ما معدل التضخم الحالي في بريطانيا ولماذا ترتفع تكلفة المعيشة؟
بعد تعيين وزير خزانة جديد والشروع في استدراك أخطاء الميزانية المصغرة لرئيسة الوزراء ليز تراس، يتساءل البريطانيون: ما معدل التضخم الحالي، ولماذا تتزايد تكلفة المعيشة مرة أخرى بأسرع معدل لها منذ 40 عامًا؟
يقف ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء وراء التضخم الذي يعصف ببريطانيا، وللعلم فإن التضخم هو زيادة سعر شيء ما بمرور الوقت، فعلى سبيل المثال: إذا كان سعر زجاجة الحليب 1 باوند وارتفع إلى 1.05 باوند بعد عام، فإن تضخم سعر الحليب يبلغ 5 في المئة.
لماذا ترتفع الأسعار بهذه السرعة؟
يُعد ارتفاع أسعار الطاقة أحد الأسباب الرئيسة لغلاء المعيشة في بريطانيا، إذ زاد الطلب على النفط والغاز بعد رفع قيود الجائحة، وازداد الوضع سوءًا بعد الحرب في أوكرانيا التي أثرت تاثيرًا مباشرًا في أسعار الغذاء؛ بسبب نقص الحبوب التي كانت تستورد منها، ما جعل أسعار الخبز والمعجنات والزبدة والبيض تشهد أكبر زيادة منذ إبريل عام 1980.
هل تواكب الأجور معدل التضخم الحالي في بريطانيا؟
للأسف لا تواكب معظم زيادات الأجور التي بلغت 5.4 في المئة في أغسطس الماضي ارتفاع الأسعار، ما يعني أن القدرة الشرائية ودفع الفواتير يزدادان صعوبة على معظم الأسر البريطانية.
هذا وارتفعت أجور العاملين في القطاع الخاص بنسبة 6.2 في المئة مقارنة بـ2.2 في المئة لمن يعملون في القطاع العام. وعند أخذ التضخم بعين الاعتبار، نجد في الحقيقة أن متوسط الأجور انخفض بنسبة 2.9 في المئة.
وبهذا الصدد تقول النقابات العمالية: إن زيادة الأجور يجب أن تتماشى مع تكلفة المعيشة المتزايدة في الوقت الذي تقول فيه الحكومة: إن هذا قد يدفع التضخم إلى معدلات أكبر؛ لأن الشركات بدورها ستزيد الأسعار لتغطية الأجور المرتفعة.
كيف يُحسب معدل التضخم في بريطانيا؟
يتابع مكتب الإحصاء الوطني أسعار مئات المنتجات اليومية أو ما يُعرف باسم “سلة البضائع” التي تُحدّث باستمرار، حيث أضيف إليها هذا العام البقول المعلبة وبعض الألبسة الرياضية التي تعكس الاهتمام بالنظام الصحي على نحو متزايد في البلاد.
ويوضح معدل التضخم في كل شهر مدى ارتفاع هذه الأسعار مقارنة بنفس التاريخ من العام الماضي فيما يسمى بمؤشر أسعار المستهلك (CPI).
ماذا يحدث في البلدان الأخرى؟
تعاني دول أخرى أيضًا من ضغوط تكلفة المعيشة للأسباب نفسها. ومن المتوقع أن يصل معدل التضخم السنوي لشهر سبتمبر في دول الاتحاد الأوروبي إلى 10 في المئة، في حين ارتفعت الأسعار في الولايات المتحدة بنسبة 8.2 في المئة خلال 12 شهرًا.
متى سينخفض التضخم؟
انخفاض التضخم لا يعني بالضرورة انخفاض الأسعار، بل يعني التوقف عن ارتفاعها بسرعة.
يقول بنك إنجلترا في هذا السياق: إنه يتوقع أن يبلغ التضخم ذروته عند 11 في المئة، ثم يبقى فوق 10 في المئة لبضعة أشهر قبل أن يبدأ بالانخفاض، ليصل إلى 2 في المئة خلال عامين من الآن.
ومع ذلك يصعب التنبؤ بما سيحدث في ظل التغييرات الأخيرة في الأجندة الاقتصادية في بريطانيا.
ما الذي يمكن فعله لمعالجة التضخم؟
استجاب بنك إنجلترا استجابة تقليدية لارتفاع التضخم برفع أسعار الفائدة الذي من شأنه أن يشجع الناس على الادخار، ولكنه في المقابل سيؤثر تأثيرًا سلبيًّا في المستفيدين من الرهون العقارية التي سترتفع مدفوعاتها الشهرية.
من جهة أخرى يجعل رفع أسعار الفائدة الاقتراض أكثر تكلفة، ويخفض إنفاق البريطانيين، ما يؤدي إلى وقف ارتفاع الأسعار بنفس الوتيرة.
ولكن عندما يكون سبب التضخم ارتفاع أسعار الطاقة على الصعيد العالمي، فإن زيادة أسعار الفائدة في بريطانيا إلى أعلى مستوياتها منذ 14 عامًا سيكون لها تأثير محدود على تباطؤ التضخم في بريطانيا، ومع ذلك قال البنك: إنه لن يتردد في المضي قدمًا من أجل معالجة هذه الأزمة في انتظار قراره الجديد في 3 نوفمبر.
المصدر: بي بي سي
اقرأ المزيد:
200 ألف طفل في بريطانيا على حافة الفقر بسبب التضخم
ما الخدمات والسلع التي ارتفعت أسعارها بسبب التضخم في بريطانيا؟
التضخم يرفع الفائدة الحكومية البريطانية في يونيو إلى مستويات قياسية جديدة
الرابط المختصر هنا ⬇