تحذير عاجل للأسر البريطانية بشأن المدخرات البنكية فوق 10 آلاف باوند
في وقت يعيش فيه البريطانيون ضغوطًا اقتصادية متزايدة، كشفت بيانات حديثة عن مفارقة صادمة: ملايين الحسابات البنكية في بريطانيا تحتوي على أرصدة ضخمة لكنها لا تحقق أي فائدة تُذكر. هذه الظاهرة تعني أن أموالًا طائلة تُترك في الحسابات الجارية بلا مردود، ما يجعلها عُرضة للتآكل مع التضخم.
أموال مجمدة بلا عائد

وفقًا لتحليل أجراه تطبيق الادخار “سبرينغ”، هناك نحو 6.4 مليون حساب جاري في بريطانيا يحتوي على رصيد يفوق 10 آلاف باوند، لكنه لا يدر أي فائدة. وبينها أكثر من 323 ألف حساب تفوق أرصدتها 100 ألف باوند. ويبلغ متوسط الرصيد في هذه الحسابات 34,857 باوند، وهو مبلغ كان من الممكن أن يحقق عائدًا سنويًا قدره 1,529 باوند لو وُضع في حساب ادخار بفائدة 4.3%.
الأرقام أشارت أيضًا إلى أن 88% من الحسابات الجارية في بريطانيا – أي نحو 74.7 مليون حساب – لا تحقق أي فائدة على الأرصدة. أما الحسابات التي تتجاوز نسبتها 2% من الفائدة، فلا تتجاوز 1% فقط، فيما لا تتخطى الحسابات التي تحقق أكثر من 4% نسبة 0.04%.
“التراخي البنكي” يكلّف الأسر أموالًا

تقرير “سبرينغ” وصف أكثر من نصف البالغين البريطانيين بما يُعرف بـ”المتراخين في الحساب الجاري”، أي أولئك الذين يتركون أموالهم بعد دفع الفواتير والنفقات في الحساب الجاري دون تحويلها إلى حسابات ادخار. ويرى خبراء المال أن هذا السلوك يجعل الأموال عرضة للتآكل بسبب التضخم، في وقت تتوافر فيه حسابات ادخار بفوائد عالية تصل إلى 6% و7.5% لدى بعض المؤسسات المالية.
ديريك سبراولنغ، رئيس قسم المال في “سبرينغ”، قال: “هناك عدد كبير من الحسابات الجارية التي تحتوي على أرصدة ضخمة لكنها لا تحقق أي عائد. هذه الأموال تتآكل قيمتها يومًا بعد يوم، في حين كان من الممكن أن تدر دخلًا إضافيًا للأسر لو وُجهت إلى حسابات ادخار مناسبة”.
حلول تكنولوجية لتجاوز القلق

الخبراء أشاروا إلى أن التردد والقلق من فقدان السيولة يمنعان الكثير من الأسر من تحويل أموالها. لكنهم أكدوا أن الحلول الرقمية، مثل الحسابات الادخارية المرتبطة بالتطبيقات البنكية، تتيح للمستخدمين الاحتفاظ بحرية الوصول إلى أموالهم مع تحقيق عوائد أفضل في الوقت نفسه.
هذه الأرقام تكشف عن خلل واضح في إدارة الأموال لدى شريحة واسعة من البريطانيين. ففي ظل ارتفاع تكاليف المعيشة والتضخم، لم يعد مقبولًا أن تُترك عشرات الآلاف من الباوندات في الحسابات الجارية بلا فائدة. ترى العرب في بريطانيا أن على الأسر التحرك بوعي أكبر نحو الاستفادة من المنتجات الادخارية المتاحة، وعدم السماح للمال بالتآكل في صمت. فالادخار الذكي اليوم لم يعد رفاهية، بل ضرورة لحماية المستقبل المالي.
المصدر: برمينغهام لايف
إقرأ أيضا
الرابط المختصر هنا ⬇
