدير بالذكر أن جذور اتهام المهاجرين بالتحرش بالأطفال يعود إلى سلسلة من حوادث التحرش، التي تورط فيها بعض المتهمين من أصل باكستاني، لكن بعض وسائل الإعلام في بريطانيا عملت خلال العقد الماضي على إثارة الذعر والخوف من المهاجرين غير الشرعيين بالتركيز على حوادث التحرش بالأطفال بشكل مضلل وانتقائي.
خطاب اتهامي بحق الأقليات وطالبي اللجوء
كما أغفل الإعلام حقيقة انتشار حوادث التحرش بالأطفال ضمن جميع شرائح المجتمع، وليس فقط حالات التحرش الانتقائية التي يركز عليها الصحفيون ومراكز الأبحاث والسياسيون، وقد وُصمت بعض الأقليات التي وصفها اليمين المتطرف بالمجتمعات المنحرفة بتهمة التحرش بالأطفال.
وعملت الصحافة البريطانية على تعزيز هذا الشبهات بحق طالبي اللجوء والمهاجرين غير الشرعيين.
وقد عمل ثلاثة وزراء -وهم: ساجد جافيد وبريتي باتيل وسوالا برافرمان- على تكريس الصورة النمطية التي تُظهر طالبي اللجوء على أنهم عصابات تمتهن التحرش بالأطفال، مع أن تحقيقات وزارة الداخلية لم تثبت ذلك قطّ!
ثم اتسعت هذه الصورة النمطية لتشمل الفتيان والرجال المسلمين الذين يراهم بعض الناس متحرشين بالأطفال.
يُذكَر أن إلقاء اللوم على مجتمعات بكاملها بخصوص التحرش بالأطفال، يمنح القضية بُعدًا جماعيًّا بدلًا من تسليط الضوء على مسؤولية الأفراد الضالعين بمثل هذه الجرائم، الذي يُعَد أمرًا أساسيًّا لتأخذ العدالة مجراها.
هذا ويعاني عدد متزايد من الصبية المسلمين من العنصرية والاستقواء/التنمر، ويواجهون اتهامات بالتحرش بالأطفال، وكان آخر هذه الحوادث العنصرية مقتل رجل ثمانيني كان ذاهبًا إلى الصلاة في مسجد بروثرهام.
إن تصوير طالبي اللجوء في بريطانيا على أنهم متحرشين بالأطفال ليس أول محاولة لتشويه صورتهم، حيث يكرس الإعلام البريطاني الزعم القائل بأن طالبي اللجوء يأتون إلى بريطانيا لنهب اقتصادها.
بينما يصور اليمين البريطاني المهاجرين كغزاة يهددون الأمة البيضاء ويتحرشون بالنساء والفتيات اللاتي يصورن كممتلكات يجب حمايتهن من الغزاة الجدد.
واستهدفت أعمال الشغب مراكز إيواء اللاجئين التي يقيم فيها المهاجرين من الاطفال غير المصحوبين بذويهم، لكن موجة العنف الأخيرة هذه ليست الاولى من نوعها، حيث سبق أن استهدفت جماعات اليمين فنادق المهاجرين بالقنابل الحارقة في دوفر العام الماضي بحجة التحرش بالأطفال، بالإضافة إلى الهجمات في سنترال بارك، ناهيك عن مذبحة كرايست تشرتش في نيوزيلندا”.
هذا وستنظم جماعات اليمين المتطرف مظاهرة أخرى مناهضة لطالبي اللجوء بعد بضعة أيام في روثرهام، وهي المدينة التي أتهم فيها المهاجرون بالتحرش بالأطفال.
وقد برّأ تقرير شوكروس ما وصفه باليمين المعتدل وعلى رأسهم حزب المحافظين وانصارهم من أي دور في تأجيج العنف ضد الأقليات في بريطانيا ولعل ذلك كان أحد أسباب تبني برافرمان لتقرير شوكروس
اقرأ أيضًا :
الغارديان: خطة ترحيل اللاجئين إلى رواندا قد تكون قانونية لكنها مخزية
طالبو لجوء يقضون الكريسماس الثاني لهم بفنادق الإيواء في بريطانيا
مظاهرة حاشدة اعتراضا على نقل لاجئين من فنادق إلى مراكز إيواء
الرابط المختصر هنا ⬇