“مداهمات الفجر”: الضرائب تبدأ حملة تفتيش أسبوعية على المنازل

كشفت بيانات صادرة عن شركة “Pinsent Masons” القانونية أن هيئة الإيرادات والجمارك البريطانية (HMRC) صعّدت من حملتها لمكافحة الاحتيال الضريبي، حيث نفذت 648 مداهمة فجرية خلال العام الماضي، مقارنة بـ623 مداهمة في العام الذي سبقه. ويعني ذلك أن الهيئة تقوم حاليًا بمتوسط 12 مداهمة أسبوعيًا.
تخطيط دقيق وفرق مدربة
وأوضح ستيفن بورتر، رئيس قسم النزاعات والتحقيقات الضريبية في “Pinsent Masons”، أن كل عملية مداهمة تتطلب إصدار أوامر تفتيش، وتخطيطًا مسبقًا مع تدريب خاص للموظفين المعنيين. وأكد أن هذه العمليات تُنفذ إلى جانب الزيارات المجدولة مسبقًا التي تجريها الهيئة للتحقيق في شؤون الأفراد والشركات.
تكثيف الجهود الحكومية ضد التهرب
وأضاف بورتر أن ارتفاع عدد المداهمات وتوسيع طواقم الموظفين يعكس التزام الحكومة البريطانية بمكافحة التهرب الضريبي بشكل مباشر، في ظل ضغوط سياسية متزايدة لتعزيز آليات الرقابة والإنفاذ. وشدد على أن الأفراد والشركات عليهم التأكد من امتثالهم الكامل، لتفادي الوقوع في دائرة الاستهداف.
استهداف الاحتيال في اعتمادات البحث والتطوير
في خطوة لافتة، زادت HMRC من استخدامها للمداهمات الفجريّة ضمن حملتها على الاحتيال المتعلق بمطالبات الإعفاء الضريبي للبحث والتطوير (R&D). ومنذ أغسطس 2023، فرضت الهيئة إجراءات امتثال أكثر صرامة، من ضمنها إلزامية تقديم نموذج معلومات إضافي مفصل عند التقدم بطلبات الحصول على تلك الاعتمادات.
وتهدف هذه الإجراءات، بحسب الهيئة، إلى الحفاظ على نزاهة البرنامج دون تعطيل حصول الشركات الشرعية على تمويل الابتكار.
نمذجة البيانات تقود التحقيقات

أشار بورتر إلى أن HMRC أصبحت تعتمد بشكل متزايد على تحليل البيانات للكشف عن الحالات الشاذة في التصريحات الضريبية. وأضاف أن أي شركة أو فرد يتم تصنيفه كـ”حالة غير اعتيادية” ضمن أنظمة النمذجة قد يتعرض لتحقيق شامل، بل وحتى لمداهمة مفاجئة دون إشعار مسبق.
غياب الحوافز قد يُثني الشركات عن الإبلاغ الطوعي
من جانبها، حذّرت دون ريجستر، شريكة في قسم تسوية النزاعات الضريبية في شركة BDO، من أن غياب الحوافز مثل الحماية من الملاحقة القضائية أو تمديد شروط الدفع، قد يُثني الشركات عن التقدّم الطوعي بالإفصاح عن أي مخالفات.
وأشارت إلى أن الكثير من الشركات باتت تدرك أن المطالبات السابقة التي أعدّها بعض الوكلاء كانت “متفائلة بشكل مفرط”، مضيفة أن الإفصاح الطوعي هو الحل الأفضل في هذه الحالات.
رقابة “ضرورية ومتأخرة”
من جانبه، اعتبر بيتر كلارك، المدير الفني لشؤون البحث والتطوير في شركة RCK Partners، أن جهود HMRC الأخيرة في تعزيز الامتثال الضريبي كانت ضرورية، بل ومتأخرة، في ظل تفشي بعض الممارسات غير النظامية في تقديم المطالبات.
المصدر: birminghammail
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇