مذكرات الفلسطيني الأوكراني أديب شاهين تبحث عمن يحتضنها

في الوقت الذي تتصدر فيه أخبار الحروب والنزوح المشهد العالمي، يروي أديب شاهين قصة شخصية تجمع بين نكبتين: الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والغزو الروسي لأوكرانيا. قصة تبدأ من قرية فلسطينية تحت الاحتلال، وتمر بشرق أوكرانيا زمن الحرب، وتنتهي – حتى الآن – في مدينة نوتنغهام البريطانية.
في مذكراته “إنها الحرب! (أو: الأقوياء بلا خجل)”، يوثق أديب رحلته من طفولة عاشها في ظل القمع والاعتقال، إلى حياة جديدة بناها في أوكرانيا قبل أن تنهار مرة أخرى تحت وقع الحرب في 2022، ليجد نفسه لاجئًا مرة أخرى، هذه المرة برفقة عائلته إلى بريطانيا.
الكتاب، الواقع في 168 صفحة مصحوبة برسوم ملوّنة، لا يقتصر على سرد التجربة الشخصية، بل يقدم شهادة على واقع الاحتلال والنزوح، وعلى معاناة من وجدوا أنفسهم في قلب الصراعات دون أن يكون لهم يد فيها.
ويكتب أديب: “أحمل في داخلي عبءَ منفايْن، من فلسطين وأوكرانيا، وكل منهما يروي قصة عن الاحتلال والمقاومة”.
أطلق أديب حملة تمويل على منصة “كيكستارتر” لطباعة النسخة الأولى من الكتاب باللغة الإنجليزية، بهدف توزيعه مجانًا على المدارس والمكتبات والمجموعات المناصرة لفلسطين وأوكرانيا. ويأمل لاحقًا بإصدار ترجمات باللغة العربية والأوكرانية، حسب الإمكانات.
وقد حققت الحملة هدفها الأساسي، لكن أي دعم إضافي سيُقدَّم دعمًا لمنظمة اتحاد الأطباء الفلسطينيين في أوروبا (PALMED) التي تعمل على تقديم الدعم الطبي العاجل للمؤسسات الصحية في فلسطين، من خلال إرسال معدات وأدوية وإجراء عمليات جراحية تطوعية وتدريب الكوادر المحلية، خاصة في أوقات الأزمات.
بعيدًا عن اللغة العاطفية، يحمل الكتاب رسالة واضحة: لا ينبغي أن تمر معاناة الشعوب تحت الاحتلال بصمت. وبدلًا من الاكتفاء بالصور والعناوين، يتيح هذا العمل الغوص في تجربة إنسانية عايشت القمع والنفي، واختارت أن تكتب لا أن تصمت.
للاطلاع على المشروع أو المساهمة في دعمه، اضغط هنا.
في هذا الصدد، ترى منصة العرب في بريطانيا (AUK)، التي تُعلي من شأن توثيق روايات الشعوب المظلومة وتسليط الضوء على قضايا اللجوء والعدالة، ترى المنصة أن دعم مشاريع فردية مثل هذا الكتاب يُعدّ مساهمة مهمة في بناء الذاكرة الجمعية، وإيصال صوت التجارب المُغيبة.
كما تؤكد المنصة أهمية تمكين أصحاب الشهادات من رواية قصصهم بأنفسهم، ومخاطبة الأجيال الجديدة بلغاتٍ تصل إليهم بوضوح وصدق.
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇