6 أسابيع من الانتظار.. لندن تؤخر إجلاء أطفال غزة المرضى بحجة الإجراءات

بعد مرور أكثر من ستة أسابيع على إعلان الحكومة البريطانية عن خطتها “العاجلة” لإجلاء عشرات الأطفال الفلسطينيين المصابين بجروح خطيرة لتلقي العلاج في المملكة المتحدة، لا يزال هؤلاء الأطفال بانتظار الصعود إلى الطائرات. وكشفت صحيفة The i Paper أن بعضهم اضطر للتوجه إلى إيطاليا لتلقي العلاج بسبب “تأخيرات بريطانية”.
شرط التأشيرات البيومترية

مصادر إنسانية أوضحت أن السبب وراء التعطيل هو إصرار الحكومة البريطانية على إلزام ذوي الأطفال بالحصول على تأشيرة بيومترية تتطلب إجراءات بصمات الأصابع والتعرف على الوجه، وهي عملية قد تستغرق أسابيع.
ويأتي ذلك رغم أن هذا الشرط كان قد تم إعفاؤه عن اللاجئين الأوكرانيين عام 2022، حيث سُمح لهم بتقديم البيانات البيومترية بعد الوصول إلى بريطانيا.
50 طفلاً بانتظار الرعاية
تؤكد الصحيفة أن هناك 50 طفلاً على قائمة الانتظار، فيما تستعد مرافق هيئة الصحة الوطنية (NHS) في مختلف أنحاء بريطانيا لاستقبالهم وتقديم الرعاية الطبية المنقذة للحياة.
انتقادات برلمانية واسعة
نواب من حزب العمال، إلى جانب برلمانيين من أحزاب أخرى، انتقدوا التأخير وطالبوا الحكومة بإلغاء شرط التأشيرات، محذرين من أن حياة الأطفال في خطر.
ووصف الدكتور سيمون أوفر، النائب عن سترود، الوضع بأنه “غير مقبول”، داعياً إلى إلغاء التأشيرات فوراً. فيما شددت نادية ويتوم على ضرورة التنازل عن المتطلبات البيومترية، وأكدت أليسون هوم أن “هذا ليس وقت البيروقراطية”، أما كيم جونسون فوصفت الإجراءات بأنها “عائق غير ضروري”.
حالات عاجلة تُنقل إلى دول أخرى

منظمة “مشروع الأمل النقي” (PPH) أوضحت أن طفلاً في الثالثة من عمره مصاب بحروق بنسبة 40% ورضيعاً بحاجة لعملية عاجلة تم نقلهما إلى إيطاليا والإمارات “بسبب التأخيرات البريطانية”.
وقال عمر دين، الشريك المؤسس للمنظمة، إن المملكة المتحدة مطالبة بأن تحذو حذو جيرانها الأوروبيين وتستقبل المزيد من الحالات، مضيفاً: “الوضع يائس، وهذه مسألة حياة أو موت”.
إيطاليا تسبق بريطانيا
في المقابل، نجحت إيطاليا الشهر الماضي في إجلاء 31 طفلاً فلسطينياً مع 83 من ذويهم في مهمتها الرابعة عشرة. وبحسب وزارة الخارجية الإيطالية، فقد تم حتى الآن نقل 577 فلسطينياً، بينهم نحو 200 طفل، إلى أراضيها.
أما بريطانيا فلم تستقبل سوى ثلاثة أطفال فقط، جميعهم بتمويل خاص من متبرعين.
شهادات إنسانية
راما (12 عاماً)، إحدى الحالات التي تم نقلها إلى بريطانيا عبر جهود خاصة، تلقت علاجاً غير حياتها. والدتها عبّرت عن امتنانها العميق لبريطانيا، لكنها تحدثت بمرارة عن شعورها بالذنب لترك بقية أفراد أسرتها في غزة، قائلة إن ابنتها الأخرى أخبرتها في مكالمة هاتفية: “أنا سعيدة لأنكِ بخير”، لكنها أضافت: “كلماتها اخترقتني كالسيف”.
آلية الإجلاء
تتم عملية ترشيح الأطفال عبر أطباء وزارة الصحة في غزة، ثم تُنسق منظمة الصحة العالمية نقلهم إلى دولة ثالثة حيث يتم إصدار التأشيرات البيومترية، قبل السماح لهم بالدخول إلى المملكة المتحدة.
وأكدت الحكومة البريطانية من جانبها أنها “تتوقع وصول الأطفال وأسرهم في الأسابيع المقبلة”، لكنها رفضت كشف تفاصيل الرحلات لأسباب أمنية.
ترى منصة العرب في بريطانيا AUK أن مماطلة الحكومة البريطانية في تنفيذ تعهدها بإجلاء الأطفال الغزيين المرضى تعكس ازدواجية المعايير في التعامل مع الأزمات الإنسانية. فإذا كان من الممكن تجاوز الشروط البيروقراطية لصالح اللاجئين الأوكرانيين في 2022، فلا يوجد مبرر لتأخير إنقاذ حياة الأطفال الفلسطينيين اليوم.
إن استمرار هذه العراقيل يضع حياة هؤلاء الأطفال في خطر داهم، ويقوّض صورة بريطانيا كدولة تدّعي دعم القيم الإنسانية. وتؤكد المنصة أن المطلوب الآن قرار سياسي شجاع يتجاوز البيروقراطية لإنقاذ الأرواح، بعيداً عن الحسابات السياسية والضغوط الداخلية.
المصدر: inews
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇