ليز تراس تدرس نقل السفارة البريطانية من تل أبيب إلى القدس وسط غضب فلسطيني
أثار مشروع نقل السفارة البريطانية من تل أبيب إلى القدس غضب الفلسطينيين الذي قالوا إنّه انتهاك صارخ للقانون الدوليّ.
واضطرّت رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس إلى إعادة النظر في المسألة وأشارت لنظيرها الإسرائيليّ، يائير لابيد، إلى مراجعة نقل السفارة البريطانية إلى القدس أثناء ظهورها الأول كرئيسة وزراء بريطانيا في الأمم المتحدة.
سيكون تجسيد هذه الخطوة على أرض الواقع مثيرًا للجدل إلى حد كبير، مثلما حدث مع افتتاح السفارة الأمريكية في القدس عام 2018 الذي قوبل بغضب عارم في جميع أنحاء العالم العربيّ.
هذا وغرّد لابيد شاكرًا تراس على التفكير الإيجابيّ في الموضوع، ووصفها بالصديقة المقربة بعد لقائهما على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
مراجعة مشروع نقل السفارة البريطانية من تل أبيب إلى القدس
لم تقدم الحكومة البريطانية أيّ مؤشر على التوقيت لكنّها أكدت على أنّ المراجعة جارية.
وقال مسؤولون بريطانيون إنّهم لن يتكهنوا بالنتيجة، وأنّ رئيسة الوزراء تراس كانت على دراية بحساسية وأهمية موقع السفارة البريطانية في إسرائيل ووضع القدس كأحد أكثر القضايا الشائكة في الصراع الفلسطينيّ الإسرائيليّ المستمر منذ عشرات السنين.
تجدر الإشارة إلى أنّ إسرائيل تعتبر مدينة القدس عاصمتها الدائمة التي لا تخضع للتقسيم بينما يطالب الفلسطينيون بالجزء الشرقي كعاصمة لدولتهم المستقبلية.
מודה לידידתי הטובה, ראשת ממשלת בריטניה ליז טראס, שהודיעה כי היא שוקלת בחיוב את העברת שגרירות בריטניה לירושלים בירת ישראל- אנחנו נמשיך לחזק את השותפות בין המדינות 🇮🇱🇬🇧
צילום: אבי אוחיון, לע״מ pic.twitter.com/0DZB0TGMsl
— יאיר לפיד – Yair Lapid (@yairlapid) September 22, 2022
وبالعودة إلى السبعينيات استولت إسرائيل على القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة من الأردن ومصر في حرب عام 1967، ومنذ ذلك الحين يُنظر إلى القدس دوليًّا على أنّها أرض فلسطينية محتلة.
من جهة أخرى غرّد السفير الفلسطينيّ في بريطانيا، حسام زملط، أنّه من المؤسف جدًّا أن يكون أول ظهور لتراس كرئيسة وزراء بريطانية في الأمم المتحدة مقرونًا بمراجعة احتمال انتهاك القانون الدوليّ المتمثل في نقل السفارة البريطانية إلى القدس.
وقال إنّ نقل السفارة البريطانية سيكون قرارًا غير مسؤول وانتهاكًا صارخًا لمسؤوليات بريطانيا التاريخية، ما يُقوّض حلّ الدولتين المقترح لإنهاء الصراع الفلسطينيّ- الإسرائيليّ، أي دولة فلسطينية مستقلة جنبًا إلى جنب مع إسرائيل.
وحتى الآن أبقت بريطانيا- على غرار معظم الدول- سفارتها في تل أبيب بدلًا من القدس المحتلة، وقالت إنّ نقل السفارة إليها لن يكون إلا بعد اتفاق سلام نهائيّ بين إسرائيل وفلسطين.
"It's immoral, irresponsible, and illegal."
If Liz Truss were to move the British Embassy in Israel from Tel Aviv to Jerusalem, it would 'cease' the relationship between the UK and Palestine, says Ambassador Husam Zomlot, Head of the Palestinian Mission to the UK. pic.twitter.com/1gQxZdZDVR
— Times Radio (@TimesRadio) September 22, 2022
قنصلية بريطانية في القدس الشرقية
حسبما ورد فقد أثارت ليز تراس فكرة نقل السفارة البريطانية إلى القدس خلال حملتها الانتخابية الأخيرة لقيادة حزب المحافظين.
والجدير بالذكر أنّ الرئيس الأمريكيّ السابق دونالد ترامب تعرّض إلى إدانة دولية بعد اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل وفاء بوعد حملته الانتخابية، ما أدى إلى تصاعد أعمال العنف التي أسفرت عن مقتل عشرات الفلسطينيين.
وانتقدت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، حينها القرار الأمريكيّ، بينما كانت هندوراس وغواتيمالا وكوسوفو الدول الوحيدة التي حذت حذو ترامب منذ ذلك الحين بنقل سفاراتها من تل أبيب إلى القدس.
وفي الوقت الذي جدد فيه الرئيس الأمريكيّ جو بايدن مرة أخرى التزام واشنطن بحلّ الدولتين، لم يتراجع عن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
اقرأ أيضًا:
رام الله وحيفا.. مدن فلسطينية لديها توأمة مع مدن بريطانية
بريطانيا “قلقة”من المداهمات الإسرائيلية التي استهدفت منظمات حقوقية فلسطينية
رئيس نادي كرة قدم بريطانيّ مؤيد لفلسطين ينتقد مجموعة مؤيدة لإسرائيل بسبب “الترهيب”
الرابط المختصر هنا ⬇