مخاوف من فيضانات بعد انهيار جزئي لقناة في بلدة ويتشرش البريطانية
أعلنت السلطات عن حادث كبير في إحدى قنوات شروبشاير، عقب ظهور فجوة ضخمة تهدد بانهيار القوارب الراسية على ضفاف القناة، ما أثار مخاوف من حدوث فيضانات محتملة في المنطقة المحيطة.
وأظهرت الصور فقدان جزء من قناة بلدة ويتشرش لمتانته الهيكلية، فيما غرقت قوارب ضيقة في الفجوة، بينما بقيت أخرى على حافة الانهيار، وسط تدفق المياه نحو الحقول المجاورة.
وأوضح شهود عيان أن قاربين غرقا عند الساعة 04:00 صباحًا بتوقيت غرينتش، وقدّر أحدهم عمق الفجوة بحوالي 15 قدمًا (4 أمتار)، فيما بدا أن المياه قد انسحبت تمامًا من المنطقة.
وانتشر نحو 50 رجل إطفاء إلى مكان الحادث، دون تسجيل أي إصابات، وفقًا لما ذكرته الشرطة. وأرجعت هيئة القنوات والأنهار (Canal and River Trust) سبب الحادث إلى “فشل الساتر الترابي للقناة”.
فرق الطوارئ تتدخل بسرعة لحماية السكان والقوارب بعد انهيار ضفة القناة

قال سكوت هيرفورد، مدير منطقة في خدمة الإطفاء والإنقاذ بشروبشاير، إن فرق الطوارئ تلقت بلاغات عند الساعة 04:20 صباحًا عن انهيار ضفة القناة وتدفق كميات كبيرة من المياه نحو الحقول المحيطة.
وأضاف أن السكان المقيمين على القوارب سمعوا أصواتًا غير معتادة، ما دفع البعض إلى الاعتقاد بحدوث زلزال، فيما اضطر عدد من السكان للفرار بسرعة من القوارب.
وطالبت شرطة غرب ميرسيا السكان بتجنب المنطقة الواقعة في جزء من بلدة ويتشرش المعروف باسم “كيمستري”.
وأوضح هيرفورد لـBBC شروبشاير أن المعلومات المتوفرة تشير إلى فشل ضفة القناة، ما أدى إلى إطلاق مكالمة الطوارئ، مشيرًا إلى نقل نحو 15 شخصًا إلى أماكن آمنة. وأضاف: “هناك عدد من القوارب المتضررة، بعضها في الحقول وبعضها في أسفل القناة. دورنا في هذه المرحلة هو حماية الأرواح والممتلكات والبيئة، وسندعم في مرحلة التعافي لاحقًا.”
هيئة القنوات توضح سبب الانهيار : فشل الساتر الترابي

قال مارك دورهام، المهندس الرئيسي في هيئة القنوات والأنهار، إن مصطلحات مثل “الحفرة الأرضية” أو “انزلاق الأراضي” لا تصف بدقة ما حصل، معتبرًا أن “فشل الساتر الترابي” هو التعبير الأدق. وأضاف أن الساتر الذي انهار مصنوع يدويًا وصُمم لحمل القناة لأكثر من 200 عام، مشيرًا إلى أن السبب الدقيق للانهيار لا يزال قيد التحقيق. وأوضح أن الخطوة التالية تتضمن فحص المنطقة وإعادة بناء الساتر بعد انتشال القوارب المتضررة.
من جانبه، قال آندي هول، عضو مجلس بلدة ويتشرش: “لدينا قاربان في أسفل الفجوة واثنان آخران على الحافة قد يسقطان في أي لحظة… فرق الإطفاء تعمل على تأمينهما.” وأضاف: “الحقل المجاور استقبل نحو مليون جالون من المياه المنسحبة من القناة”، موضحًا أن القوارب التي غرقت كانت فارغة، بينما ساعدت فرق الإطفاء ركاب القوارب المهددة على الوصول إلى أماكن آمنة.
شهادات السكان تظهر فزع المقيمين أثناء انهيار ضفة القناة

لورين بارلو، المقيمة على القارب The Singing Kettle قرب موقع الحادث، قالت: “حوالي الساعة 04:20 شعرت بشيء غير طبيعي، كان هناك تيار تحت القارب وفقاعات وصوت غريب. ثم انحرفت نحو وسط القناة وشعرت بأن الحبال مشدودة.” وأضافت: “تركت القارب ورأيت فرق الإطفاء والبحث والإنقاذ. لم يكن هناك ماء في القناة، وكنت قلقة على سلامة القارب والآخرين.”
أما بول ستوري، المقيم على قارب يبعد نحو 82 مترًا عن الانهيار، فقد قدّر طول المنطقة المتضررة بين 45 و 55 مترًا، وعمق الفجوة بحوالي 4 أمتار. وقال: “استيقظنا حوالي الساعة 04:20 صباحًا بسبب صدمة على القارب، وتطايرت الأشياء من الخزانات… سمعنا صوت اختراق الضفة، وكان تدفق المياه مذهلًا… شاهدنا قاربا غرق في أسفل الفجوة وآخر يُجرف بعيدًا.” وأضاف: “بسبب الضوضاء والأصوات المدويّة للحبال والقوارب، عرف الناس أن هناك مشكلة وخرجوا بسرعة.”
وأوضح آندي هول أن فرق الإطفاء وضعت بوابة لمنع تدفق المزيد من المياه، مؤكدًا أن الأولوية كانت حماية القناة والسكان المحيطين. ونفى وجود أي انهيار جسري، على عكس ما تداوله البعض على وسائل التواصل الاجتماعي.
وردًا على مزاعم حول زيارة المفتشين للمنطقة مؤخرًا، قال مارك دورهام: “لدينا نظام تفتيش صارم جدًا. تحدثت مع مفتشين فحصوا الساتر اليوم، وأنا مقتنع أنه لم يكن هناك سبب لأي تدخل أو قلق مفرط، لكنها قضية سنبحثها بالتأكيد.” وأكدت هيئة القنوات والأنهار أنها تعمل على إعادة مستويات المياه على جانبي الفجوة، وتقديم الدعم لسكان القوارب والمتضررين في المنطقة المحيطة.
الحادث يسلط الضوء على أهمية تعزيز إجراءات السلامة والصيانة الدورية للقنوات والمسطحات المائية في بريطانيا، لا سيما في المناطق المأهولة بالسكان. كما يبرز الحاجة إلى وجود خطط طوارئ واضحة لسكان القوارب والأحياء المجاورة، لضمان استجابة سريعة وفعالة لأي حادث مشابه مستقبلاً، مع تعزيز الوعي بمخاطر الفيضانات والتعاون المستمر مع الجهات الرسمية لتقليل الخسائر البشرية والمادية.
المصدر : بي بي سي
إقرأ أيضًا :
الرابط المختصر هنا ⬇
