ما أبرز التغييرات في 2025 في بريطانيا وتأثيرها على المجتمع العربي؟
في لقاء خاص ومباشر مع منصة “العرب في بريطانيا” قدمته الزميلة مروة كنيفد في الـ2 من يناير 2025، تناول الناشط والمؤثر نبيل الصوفي أبرز التغيرات التي تشهدها بريطانيا في عام 2025. واستعرض اللقاء تداعيات هذه التحولات على المهاجرين، والاقتصاد، وسوق العمل، إضافة إلى تأثيرها على الحياة اليومية للمجتمع البريطاني.
التغيرات القانونية وتأثيرها على المهاجرين
أوضح الصوفي أن القوانين الجديدة في بريطانيا لعام 2025 تركز كثيرًا على ضبط الهجرة وتنظيم دخول الزوار والمقيمين. من أبرز هذه القوانين:
- إذن السفر الإلكتروني (ETA): نظام جديد يفرض على جميع زوار بريطانيا الحصول على إذن سفر إلكتروني قبل دخول البلاد. هذا الإجراء يسعى للحد من التدفق العشوائي للمهاجرين، لكنه يثير تعقيدات إضافية على الزوار.
- تعديلات في تأشيرة المرافقين (Spouse Visa): قد ترتفع متطلبات الحد الأدنى لدخل الكفلاء إلى 37,800 باوند، ما يشكل عقبة للعائلات التي تعتمد على هذه التأشيرة.
- التحول الرقمي للتأشيرات للمقيمين: مع انتقال التأشيرات إلى النظام الرقمي، سيواجه أكثر من مليون شخص تغييرات في طريقة تعاملهم مع إقامتهم.
- تشديد الإجراءات ضد الهجرة غير النظامية: ستركز القوانين الجديدة على ملاحقة المهربين بدلًا من معاقبة المهاجرين.
التعدد الثقافي والاندماج
رغم القيود المتزايدة، يرى نبيل أن بريطانيا تبقى نموذجًا فريدًا في التنوع الثقافي. وأوضح أن الجاليات العربية تواجه صعوبات في الحفاظ على هُويتها الثقافية أثناء السعي للاندماج، منبهًا إلى أن تعلم اللغة الإنجليزية والانخراط في المجتمع المحلي هما مفتاح النجاح في التعايش دون فقدان الهُوية.
الاقتصاد وسوق العمل
- النمو الاقتصادي: أشار الصوفي إلى أن الاقتصاد البريطاني يشهد تباطؤًا، حيث يتوقع أن يبلغ معدل النمو 1.5 في المئة فقط في عام 2025، مع استمرار ارتفاع التضخم بنسبة تتراوح بين 2.4 في المئة و4.9 في المئة في قطاعات مختلفة.
- الحد الأدنى للأجور: أكد أن رفع الحد الأدنى للأجور إلى 12.21 باوند في الساعة يمثل تحسنًا، لكنه يأتي مترافقًا مع ضرائب إضافية على الشركات، ما قد يقلل من فرص التوظيف.
- فرص العمل: سوق العمل البريطاني يظل تنافسيًّا، مع وجود فرص في مجالات الرعاية الصحية، والتدريس، وتكنولوجيا المعلومات. إلا أن الصعوبات القانونية والمنافسة الشديدة تتطلبان من الباحثين عن عمل تحسين مهاراتهم.
التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي
ناقش الصوفي دور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في إعادة تشكيل سوق العمل. ويرى أن الأتمتة تتيح فرصًا جديدة لكنها تهدد الوظائف التقليدية. وأكد أهمية تطوير المهارات لتجنب فقدان الوظائف، لافتًا إلى أن الذكاء الاصطناعي يعزز كفاءة الأعمال لكنه يتطلب استعدادًا مستمرًّا.
التغيرات الاجتماعية والثقافية
تحدث الصوفي عن تأثير التغيرات الاجتماعية على المجتمع البريطاني، مشيرًا إلى زيادة الوعي الأمني لدى الأقليات بعد أحداث صيف 2024. ورغم ذلك، يبقى المجتمع البريطاني نموذجًا في التعايش. ونبّه إلى أهمية بناء جسور التواصل مع المجتمع المحلي؛ لفهم ثقافته دون التخلي عن الهُوية الثقافية.
التعليم العالي والطلاب الدوليون
أكد الصوفي أن الطلاب الدوليين يواجهون صعوبات مالية متزايدة، مع ارتفاع تكاليف التعليم. إلا أن النظام التعليمي البريطاني يظل بوابة رئيسة للفرص المهنية. كما أشار إلى بعض الجامعات التي بدأت تقديم منح دراسية لدعم الطلاب الدوليين.
رؤية مستقبلية لعام 2025
يعتقد الصوفي أن عام 2025 يحمل في طياته كثيرًا من الصعوبات والفرص. ومع وجود حكومة جديدة، يترقب المجتمع تغييرات إيجابية، لكن هذه التغيرات تتطلب التكيف والمرونة. وختم اللقاء بالتنبيه إلى أن بريطانيا ستظل وجهة جاذبة للتنوع الثقافي والطموح، رغم القيود التي تفرضها السياسات الجديدة.
وفي نهاية اللقاء تحدث نبيل الصوفي عن أن التغيرات في بريطانيا لعام 2025 تُبرِز مرحلة جديدة من التحولات القانونية والاقتصادية والاجتماعية وأهمية الاستعداد لهذه التغيرات وفهم تأثيرها، ما يساعد المهاجرين والمقيمين على التكيف والاستفادة القصوى من الفرص المتاحة. واختتم نبيل الصوفي حديثه قائلًا: “الحياة في بريطانيا ليست ثابتة، بل متغيرة باستمرار. التحدي الحقيقي يكمن في قدرتنا على التكيف مع هذه التغيرات، ومهما كانت الظروف، يبقَ الطموح والعمل الجاد مفتاح النجاح”.
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇