ما الخطط الحكومية لتوسعة مطار هيثرو؟ وما أضرارها على البيئة؟
بعد حوالي 20 عامًا من المناقشات والاعتراضات البيئية، يبدو أن خطط توسعة مطار هيثرو قد تجد طريقها للتنفيذ. أعلنت وزيرة الخزانة، راشيل ريفز، دعم الحكومة لبناء مدرج ثالث في مطار هيثرو، مؤكدة أن الوزراء “لا يمكنهم التهرب من اتخاذ القرار أكثر من ذلك”.
مشروع التوسعة: مدرج ثالث وتطوير للبنية التحتية
تتضمن خطة التوسعة بناء مدرج ثالث شمال غرب المدرجين الحاليين، ما سيسمح بإضافة 260,000 رحلة جوية سنويًا، وزيادة القدرة الاستيعابية للمطار لتصل إلى 140 مليون مسافر سنويًا، مقارنة بـ 80 مليون حاليًا. ويهدف هذا التوسع إلى تعزيز موقع بريطانيا كمركز عالمي للتجارة والأعمال.
وتشمل الخطة أيضًا إنشاء مبنى جديد للركاب غرب مبنى الركاب رقم 5، بالإضافة إلى هدم مبنى الركاب رقم 3 لاستبداله بمبانٍ فرعية حديثة، مع تحسين شبكة المواصلات العامة المرتبطة بالمطار. وعلى الرغم من موافقة البرلمان على المشروع في عام 2018، فقد تأجل تنفيذه بسبب تحديات قانونية وتأثيرات جائحة كوفيد-19.
التحديات البيئية: تدمير البيئة وزيادة التلوث
وأثارت خطة التوسعة اعتراضات واسعة من منظمات حماية البيئة والسياسيين. يتطلب المشروع إعادة توجيه الطريق السريع M25، وبناء نفق جديد أسفله، وهدم مئات المنازل، وتحويل مسارات بعض الأنهار. كما سيؤدي إلى زيادة عدد الرحلات اليومية بمتوسط 2,000 رحلة إضافية، ما يعني ارتفاعًا ملحوظًا في انبعاثات الكربون وتلوث الهواء.
وصف نشطاء بيئيون، مثل جيني بيتس من منظمة “أصدقاء الأرض”، المشروع بأنه “غير مسؤول” في ظل أزمة المناخ العالمية، بينما أكدت أليثيا وارينغتون من منظمة “بوسيبل” البيئية أن المشروع “خطوة كارثية” تتعارض مع أهداف بريطانيا للوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050.
انقسام بين دعم النمو ومعارضة الأضرار البيئية
تباينت المواقف السياسية حول المشروع. فعمدة لندن صادق خان عارض المشروع بسبب تأثيره السلبي على جودة الهواء والضوضاء، بينما كان رئيس الوزراء الأسبق بوريس جونسون من أشد المعارضين له عندما كان عمدة لندن، قبل أن يخفف من حدة موقفه لاحقًا.
أما وزير صافي الانبعاثات الصفرية، إد ميليباند، الذي عارض المشروع بشدة في السابق، فقد أكد مؤخرًا أنه لن يستقيل من الحكومة في حال المضي قدمًا بالتوسعة، مشيرًا إلى إمكانية تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والالتزامات البيئية.
توسعات أخرى في مطارات لندن: غاتويك ولوتون على الطريق
لم تقتصر خطط التوسعة على مطار هيثرو فقط، إذ تسعى مطارات غاتويك ولوتون لتوسيع قدراتها أيضًا. ينتظر مطار غاتويك قرارًا حكوميًا بشأن بناء مدرج ثانٍ بحلول 27 فبراير، في مشروع يُتوقع أن يخلق 14,000 وظيفة ويوفر فوائد اقتصادية تصل إلى مليار باوند سنويًا. من جانب آخر، يخطط مطار لوتون لبناء مبنى جديد للركاب وزيادة عدد المسافرين السنويين إلى 32 مليونًا.
الحكومة تدافع: “النمو الاقتصادي أولوية”
أكدت وزيرة الخزانة راشيل ريفز أن “النمو الاقتصادي هو المهمة الأولى لهذه الحكومة”، مشيرة إلى أن توسعة مطار هيثرو ضرورية لتعزيز مكانة بريطانيا في الأسواق العالمية وربطها بوجهات جديدة. وأكدت أن الحكومة ستتخذ قرارات شجاعة لدعم البنية التحتية رغم التحديات.
من جهتها، أعربت زعيمة حزب المحافظين كيمي بادينوك عن دعمها للمشروع، مؤكدة أن تطوير البنية التحتية أمر حيوي لمستقبل البلاد.
التمويل: استثمارات دولية ورسوم على شركات الطيران
من المتوقع أن يُموّل مشروع توسعة مطار هيثرو عبر فرض رسوم إضافية على شركات الطيران، مع دعم من مستثمرين دوليين مثل صناديق الثروة السيادية في السعودية وقطر وشركة الاستثمار “أرديان”.
في الختام، يظل مشروع توسعة مطار هيثرو قضية جدلية بين الحاجة إلى تعزيز النمو الاقتصادي والالتزام بالمسؤولية البيئية، في وقت تواجه فيه بريطانيا تحديات كبرى لتحقيق أهدافها المناخية.
المصدر: سكاي نيوز
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇