ما التغييرات التي تدرسها الحكومة البريطانية في نظام إجازة الوالدين؟
أعلنت الحكومة البريطانية إطلاق مراجعة شاملة لنظام إجازات الأمومة والأبوة، في إطار توجه حزب العمال نحو إقرار حق الآباء في الإجازة الوالدية – بما في ذلك الإجازة غير المدفوعة – كحق من اليوم الأول للعمل.
وقال وزير الأعمال جوناثان رينولدز إن الحكومة استمعت إلى مطالب النشطاء وأدركت أن النظام الحالي لا يلبي احتياجات الأسر الشابة، مؤكدًا أن المراجعة ستشمل كافة أوجه الدعم الممنوح للآباء الجدد، بما في ذلك نظام الإجازة المشتركة بين الأم والأب.
إصلاح مرتقب لنظام إجازات الوالدين وسط دعوات لدعم التوازن بين العمل والأسرة
ووفق النظام الحالي، تحصل الأم على إجازة أمومة مدفوعة بنسبة 90% من متوسط دخلها الأسبوعي خلال الأسابيع الستة الأولى، ثم تنتقل إلى الحد الأدنى البالغ 187.18 باوند أسبوعيًا أو 90% من متوسط الدخل – أيهما أقل – لمدة 33 أسبوعًا إضافيًا.
أما الآباء الجدد، فيحق لهم إجازة مدفوعة لمدة أسبوعين فقط، بنفس معدل الدفع المنخفض (187.18 باوند أو 90% من الدخل، أيهما أقل). وتسعى الحكومة إلى رفع معدلات استخدام الإجازة الوالدية المشتركة التي تتيح للأبوين تقاسم ما يصل إلى 50 أسبوعًا من الإجازة، منها 37 أسبوعًا مدفوعة الأجر.
وأشار رينولدز إلى أن الإصلاحات المقبلة ستسعى إلى تبسيط النظام لصالح الأسر وأرباب العمل، دون تحميل الشركات أعباء إضافية.
وقال: “وصول طفل – سواء عبر الولادة أو التبني – هو لحظة تغيّر الحياة. نريد التأكد من حصول الأهل على الدعم اللازم لتحقيق التوازن بين العمل والحياة الأسرية. هذه المراجعة تمثل فرصة لإعادة ضبط النظام وبناء نموذج يخدم الأسر العصرية ويأخذ في الاعتبار احتياجات أصحاب الأعمال”.
احتجاجات واسعة لدعم الآباء العاملين وراينر تتعهد بإصلاحات شاملة
ويأتي هذا الإعلان بعد أن شارك مئات الآباء في مظاهرات بلندن وإدنبرة الشهر الماضي مطالبين بتحسين شروط إجازة الأبوة. وتركزت احتجاجات لندن أمام وزارة الأعمال والتجارة، حيث شدد المتظاهرون على أن منح الآباء وقتًا أطول مع أطفالهم سيسهم في تقليص فجوة الأجور بين الجنسين من خلال تشارك رعاية الأطفال، ما يقلل من اضطرار الأمهات لترك العمل أو التحول إلى دوام جزئي.
وقالت أنجيلا راينر، نائبة رئيس الوزراء: “السنوات الأولى من عمر الطفل هي الأكثر أهمية، لكن الكثير من العائلات تجد صعوبة في الموازنة بين العمل والمنزل. دعم الآباء العاملين ليس مجرد واجب أخلاقي، بل هو ضروري لاقتصادنا”.
وأضافت: “من خلال خطتنا لجعل العمل مجزيًا، بدأنا بالفعل بإصلاح نظام الإجازات الوالدية عبر منح حقوق من اليوم الأول. هذه المراجعة الطموحة لن تترك جانبًا دون مراجعة ونحن نعمل لخدمة الأسر العاملة”.
ثلث الآباء لا يأخذون إجازة ووزيرة التعليم تحذر من تراجع معدلات الإنجاب
وتشير البيانات الحكومية إلى أن واحدًا من كل 3 آباء لا يأخذ إجازة أبوة بسبب عدم قدرته على تحمل الانقطاع المالي، كما أن معدل استخدام الإجازة الوالدية المشتركة ما زال منخفضًا جدًا.
وتتزامن المراجعة مع دعوة وزيرة التعليم بريدجيت فيليبسون البريطانيين إلى التفكير في الإنجاب المبكر لمواجهة انخفاض معدلات الولادة، التي قد تؤدي إلى “عواقب مقلقة”. وقالت في مقابلة مع صحيفة ديلي تلغراف إن الكثير من الناس يخشون الإنجاب بسبب التكاليف الباهظة، لكنها تأمل أن تساهم زيادة تمويل رعاية الأطفال في إزالة بعض هذه المخاوف، و”منح النساء حريّة أكبر في إنجاب المزيد من الأطفال إن رغبن في ذلك”.
رأي منصة العرب في بريطانيا (AUK) :
ترى منصة العرب في بريطانيا (AUK) أن مراجعة نظام الإجازات الوالدية تمثل خطوة طال انتظارها، لا سيما في ظل معاناة الكثير من العائلات، وخاصة من أصول مهاجرة أو ذوي الدخل المحدود، من نظام لا يراعي تغيرات الواقع الاجتماعي والاقتصادي للأسرة البريطانية الحديثة.
وتشير المنصة إلى أن قصر إجازة الأبوة على أسبوعين فقط، وبمعدلات دفع متدنية، لا يعكس تقديرًا كافيًا لدور الآباء في السنوات الأولى من حياة الطفل، ولا ينسجم مع دعوات الحكومة لتحفيز الإنجاب أو دعم التوازن بين العمل والحياة.
وتؤكد AUK أن نجاح المراجعة الحكومية مرهون بتبني نهج أكثر جرأة يضمن حقوقًا متساوية للآباء والأمهات من لحظة الولادة، وإدراج إصلاحات ملموسة تجعل الإجازة الوالدية خيارًا واقعيًا وليس رفاهية مقتصرة على من يستطيع تحمّل الكلفة المالية.
المصدر: الغارديان
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
24°C
