العرب في بريطانيا | بريطانيا لا تملك مخزونا كافيا من الغاز لتغطية ح...

1445 رمضان 18 | 28 مارس 2024

بريطانيا لا تملك مخزونا كافيا من الغاز لتغطية حاجة المواطنين هذا الشتاء

مخزونا كافيا من الغاز
فريق التحرير October 31, 2022

يُعَد معمل ”Stublach” في “شيشاير” في بريطانيا أكبر موقع لتخزين الغاز التشغيلي في بريطانيا، لكنه لم يُصمَّم لتخزين احتياطيات الطاقة التي قد تحتاج إليها المملكة المتحدة في الأشهر المقبلة.

 

وفي أعماق حقول “شيشاير” وعلى بعد نصف كيلومتر تحت قدمي، يوجد كهف ضخم أطول من جسر البرج. في الواقع هناك 20 من هذه الغرف -ارتفاع كل منها نحو 80 مترًا- في طبقة واسعة من ملح عصور ما قبل التاريخ. إنها من صنع الإنسان، على الرغم من أن أحدًا لن يرى ما بداخلها!

 

هذا هو “‘Stublach” أكبر موقع تخزين للغاز التشغيلي في المملكة المتحدة على بعد أميال قليلة شمال “كرو”. ويدير المعمل شركة فرنسية تدعى ”Storengy”، حيث يمكن لآبارها أن تحتوي على ما يكفي من الغاز الطبيعي لتزويد 300000 منزل سنويًّا.

 

أما فوق الأرض، فتوجد متاهة من الأنابيب والأبراج مطلية باللون الأخضر لمساعدتها على الاندماج في المناظر الطبيعية المحلية، مع وجود تل اصطناعي يحميهم من القرى المجاورة.

 

ومن خلال القيام بجولة، يطلب مني “روبن كانينجس” رئيس الإعلانات التجارية في ”Storengy UK” ترك هاتفي في مكتبه لاحتياطات السلامة؛ لأن أي عنصر كهربائي يمكن أن يتسبب في حدوث شرارة وانفجار، لذا يضطر الأشخاص الذين يعملون على الآلات إلى ارتداء ملابس مضادة للكهرباء الساكنة.

 

وقد أُنشِئت الشركة بتكلفة 500 مليون باوند، واستغرقت 11 عامًا من الهندسة الرائعة للوصول إلى قدرتها الحالية. وعلى الرغم من أن الغاز الطبيعي العديم الرائحة محفوظ هنا، فيجب أن يُعطى تلك الرائحة المميزة قبل الاستخدام المنزلي؛ حتى يتمكن الناس من شم الرائحة إذا حدث لديهم تسرُّب.

 

قد يُغفَر لك التفكير في أن هذا المرفق يبدو وكأنه حل جيد لمشكلات الإمداد المحتملة التي تواجهنا هذا الشتاء.

 

 

بريطانيا لا تملك مخزونا كافيا من الغاز

 

مخزون الغاز
بريطانيا لا تملك مخزونا كافيا من الغز وتحذيرات من الشتاء القارس

 

وتعترف هيئة تنظيم الطاقة ”Ofgem” بوجود “خطر كبير” من حدوث نقص في الغاز في المملكة المتحدة في الأشهر المقبلة؛ بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا. وعلى الرغم من أن الشبكة الوطنية لا تزال الملاذ الأخير “غير المحتمل”، فإنها مستعدة لانقطاع التيار الكهربائي في أسوأ حالة تخطيط للسيناريو المحتمل؛ لأن كثيرًا من طاقة الأمة تُولَّد باستخدام الغاز.

 

ولكن حتى الفريق في ”Stublach” مدهوش من أنه أصبح أكبر مستودع للغاز في البلاد؛ لأنه من حيث الطلب الوطني يُعَد صغيرًا. وتقول “آن لوري تشاسانيت” المديرة الإدارية لشركة (Storengy UK): “يمكننا الاحتفاظ بنسبة 1 في المئة من إجمالي استهلاك المملكة المتحدة”. لذا فإن “هذا صغير جدًّا”.

 

كان هذا هو عمل حقل ”Rough”، وهو حقل غاز مستنفد في بحر الشمال حُوِّل في عام 1985 بحيث يمكن ضخه بالكامل مرة أخرى، ما يوفر للمملكة المتحدة إمدادات إضافية كل شتاء عندما يزداد الطلب. كان حقل ”Rough” كبيرًا جدًّا بحيث يمكنه الاحتفاظ بأكثر من ضعف كمية الغاز عن بقية صناعة التخزين في المملكة المتحدة مجتمعة -3.3 مليار متر مكعب من المواد- وهو قادر على إمداد البلاد كلها مدة تسعة أيام تقريبًا.

 

حتى هذا كان متواضعًا بالمعايير الدولية، حيث شغلت فرنسا الآن 99 في المئة من مخازنها، وهو ما يكفي من الغاز لتزويد ثلثي المنازل والشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم طوال فصل الشتاء. وتقول ألمانيا: إنها وصلت إلى 95 في المئة من طاقتها الاستيعابية، وتحتفظ بالغاز الكافي “لنحو شهرين من الشتاء البارد”.

 

يُشغل حقلَ “Rough” شركةُ ”Centrica”، وهي صاحبة شركة ”British Gas”، لكن الشركة أغلقت المنشأة في عام 2017؛ لأنه لم يعد ممكنًا تشغيلها بأمان دون تجديد باهظ الثمن. ولم تتدخل وزارة الأعمال والطاقة والاستراتيجية الصناعية؛ لأنها اعتقدت أن الإمدادات المستمرة للغاز من بحر الشمال وخطوط الأنابيب مع أوروبا وشحن واردات الغاز الطبيعي المسال ستكون كافية.

 

ومنذ ذلك الحين أُدينت الحكومة لسماحها بالإغلاق، واتهمها بعض خبراء الأعمال “بالرضا عن الذات في صنع السياسات بشكل كبير” وقيامها بواحد من “أكثر الأعمال تهورًا” من أي إدارة بريطانية سابقة. الإغلاق يعني أن جميع سعة التخزين المتبقية في المملكة المتحدة مجتمعة يمكن أن تجعلنا نواصل العمل مدة أربعة أيام شتاء.

 

أُعِيد تشغيل منشأة “Rough” على جناح السرعة؛ لمساعدة المملكة المتحدة في معالجة أزمة الطاقة، مع استعادة لقب أكبر وحدة تخزين في بريطانيا من ”Stublach”، ولكن من غير المرجح أن تصل إلى السعة بحلول ديسمبر.

 

إذن ما دور “Stublach”، وهل يمكن لهذا الموقع وبقية سوق تخزين الغاز في المملكة المتحدة تقديم بعض المساعدة؟

 

 

مخزونا كافيا من الغاز
بريطانيا لا تملك مخزونا كافيا من الغاز على الرغم منامتلاكها لأكبر موقع لتخزين الغاز

 

أنشأت شركة ”Storengy” كهوف التخزين هنا فقط للسماح لعملائها -بدءًا من شركات الطاقة إلى مستثمري السلع الأساسية- بالتخفيف من التقلبات القصيرة الأجل في سوق الطاقة. يمكنهم شراء الغاز وتخزينه هنا عندما تكون الأسعار منخفضة وإخراجها عندما ترتفع. وتراقب غرفة التحكم طلب العملاء، ويمكنها التبديل بسرعة بين حقن الغاز وسحبه.

 

وزاد الطلب على المرافق في مزاد الأسبوع الماضي، حيث باعت الشركة كل ما لديها من مخازن لعام 2023 و2024، وحتى لبعض 2025. يقول “تشاسانيت”: “كان الاهتمام كبيرًا حقًّا”. “كان لدينا عروض أسعار أكثر من السعة المتاحة. وكنا نكافح في البيع قبل عامين، لكننا بعناها”.

 

هل يمكن للحكومة أن تشتري حق تخزين الغاز هنا في حالات الطوارئ؟ يقول “كانينجس”: إن المسؤولين أجروا مناقشات حول الوضع مع سوق التخزين الأوسع، لكنهم يقولون: إن جعل ”Stublach” محمية وطنية من شأنه أن “يشل” أعمالها.

 

ومع ذلك إذا كان هناك نقص وطني، فإن جميع شركات الغاز تصبح ملزمة بإتاحة إمداداتها للبلاد، بغض النظر عن المخاوف التجارية. يقول” كانينجس”: “لدينا اتفاق مع “National Grid” لمساعدتها في موازنة شبكتها وإدارة حالات الأزمات”.

 

ويعتقد” كانينجس” أنه لا ينبغي إلقاء اللوم على الحكومة لسماحها لحقل “Rough” بالإغلاق، بحجة أن ذلك كان منطقيًّا في ذلك الوقت، ولم يتوقع أحد اندلاع حرب في أوروبا وتوقف الإمدادات من روسيا. وأضاف: “إذا قال الناس إنهم توقعوا حدوث ذلك، فأعتقد حقًّا أنهم كاذبون”. كان على فرنسا وألمانيا العمل على التخزين بشكل أكبر؛ لأنهما لا يملكان إمدادات بحر الشمال مثل المملكة المتحدة.

 

و لا يزال “كانينجس” واثقًا بأننا لن نعاني من انقطاع التيار الكهربائي، لكنه يقول: “أعتقد أننا سنواجه مشكلة في الأسعار بدلًا من مشكلة العرض”.

 

وعلى الأمد البعيد، لا يزال بإمكان شركات مثل ”Stublach” أن تمارس دورًا حيويًّا في أمن الطاقة في المملكة المتحدة. ويمكن تكييفها للاحتفاظ بالهيدروجين الصديق للبيئة في المستقبل، فيبتعد العالم عن الوقود التقليدي. ويؤكد “كانينجس” أن شركة (Storengy) حريصة على إنشاء مزيد من كهوف الملح في “شيشاير”، حيث تكون نوعية الأرض مثالية، لكنه يقول: “يجب أن تكون تصدر قرارات في الوقت الحالي” من الحكومة بشأن اتباع استراتيجية الهيدروجين، بدلًا من التفكير في الأمد القريب.

 

هذا وفي الأشهر المقبلة يأمل المسؤولون أن يكون الشتاء معتدلًا وأن لا تتعطل الواردات، ولكن في حال ظهور مشكلات الإمداد، فقد تنفد إمدادات الغاز في البلاد بسرعة.

 

 

هل تمتلك بريطانيا مخزونا كافيا من الغاز لمواجهة أزمة الطاقة هذا الشتاء؟ (يوتيوب: سكاي نيوز)

 

المصدر: آي نيوز

 


 

اقرأ أيضًا:

 

هيئة تنظيم الطاقة في بريطانيا تحذر من خطر نقص الغاز في فصل الشتاء

هل سيؤدي إنتاج الغاز الطبيعي المحلي إلى خفض أسعار الطاقة في بريطانيا؟

عواقب أزمة غلاء المعيشة.. انتشار حوادث سرقة عدادات الغاز في لندن!