ما دور إسرائيل في التحريض على أعمال العنف العنصرية في بريطانيا
تصدرت أعمال الشغب والاضطرابات التي يرتكبها أنصار اليمين المتطرف معظم وسائل الإعلام البريطانية خلال الفترة الأخيرة، لكن ما تجاهلته العديد من هذه الوسائل، هو ارتباط حركات اليمين المتطرف المعادية للهجرة بتلك المتعاطفة مع إسرائيل، حيث كان معظم المشاركين في احتجاجات اليمين المتطرف هم من داعمي الحرب الإسرائيلية على غزة.
وعادت جرائم الكراهية والإسلاموفوبيا لتحتل المشهد في الغرب، بعد انخفاضها بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية، ويعزى الارتفاع الكبير في معدلات جرائم الكراهية ضد المسلمين بسبب الحرب على غزة.
ارتفاع كبير في معدلات جرائم الكراهية ضد المسلمين بسبب الحرب على غزة
هذا وشبه البعض الوضع الحالي في أوروبا، بما جرى مع بداية القرن الحادي والعشرين عندما تصاعد تيار الإسلاموفوبيا نتيجة ما يسمى ب “حرب الغرب على الإرهاب”، في أعقاب هجمات الأول من سبتمبر/ أيلول عام 2001.
ومن الأسباب التي يتذرع بها اليمين المتطرف لإذكاء الخطاب التحريضي ضد المسلمين، هو هجمات السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.
ووفقًا لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية، فإن عدد الشكاوي المتعلقة بجرائم الكراهية المرتكبة ضد المسلمين هو الأعلى منذ ثلاثين عامًا.
بينما كشفت آخر الإحصائيات عن ارتفاع جرائم الكراهية المعادية للمسلمين بنسبة مذهلة بلغت 70 في المئة خلال النصف الأول من عام 2024، بينما ازدادت معدلات الحوادث المرتبطة بكراهية المسلمين في بريطانيا بنسبة 365 في المئة بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر عام 2023.
كيف ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تعذية التطرف؟
تثبت هذه البيانات ارتباط المعدلات المرتفعة لجرائم الإسلاموفوبيا، بالتغطية الإعلامية المتحيزة للعدوان على قطاع غزة، سواء عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو المؤسسات الصحفية الرسمية، وأشارت العديد من الدراسات إلى أن معظم الآراء التي يتبناها اليمين المتطرف في بريطانيا كانت بسبب اعتماد عناصره على شبكة الإنترنت كمصدر للمعلومات.
وكان من أبرز المساهمين في تأجيج أعمال الشغب والاضطرابات في بريطانيا، ناشط اليمين المتطرف المناهض للمسلمين “تومي روبنسون”، والذي ادعى أن مرتكب جريمة قتل ثلاث فتيات في بريطانيا مسلم الديانة، وهو ما ثبت أنه مجرد افتراء لا أساس له من الصحة.
واستغل روبنسون الجريمة للتحريض على طالبي اللجوء المسلمين، وهو ما أدى لاندلاع الاضطرابات وأعمال العنف في الشارع البريطاني.
وبعد أن نجح إعلاميو اليمين المتطرف وناشطوه في شن الحملات التحريضية على المهاجرين غير الشرعيين عبر نشر المعلومات المضللة عن حادثة الطعن، ومن ثم سارع هؤلاء للنأي بأنفسهم عن مشهد العنف، لكنهم رغم ذلك أصروا على تبرير تلك الأعمال.
ونشر روبنسون مقطع فيديو يتناول فيه أعمال العنف الأخيرة، التي ربطها بنشاط حركة حماس هذه المرة.
علاقة رموز اليمين المتطرف بإسرائيل
وقال روبنسون :” إن ما ارتكبتموه بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، أدى إلى ظهور الآلاف ممن يتبعون توجه تومي روبنسون”.
يأتي ذلك بعد خرج روبنسون في جولة عسكرية إسرائيلية، حيث التقطت صور له أثناء ارتداء لباس الجيش الإسرائيلي، وهو واقف على رأس الدبابات الإسرائيلي.
وصرح روبنسون في إحدى المرات أنه سيقاتل من أجل إسرائيل، وهو ما سيثير التساؤل حول مدى عمق العلاقة بين إسرائيل واليمين المتطرف.
وذاع صيت روبنسون بعد مشاركته في تأسيس رابطة الدفاع الإنجليزي المعادية للمسلمين بكل صراحة، والمعروفة بإثارة أعمال الشغب وتنظيم المسيرات المناهضة للعنصرية، ونادرًا ما تتحدث وسائل الإعلام عن الاسم الحقيقي لتومي روبنسون وهو بول راي، والذي عمل لصالح المخابرات الإسرائيلية و تجسس على منظمة التضامن الدولية.
وكان مغني الراب الشهير لوكي شرح سابقًا تفاصيل ارتباط رابطة الدفاع الإنجليزية بالحركة الصهيونية، مشيرا إلى أن تلك الرابطة أضيفت إلى سجل الشركات الخاصة بالحكومة البريطانية بواسطة الجندي الإسرائيلي السابق روبرتا مور.
وشغل مور منصب رئيس الوحدة اليهودية في رابطة الدفاع الإنجليزية، والتي وصل عدد أعضائها في ذلك الوقت إلى المئة.
المصدر: Palestine Chronicle
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇