مؤسس مهرجان الثقافة العربية طاهر قاسم يحتفي بالمشاركين ومدينة ليفربول

مهرجان الفنون العربية في ليفربول هو واحد من أطول المهرجانات التي تعكس الثقافة العربية في المملكة المتحدة، وقد أُسس في عام 1998. يهدف المهرجان إلى الحفاظ على التراث العربي وتقديمه للمجتمع البريطاني، بالإضافة إلى خلق منصّة للفنانين العرب محليًا وعالميًا. خلال أكثر من عقدين من الزمن، أصبح المهرجان حدثًا بارزًا يُجمع الناس من مختلف الأعراق والخلفيات الثقافية، مما يعزز فهم وتقدير الثقافة العربية.
طاهر قاسم ورؤية المهرجان
طاهر قاسم، المؤسس والمشرف على المهرجان، هو من أصل يمني ويعيش في مدينة جارستون. بدأ في تأسيس المهرجان بعد أن لاحظ تغيرات في سلوك أبنائه وأبناء الجالية العربية في المدينة، حيث أصبحوا يواجهون صعوبة في التعبير عن ثقافتهم وهويتهم. طاهر ورفاقه قاموا بتشكيل مجتمع داعم من خلال الاجتماعات والأنشطة، وهو ما أدى إلى تأسيس “المركز العربي في ليفربول” والبدء في تنظيم المهرجان الذي أصبح أحد الفعاليات الثقافية الرئيسية في المدينة.
احتفال المهرجان في 2025 واختتام فعالياته
اختتم مهرجان الفنون العربية لعام 2025 في قاعة نخيل سيفتون بارك، حيث أقيمت الفعالية السنوية “يوم المرح العائلي”. في هذه المناسبة، عبر طاهر قاسم عن فخره الكبير بالمهرجان هذا العام، مشيرًا إلى أن كل نسخة من المهرجان تضيف له تجربة جديدة مليئة بالنمو والإلهام. وقال طاهر في تصريحات لصحيفة “إيكو”: “من لحظة البدء في البرمجة وحتى الحفل الختامي في قاعة النخيل، كانت الرحلة مليئة بالعلاقات واللحظات الجميلة”.
المدينة التي تحتضن المهرجان
من جانب آخر، أشار طاهر إلى الدور الكبير الذي لعبته مدينة ليفربول في نجاح هذا المهرجان، مشيدًا بترحاب المدينة ودعمها المستمر. حيث قال: “شعرنا بحفاوة كبيرة من قبل المدينة، واحتضنت الجالية العربية مهرجانها بكل فخر. هذا العام، أصبح الحفل الختامي في قاعة النخيل بمثابة تجسيد لهذا الانفتاح والترحيب.”
View this post on Instagram
الروح المجتمعية في المهرجان
تميز مهرجان الفنون العربية في ليفربول هذا العام بالروح المجتمعية التي تميز المدينة، حيث شارك فيه الأشخاص من جميع الأعمار والجنسيات. وقد وصف طاهر هذا التفاعل بأنه لحظة فخر له وللمهرجان، مؤكدًا أن مثل هذه التفاعلات تظهر ما تمثله مدينة ليفربول من تقبل واحتضان للتنوع الثقافي.
أهمية اللغة والثقافة العربية في المهرجان
تأسس المهرجان في البداية بسبب القلق الذي شعر به طاهر من تهميش الثقافة العربية بين الجالية العربية في ليفربول. وعقب مغادرته اليمن إلى المملكة المتحدة في عام 1995، بدأت عائلته تلاحظ صعوبة في التعبير عن الهوية الثقافية، مما دفعهم إلى تأسيس مركز تعليمي للغة العربية وتنظيم الأنشطة التي تعزز من الهوية العربية لدى الشباب. أسهمت هذه المبادرات في بناء المهرجان وتقديمه للجمهور، مما سهل للجالية العربية التعبير عن ثقافتها وفخرها بهويتها.
التوسع والنمو المستمر للمهرجان
وفي كل عام، يواصل مهرجان الفنون العربية نموه وتوسعه، حيث يقدم عروضًا فنية متنوعة تشمل الموسيقى، والمسرح، والفنون البصرية، والسينما، والأدب.
وفي عام 2025، كان موضوع المهرجان هو “الحنين”، الذي تم استكشافه من خلال مختلف الأنشطة الفنية، والذي ساهم في إحياء الذكريات الجماعية والشخصية عبر الأجيال.
وتتابع منصة العرب في بريطانيا AUK باهتمام تطور مهرجان الفنون العربية في ليفربول، وتعتبره علامة بارزة في تعزيز الهوية العربية في بريطانيا. وترى أن المهرجان ليس مجرد حدث ثقافي، بل هو أداة مهمة لتعزيز التفاهم الثقافي وبناء جسور بين الثقافات المختلفة في المملكة المتحدة. يُظهر المهرجان كيف يمكن للتنوع الثقافي أن يساهم في تحقيق التعايش السلمي والإبداع المشترك بين المجتمعات المختلفة، وهو ما ينسجم تمامًا مع أهداف منصتنا في دعم وتعزيز الثقافة العربية في بريطانيا.
المصدر: liverpoolecho
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇