ماذا كشفت صحيفة الغارديان عن دمار غزة بعد عامين من العدوان الإسرائيلي؟

دخل العدوان الإسرائيلي في غزة عامه الثالث، ليصبح أطول حرب تخوضها إسرائيل منذ العدوان الذي اندلع عام 1948 وأدى إلى إنشاء دولة الاحتلال. وتكشف صحيفة الغارديان عن حجم الدمار البشري والمادي الذي خلفه العدوان على غزة، مسلطة الضوء على الأرقام المروعة للشهداء والجرحى، والدمار في البنية التحتية، وتأثير العدوان على التعليم والصحة والبيئة.
الشهداء والجرحى
أشارت الصحيفة إلى أن أكثر من 67,074 فلسطينيًا استشهدوا داخل غزة منذ بداية العدوان، معظمهم من المدنيين، من بينهم حوالي 20,000 طفل، أي نحو 2% من الأطفال في القطاع. وأصيب أكثر من 168,716 فلسطينيًا.
كما لفتت الصحيفة إلى أن عدد الشهداء الفعلي قد يكون أكبر بسبب الوفيات الناتجة عن الأمراض، وسوء التغذية، ونقص المأوى، والحوادث، وانتشار الأمراض المعدية، وانهيار النظام الصحي. وقد أشارت دراسة منشورة في مجلة لانسيت الطبية إلى أن متوسط العمر المتوقع في غزة ربما انخفض إلى النصف خلال السنة الأولى من العدوان.
الدمار والنزوح
قُصف نحو 436,000 منزل، أي ما يمثل 92% من المباني في غزة. وأدى العدوان الجوي المكثفة والإخلاء العسكري إلى تدمير 78% من المباني، مولد 61 مليون طن من الحطام، من بينها نحو 15% ملوثة بالمواد السامة والمعادن الثقيلة.
وقد نزح نحو 2.1 مليون فلسطيني، أي حوالي 95% من سكان القطاع، ليعيشوا في مخيمات وملاجئ مكتظة تفتقر إلى المياه النظيفة والصرف الصحي الملائم. ويواجه مليون شخص صعوبة في الحصول على مياه الشرب يوميًا، بينما يعيش 500,000 آخرون على أقل من تسعة لترات يوميًا، وهو أقل من عشر ما كان متاحًا قبل العدوان.
التعليم والبنية التحتية المدرسية
تضررت البنية التعليمية في غزة بشكل شبه كامل. فقد تم قصف 518 مدرسة، أي 90% من إجمالي المدارس، وتضررت 79% من جامعات التعليم العالي و60% من مراكز التدريب المهني. وتسبب ذلك في خروج 745,000 طالب من التعليم الرسمي، بينهم 88,000 طالب جامعي اضطروا لتأجيل دراستهم.
كما حولت مدارس الأونروا إلى ملاجئ طارئة، تستضيف أعدادًا كبيرة من النازحين، وتعرض بعضها للقصف الإسرائيلي المتكرر.
الرعاية الصحية والمستشفيات
تعرضت المستشفيات والمنشآت الصحية لهجمات شديدة، حيث بلغت 654 هجمة على مرافق الرعاية الصحية، وأسفرت عن استشهاد أكثر من 1,700 عامل صحي. وحتى الشهر الماضي، كانت 14 مستشفى فقط من أصل 36 تعمل جزئيًا، بينما توفر 16 مستشفى ميدانية بدائل محدودة، وغالبًا ما تكون مكتظة بنسبة تفوق طاقتها الاستيعابية.
وأشارت الغارديان إلى أن المستشفيات والأجهزة الطبية تأثرت بشدة نتيجة حصار إسرائيل على دخول الأدوية والمعدات، مما زاد من صعوبة تقديم الرعاية للجرحى والمرضى، وأدى إلى انتشار الأمراض الناتجة عن نقص الغذاء والمأوى والمياه النظيفة.
الجوع ونقص المساعدات الإنسانية
وثقت الصحيفة استشهاد 400 شخص بسبب سوء التغذية، بينهم 101 طفل. ويعتمد عشرات الآلاف من الأطفال الآن على برامج الطوارئ الغذائية. وأشارت التقارير إلى أن معظم النساء الحوامل يتناولن وجبة واحدة فقط يوميًا.
وفرضت إسرائيل حصار على دخول المساعدات، وأدت حملة تدمير الإنتاج الزراعي إلى ندرة الغذاء. كما أدى العدوان إلى استمرار النهب والفوضى في توزيع المساعدات، مما جعل معظم السلع في الأسواق غير ميسورة لمعظم السكان.
الأثر البيئي
تسبب العدوان في فقدان 97% من محاصيل الأشجار، و95% من الأراضي الشجرية، و82% من المحاصيل السنوية، ما جعل الإنتاج الغذائي على نطاق واسع مستحيلًا. وأظهرت بيانات الأمم المتحدة أن 1.5% فقط من الأراضي الزراعية كانت صالحة للزراعة، فيما تلوثت التربة والمياه ببقايا الأسلحة والحرائق.
وترى منصة العرب في بريطانيا AUK أن تقرير الغارديان يقدم صورة صادمة وواضحة للدمار الذي حل بغزة بعد عامين من العدوان الإسرائيلي. وإن هذا التقرير يعكس حجم المعاناة الإنسانية الحقيقية، ويؤكد على ضرورة استمرار الضغوط الدولية لإنهاء الحصار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن، وحماية المدنيين وفق القانون الدولي، وإنهاء العدوان الإسرائيلي.
المصدر: الغارديان
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇