مدرسة في بيرمنغهام تطلق برنامجًا لمساعدة الطلبة اللاجئين نفسيًا

أطلقت إحدى المدارس في مدينة بيرمنغهام بالمملكة المتحدة برنامجًا دراسيًّا رائدًا؛ لمساعدة اللاجئين من التلاميذ الذين وصلوا حديثًا إلى بريطانيا، وتمكينهم من الاندماج في صفوفهم الدراسية.
ولا يُظهر العديد من طلاب “أكاديمية بيرمنغهام” أي تفاعل في الحصة الدراسية، وخاصة أولئك الذين وصلوا حديثًا إلى المملكة المتحدة.
كيف ساهمت المدرسة بتحسن أداء الطلاب؟

وقالت المدرسة جيما باتيل: “عندما بدأ الطلاب دوامهم للمرة الأولى في هذه المدرسة لم يكونوا يتفاعلون أو يتحدثون إلا النزر اليسير؛ ليس لأنهم غير قادرين على الكلام، بل بسبب نقص الشغف لديهم”.
وتشغل المعلمة جيما منصب مساعد رئيس برنامج “Core Hello” التدريسي الذي أنشأته إحدى الجمعيات عام 2021 لتقديم الدعم المناسب للأطفال اللاجئين في المملكة المتحدة، ومساعدتهم على الاستقرار والتأقلم مع الحياة الدراسية.
وبموجب هذا البرنامج التعليمي سيتلقى الطلاب دروسًا في المهارات اللغوية الأساسية، وسيجري اصطحابهم في رحلات حول المدينة؛ للتأقلم مع الثقافة الجديدة، وسيُقدَّم لهم الدعم والعلاج النفسي اللازم في حال كانوا يعانون من صدمات قديمة.
وتقدِّم جمعية “Core Education” دعمًا للطلبة الذين أتوا إلى المملكة المتحدة بعد سيطرة طالبان على أفغانستان في العام الفائت؛ حيث أكدت الجمعية أنها جاهزة لمساعدة اللاجئين الأوكرانيين أيضًا.
وقالت مديرة المدرسة ريخاشيل ماكلود: “الأمر لا يقتصر على تجاوز حاجز اللغة فحسب؛ فلقد مرّ الطلاب بصعوبات شتّى، وقد تخلق عملية الانتقال والاستقرار في بلد جديد تَبِعات نفسية على كثير من الطلاب الصغار في السن، ناهيك عن ما رآه الأطفال في بلادهم عندما وقعت فيها الحرب”.
وأضافت المديرة قائلة: “لكننا بدأنا بجنْي ثمار برنامج “Core Hello”؛ فقد أحرز الطلاب تقدُّمًا كبيرًا خلال فترة قصيرة من الوقت، وكان الأمر سيأخذ سنوات لو أن الطلاب اعتمدوا على جهود المدرسة فقط”.
وأشارت المديرة إلى أن البرنامج يجريه ثلاثة معلمين على عشرين تلميذًا، وأكدت أنه كان من السهل اكتشاف أعراض الصدمات النفسية التي عانى منها الطلاب عندما كانوا في بلادهم، كما تأكد المشرفون من أن الطلاب قد بدأوا بالاندماج مع الحياة الدراسية.
وقالت المديرة في هذا الصدد: “عندما بدأ الطلاب يومهم الأول في الدوام المدرسي سألناهم عن بعض المعلومات المتعلقة بهم، وسألناهم عن أسماء بعض أصدقائهم. في البداية لم يذكروا اسم أحد من الأصدقاء، ثم أخبرناهم بعد ذلك بوجود 19 صديقًا جديدًا لهم في الصف، فبدأوا بالتجاوب معنا”.
لقد أظهرت الكثير من الدراسات أن الأطفال اللاجئين، وطالبي اللجوء في المملكة المتحدة يعانون من تأخر كبير في بدء التعلم داخل المملكة المتحدة، كما يعاني الأطفال من صدمات ومشاكل نفسية، وقد يتعرضون للتنمُّر من قِبل بعض الأُطُر التدريسية التي تفتقر إلى الخبرة والوعي بحال الطلاب.
ما النشاطات التي يقوم بها الطلاب؟

ومع ازدياد عدد اللاجئين والمهاجرين في مدينة بيرمنغهام، يأمل القائمون على برنامج “Core Hello” أن يكونوا مثالًا يُحتذَى به في تقديم المساعدة للطلاب اللاجئين.
وقدّم الطلاب برنامجًا زمنيًّا خاصًّا بالرحلات التي قاموا بها في المملكة المتحدة خلال حصة اللغة الإنجليزية يوم الأربعاء.
وبينما رسم معظم الطلاب رايات ترجع إلى دول مختلفة، رسم آخرون تضاريس بلدانهم أو الرياضات الخاصة بها، وصوّرت بعض الرسومات الحروب، كما توجهت بعض هذه الرسومات بصورة خاصة إلى المملكة المتحدة.
وقال الطالب سلمان الذي فرّ من أفغانستان مع عائلته هربًا من طالبان: “لقد كنت قائد فريق الكريكيت في مدرستي بأفغانستان، وكان لدي أصدقاء كثر”، وأضاف سلمان الذي يدرس في الصف التاسع بصحبة أخيه نعمان قائلًا: “لقد أتينا من أفغانستان إلى لندن على متن طائرة، ومكثنا في أحد الفنادق المزدحمة بشدة! لقد بدأت دراستي منذ فترة وجيزة في بيرمنغهام، وأشعر بالأمان هنا”.
وكتب سلمان في إحدى وظائفه المدرسية واصفًا بيرمنغهام: “لقد كانت بيرمنغهام مدينة آمنة بالفعل؛ إذ إن فيها إشارات مرورية. وهذا الأمر لم نعتد عليه حين كنا في أفغانستان”.
وقال طالب آخر في الصف العاشر: “لقد عبَرت الدول الأوربية وحيدًا إلى أن وصلت إلى ميناء كالييه في فرنسا حيث أمضيت شهورًا في إحدى المخيمات؛ بعد أن اضطر والداي لإرسالي بعيدًا عن المكان الذي كنا نعيش فيه في أفغانستان”.
معاناة الأطفال اللاجئين للوصول إلى المملكة المتحدة

وتابع الفتى قائلًا: “لم أكن أرغب في ترك والدَيَّ! لقد سافرت وحيدًا، وكنت خائفًا جدًّا. لقد تحمّلنا الأذى من شرطة كالييه التي كانت تدفع المهاجرين بعيدًا، ولم يكن هناك ما يكفي من الطعام؛ حيث كنا نتناول التفاح فقط، واضطررنا لشرب مياه الأمطار”.
ويعيش الفتى مع عمه في بيرمنغهام، ويتأقلم بشكل بطيء مع الحياة الدراسية، ويفضل مادة الرياضيات على غيرها، ويؤكد أنه يستمتع بالذهاب إلى المتنزّه ولعب الكريكيت بعد المدرسة.
هذا وقال أحد المشرفين على تدريس الطفل: “من واجبنا أن ندعم الأطفال الذين هربوا فرارًا من الاضطهاد، على سبيل المثال: سافر الفتى سعيد وقطع آلاف الأميال وحيدًا؛ هربًا من طالبان، فإذا لم نستطع – نحن – أن نجعل مدرستنا ملاذًا آمنًا له، فمن سيفعل ذلك؟”.
اقرأ أيضاً :
رئيس بلدية هاكني يدعو لاستقالة مدير المدرسة التي تم تفتيش طالبة بها بشكل مهين
أولياء أمور غاضبون لأنَّ أطفالهم يتعلّمون في المدرسة ما يشير إلى وجود 64 نوعًا جنسيًّا مختلفًا !
تقييم منخفض للمدرسة الإسلامية الخاصة للبنات في كلبرن غرب لندن
الرابط المختصر هنا ⬇