لينا الجزائرية التي حازت العلامة الكاملة في جميع مواد GCSE العام الماضي

فريق التحرير July 1, 2023

تمكنت الطالبتان البريطانيتان الجزائرية الأصل لينا الكسراوي والفلسطينية الأصل ميار عدنان صباح المقيمتان في منطقة هاكني، من تحقيق إنجاز فريد بالحصول على الدرجة الكاملة 9 في جميع مواد امتحان الـ GCSE للعام الدراسي 2021/ 2022.

وهذا الإنجاز المميز لم يتمكن سوى 12 طالبًا وطالبة من تحقيقه في عموم أرجاء المملكة المتحدة وهو إنجاز نفخر به على مستوى العرب في بريطانيا.

وقد سبق لمنصة العرب في بريطانيا (AUK) أن أجرت مقابلة مع الطالبة ميار عدنان صباح واليوم نسعد باستضافة لينا الكسراوي وتهنئتها بهذا التفوق.

لينا الجزائرية تحقق إنجازًا وطنيًا

بدورها بدأت لينا بالتعريف عن نفسها عرفتنا وشاركتنا رحلتها نحو هذا الإنجاز الأكاديمي. لينا شابة تبلغ من العمر 17 عامًا ولدت في لندن لأم وأب جزائريين، حيث كان والدها، وهو شرطي مرور حاصل على الدبلوم العالي في الحوسبة وتطوير النظم، ووالدتها، وهي معلمة سابقة في الجزائر حاصلة على درجة البكالوريوس في الأدب العربي، من ركائز دعمها في مسيرتها.

لعب روتين لينا المنظم دورًا حاسمًا في نجاحها، فقالت: “حرصت على إتمام جميع الواجبات المدرسية ومراجعة دروس اليوم فور وصولي المنزل، ثم كرست حوالي ساعة كل يوم لمراجعة الموضوعات التي وجدت صعوبة بها”.

وفي عطلات نهاية الأسبوع، جهزت لينا موادًا مرجعية مثل البطاقات التذكيرية للمواضيع ذات المحتوى الكثيف مثل العلوم والتاريخ. وإلى جانب مساعيها الأكاديمية، فقد حققت لينا فائدة من هوايتها أيضًا، حيث قرأت الشابة مجموعة واسعة من الكتب، ما أدى إلى إثراء مفرداتها بشكل كبير وتعزيز قدراتها الكتابية.

[visual-link-preview encoded=”eyJ0eXBlIjoiZXh0ZXJuYWwiLCJwb3N0IjowLCJwb3N0X2xhYmVsIjoiIiwidXJsIjoiaHR0cHM6Ly93d3cuc3RhbmRhcmQuY28udWsvbmV3cy9lZHVjYXRpb24vdHdvLXRvcC1zdHVkZW50cy1nc2NlLXJlc3VsdHMtbW9zc2JvdXJuZS1jb21tdW5pdHktYWNhZGVteS1oYWNrbmV5LWIxMDIxMTYwLmh0bWwiLCJpbWFnZV9pZCI6LTEsImltYWdlX3VybCI6Imh0dHBzOi8vc3RhdGljLnN0YW5kYXJkLmNvLnVrLzIwMjIvMDgvMjYvMTEvbmV3RmlsZS00LmpwZz93aWR0aD0xMjAwJndpZHRoPTEyMDAmYXV0bz13ZWJwJnF1YWxpdHk9NzUiLCJ0aXRsZSI6IlR3byB0b3Agc3R1ZGVudHMgYXQgYWNhZGVteSBvbiBzaXRlIG9mIOKAmFVL4oCZcyB3b3JzdCBzY2hvb2zigJkiLCJzdW1tYXJ5IjoiVHdvIEhhY2tuZXkgc3R1ZGVudHMgYm90aCBzY29yZWQgMTIgZ3JhZGUgOXMgaW4gdGhlaXIgR0NTRXMiLCJ0ZW1wbGF0ZSI6InNwb3RsaWdodCJ9″]

لا شك أن اجتهاد لينا والتزامها جدير بالثناء، لكن دعم والديها الدؤوب كان بمثابة قوة حافز حاسم نحو إنجازاتها. تتذكر لينا بفخر وباعتزاز قائلة: “أمي السبب الأكبر وراء حبي وشغفي للتعلم، لأنها لطالما وجدت وقتًا لإشراكي وأخي في تعلم أمور جديدة”.

خلال لحظات التوتر والإرهاق، خاصةً أثناء محاولة الموازنة بين ما يصل إلى 13 موضوعًا مختلفًا في آن واحد، قدمت والدة لينا إرشادات ونصائح لا تقدر بثمن للتعامل مع التوتر والقلق. وتقول لينا: “في أغلب الأحيان، كنت أنا من يضع ضغوطًا كبيرة على نفسي لأبلي بلاء حسنًا على الدوام، وذلك رغبةً مني بأن أكون موضع فخر لوالديّ. وقد وجدت فائدة كبيرة من طمأنة أبي وأمي لي قائلين إنهما فخوران بي دائمًا بغض النظر عن السبب، وأن صحتي أهم بالنسبة لهم من درجاتي”. فخلق نظام الدعم المحب هذا تربةً خصبة لتزدهر لينا أكاديميًا.

أسرار النجاح

لدى العودة بالذاكرة إلى تجربتها الطلابية، شددت لينا على أهمية جودة التعليم الذي توفره المدرسة بالإضافة إلى التفاني الشخصي للطالب. فقد التحقت الشابة بمدرسة حكومية في هاكني ذات كفاءة عالية وموارد ممتازة وكادر مميز، فضلًا عن بيئة أكاديمية مركزة تفرضها قواعد صارمة. ولكن جهود المدرسة وحدها لا تكفي، وترى لينا أن جهود الطالب الشخصية هي المفتاح الحقيقي للنجاح. أثبت نهجها المنضبط في الدراسة، إلى جانب الدعم الذي تلقته في المنزل، إنه المزيج السحري نحو القمة.

عند سؤالها عما إذا كانت تملك نصائح لتقدمها للطلاب أو لأولياء الأمور الآخرين للسير على خطاها، أكدت لينا أن اختيار مدرسة ذات بيئة أكاديمية عالية الجودة مهم إلى حد ما، لكنها ترى أن العزم والعمل الجاد من شأنه أن يدفع الطلاب نحو التفوق حتى في المدارس الأقل امتيازًا. طالما ظل الطالب مخلصًا وملتزمًا بدراسته، فإن لديه القدرة على بلوغ المجد.

رحلة لينا كسراوي الملهمة من طالبة بريطانية جزائرية شابة إلى طالبة ذات إنجاز وطني في الثانوية العامة هي مصدر فخر وإلهام للعرب في بريطانيا وخارجها. يؤكد نجاحها على أهمية دعم الأسرة والانضباط الشخصي والشغف بالتعلم كمكونات أساسية للتميز الأكاديمي. وبينما تشرع في مساعيها المستقبلية، ليس هناك شك في أن لينا ستستمر موضع فخر لمجتمعها ووالديها ونفسها بسعيها الدؤوب للمعرفة والنجاح.