طبيب بريطاني محاصر في غزة مع عائلته يدعو لوقف إطلاق النار
دعا طبيب بريطاني محاصر مع أسرته في غزة إلى وقف فوري لإطلاق النار، وقال: إن قتل المدنيين العُزَّل والأطفال في غزة سيبقى وصمة عار على جبين الإنسانية، ولا سيما قادة دول العالم الذين لم يُحرِّكوا ساكنًا تجاه ما يجري في غزة.
وكان الطبيب -الذي رفض الكشف عن اسمه- قد وصل إلى غزة بصحبة أطفاله وزوجته قبل 3 أيام فقط من بدء المقاومة عملية “طوفان الأقصى” بتاريخ الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر.
طبيب بريطاني يتحدث عن معاناته في غزة
وقال الطبيب لصحيفة الأوبزرفر قبل ساعات من قطع الاتصالات عن قطاع غزة يوم الجمعة: “إن الأطفال هنا يعيشون رعبًا وفزعًا شديدَين، وهم يتمنون الموت لكي لا يبقَوا يقاسون هذا الرعب!”.
“نسمع أصوات طائرات F-16 وهي تطلق صواريخها، التي سرعان ما تنفجر ناشرةً رائحة البارود في كل مكان”.
“لقد قال لي الأطفال: فلْيقتلونا ولْينْتهِ كل هذا!”.
وأشار الطبيب إلى أن منزل والده دُمِّر في بداية القصف الإسرائيلي على غزة، وأن أخته تخشى على حياتها بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل.
وأكد الطبيب أن سكان غزة هم أشبه برهائن محاصرين، إضافة إلى أن الخطر الذي يُحدق بهم أكبر بكثير مما يواجهه الأسرى الإسرائيليون المحتجزون في أنفاق تحت الأرض.
هذا واضطر الطبيب إلى الانتقال خمس مرات من مكان إقامته؛ بحثًا عن ملاذ آمن بصحبة أسرته.
قتل المدنيين العزل
وقارن الطبيب رد فعل رؤساء الأحزاب في بريطانيا على العملية التي بدأتها المقاومة الفلسطينية، بطريقة ردهم على أعمال العنف التي ارتكبها الجيش الجمهوري الإيرلندي في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.
وقال: “لماذا لم يطلب قادة بريطانيا قصف مناطق الجيش الجمهوري الإيرلندي والمجمعات السكنية في بلفاست، فهم راضون بقصف غزة؟!”.
وأضاف: “هل كان قادة بريطانيا سيقتلون المدنيين العُزَّل في إيرلندا بحجة الأعمال الإرهابية التي ارتكبها الجيش الجمهوري الإيرلندي؟! لماذا يسمحون إذن بقتل المدنيين في غزة؟!”.
هذا وقالت صحيفة الغارديان: إن شهادة الطبيب ستزيد الضغوط على السياسيين في بريطانيا كي يدعوا إسرائيل إلى ضبط النفس، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية.
استهداف المراكز المدنية
وأشار الطبيب إلى أن الإحصاءات التي تتحدثت عن استشهاد ما يتراوح بين 6000 و7000 فلسطيني ليست دقيقة، وأن هناك كثيرًا من الضحايا الذين ما زالوا عالقين تحت الأنقاض ولا وسيلة لانتشالهم، بينما فرَّ العديد من السكان وفُقِد كثير منهم.
وأكد الطبيب أن إسرائيل تتعمَّد استهداف المراكز المدنية، ويشمل ذلك المخابز والأبراج السكينة، ما يفسر ارتفاع أعداد الضحايا.
وأشار إلى أن المنزل الذي يتسع عادةً لعشرة أشخاص يقطنه اليوم نحو 70 شخصًا وأحيانًا أخرى 100 شخص!
وقال: “لا نستطيع النوم خلال الليل؛ بسبب استمرار القصف الذي ألقى الرعب بيننا، ونقضي نهارنا في محاولة تأمين الماء والغذاء”.
هذا وتواصَل الطبيب مع النائب الذي يمثل دائرته الانتخابية في بريطانيا في سوانزي، وهو جيرينت ديفيز، فتواصل ديفيز مع رئيس الوزراء ريشي سوناك، وأطلعه على معاناة الطبيب، داعيًا إياه للمطالبة بوقف إطلاق النار.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضاً:
الرابط المختصر هنا ⬇