لماذا تُعدُّ المعركة الانتخابية القادمة أكثر احتدامًا في اسكتلندا؟
في الوقت الذي تستعد فيه المملكة المتحدة لخوض المعركة الانتخابية القادمة، تبرز اسكتلندا كمسرح لأحداث سياسية ذات طابع خاص، حيث يتوقع كثيرون أن تكون المعركة الانتخابية القادمة الأكثر احتدامًا في التاريخ.
كانت الساحة السياسية في اسكتلندا تشبه الأفعوانية في تقلباتها على مدى السنوات العشر الماضية، إذ لم يحقق حزب العمال سوى فوز ضئيل في الانتخابات العامة لعام 2019، ما جعله يحتل المركز الرابع خلف الأحزاب الأخرى.
المعركة الانتخابية القادمة
ولكن هذه المرة، يتطلع أعضاء بارزون في حزب العمال إلى تحقيق تقدم كبير، حيث حددوا 28 مقعدًا اسكتلنديًا كهدف انتخابي، أي تلك التي يرون أنهم قادرون على الفوز بها.
إذا نجح حزب العمال في هذا التحول، سيكون ذلك له تأثير كبير على المشهد السياسي في وستمنستر.
ولفهم هذا التغيير، يجب النظر إلى تاريخ حزب العمال في اسكتلندا، حيث تراجع دعمه بشكل كبير في أعقاب الاستفتاء بشأن استقلال اسكتلندا في عام 2014.
خلال عام 2015، كان تصويت الحزب في انخفاض كبير، لكن استفتاء الاستقلال الاسكتلندي جعل الأمر أكثر سوءًا.
إذ أيد الكثير من ناخبي حزب العمال التقليديين الاستقلال حينها لكن الحزب لم يفعل ذلك، لذا قرر البعض التصويت للحزب الوطني الاسكتلندي.
انتقل حزب العمال من 41 مقعدًا اسكتلنديًا إلى مقعد واحد فقط، بينما انتقل الحزب الوطني الاسكتلندي من ستة نواب إلى 56 نائبًا بالبرلمان.
في مقابلة مع زعيم حزب العمال الاسكتلندي أنس سروار، اعترف أن الحزب يدرك التحول الكبير الذي طرأ على المشهد السياسي في اسكتلندا، وهو يشير إلى أنهم يتطلعون إلى المنافسة في العديد من المقاعد الانتخابية.
وقال سروار: “إذا نظرت إلى مكاننا في استطلاعات الرأي الآن، فهذا يشير إلى أننا قادرون على المنافسة في هذا النطاق من المقاعد”.
لكن المثير للاهتمام هو أن استراتيجية حزب العمال بشأن مسألة الاستقلال لم تتغير حتى الآن، إذ إن الحزب يراهن على مفاتيح أخرى.
ما حظوظ حزب العمال في الانتخابات المُقبلة؟
خلال عام 2015، حث حزب العمال الناخبين على التركيز على قضايا أخرى، إلا أن الناخبين تجاهلوا هذا النداء، لكن هذا العام، يعتقد حزب العمال أنه سينجح.
كانت الأشهر القليلة الماضية تشكل كابوسًا للحزب الوطني الاسكتلندي، بعد استقالة نيكولا ستورجيون.
وتشير بعض التحليلات، أن الزعيم الجديد للحزب، حمزة يوسف، هو الأقل شعبية بين الجمهور، وفق هذه المعطيات، كشفت استطلاعات الرأي أن تشكيل حكومة عمالية هو احتمال واقعي.
وهكذا، تقول الحجة إن التصويت لحزب العمال يصبح احتمالًا أكثر جاذبية للناخبين الاسكتلنديين الذين يرغبون في رؤية التغيير.
ويحتاج حزب العمال إلى قفزة هائلة قياسية للفوز بأغلبية في البرلمان لكن الفوز بمزيد من المقاعد الاسكتلندية يجعل الفوز بالسلطة بشكل عام أكثر احتمالًا.
وسيبقى السؤال الأكثر أهمية هو، إذا لم يحصل أي حزب على أغلبية في البرلمان المقبل، هل سيصوت نواب الحزب الوطني الاسكتلندي لصالح برنامج سياسة حزب العمال لإبقائهم في السلطة؟
لم يقدم زعيم الحزب القومي الاسكتلندي أي التزام بهذا الشأن، وصرح خلال مقابلة مع بي بي سي أنه لا يريد التفاوض.
لكنّ سياسيين يرجحون أن أعضاء من الحزب الوطني الاسكتلندي قد يوافقون على تقديم تنازلات بشأن دعم حزب العمال.
المصدر: بي بي سي
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇