لماذا تسجل أسعار المنازل في لندن ارتفاعًا قياسيًّا في 2024؟
شهدت أسعار المنازل في المملكة المتحدة خلال شهر سبتمبر 2024 أعلى معدل نمو سنوي خلال عامين تقريبًا، وفقًا لأحدث المؤشرات الاقتصادية. وارتفعت أسعار المنازل في لندن بنسبة 2 في المئة على أساس سنوي، ليصل متوسط سعر المنزل في العاصمة إلى 524,685 باوند. ووصف روبرت جاردنر، كبير الاقتصاديين في جمعية (Nationwide Building Society)، لندن بأنها “أفضل المناطق أداءً في الجنوب”.
وعلى مستوى المملكة المتحدة، ارتفعت أسعار المنازل بنسبة 0.7 في المئة في شهر سبتمبر وحده، ما رفع معدل النمو السنوي من 2.4 في المئة في أغسطس إلى 3.2 في المئة في سبتمبر، وهو أسرع نمو منذ نوفمبر 2022 عندما بلغ 4.4 في المئة. وبلغ متوسط سعر المنزل في المملكة المتحدة 266,094 باوند في سبتمبر.
تحسن القدرة على تحمل التكاليف
وأوضح جاردنر أن “نمو الدخل استمر في التفوق على نمو أسعار المنازل خلال الأشهر الماضية، في حين تراجعت تكاليف الاقتراض؛ نتيجة توقعات خفض بنك إنجلترا لأسعار الفائدة في الربع المقبل”. وأشار إلى أن هذه التطورات أدت إلى تحسين القدرة على تحمل تكاليف المنازل بالنسبة للراغبين بالشراء، ما أدى إلى زيادة متواضعة في نشاط السوق والأسعار، مع أن المستوى الحالي لا يزال أقل من المعايير التاريخية.
وفي هذا السياق أشار جيريمي ليف، وهو وكيل عقاري في شمال لندن، إلى أن “السوق شهد تحسنًا ملحوظًا في الطلب، وأن ذلك تزامن مع انخفاض أسعار الفائدة على الرهون العقارية واستقرار أكبر على صعيد التضخم والسياسة”. وأضاف: إن هذا التحول أسهم في زيادة التقييمات والقوائم والعروض، ما عزز استقرار الأسعار.
ومع أن بنك إنجلترا حافظ على سعر الفائدة الأساسي عند 5 في المئة، فإن المقرضين يتنافسون لتقديم أسعار فائدة أقل من 4 في المئة. ويشمل ذلك عرض (Nationwide) للراغبين بالشراء للمرة الأولى، الذي يتيح لهم الاقتراض بما يصل إلى ستة أضعاف دخلهم. وقال مارك هاريس، الرئيس التنفيذي لوسيط الرهن العقاري (SPF Private Clients): “المنافسة بين المقرضين على تقديم أسعار رهن عقاري أرخص تُسهِم في زيادة نشاط السوق العقاري ورفع أسعار العقارات”.
انتظار المشترين لخفض الفوائد وتحرك السوق
وأوضح هاريس أن العديد من المشترين كانوا ينتظرون انخفاض أسعار الفائدة قبل التحرك، ومع أول خفض أجراه بنك إنجلترا، إضافة إلى احتمال إجراء خفض آخر في نوفمبر، فإن هذه الخطوات ستحفز مزيدًا من الراغبين بالشراء المترددين على الإقدام على عملية الشراء.
وأضافت هولي توملينسون، وهي مخططة مالية في شركة (Quilter) لإدارة الثروات: إن “استقرار سعر الفائدة الأساسي لبنك إنجلترا، رغم عدم تأثيره الكبير على أسعار الرهن العقاري، يساعد في استعادة الاستقرار إلى السوق، ما يشجع عودة مزيد من العروض التنافسية إلى السوق”.
وأكدت توملينسون أن المنافسة بين المقرضين لجذب الزبائن ستزداد مع وجود بيئة أكثر استقرارًا، ما سيدفعهم إلى تقديم تخفيضات إضافية في أسعار الفائدة. ووافق على ذلك مات طومسون، رئيس المبيعات في (Chestertons)، الذي أشار إلى أن “ترقّب الراغبين بالشراء وانتظارهم، وانخفاض أسعار الفائدة، ومنتجات الرهن العقاري التي تقل عن 4 في المئة، أسهمت في دخول مزيد من المشترين إلى السوق في سبتمبر”.
كما أوضح طومسون أن النشاط المتزايد للمشترين ترافق مع اقتراب التغييرات المتوقعة في ضريبة الأرباح الرأسمالية في ميزانية الخريف المقبلة، ما دفع العديد من البائعين إلى عرض ممتلكاتهم للبيع. وفي لندن، تُعد المخاوف من رفع ضريبة الأرباح الرأسمالية سببًا رئيسًا لارتفاع عدد العقارات المعروضة للبيع، حيث إن واحدًا من كل خمسة منازل مدرجة في لندن الداخلية كان سابقًا عقارًا للإيجار.
مخاوف من تأثير ضريبة الأرباح الرأسمالية
ورغم التفاؤل بعودة النشاط إلى السوق، نبّه الخبراء إلى أن الراغبين بالشراء لا يزالون حذرين تجاه الأسعار المعروضة. وقالت فيرونا فرانكيش، الرئيس التنفيذي لشركة (Yopa): إن “سعر الفائدة الأساسي لا يزال أعلى بكثير مما كان عليه في السنوات الأخيرة. ورغم عودة الثقة بين المشترين، فإن حجم المعاملات لا يزال أقل بكثير من المستويات التي كانت عليها في السابق”.
وأوضحت فرانكيش أن هذا الانتعاش لا يعني بالضرورة العودة إلى الوضع الطبيعي بالكامل، وأنه لا يزال هناك طريق طويل لتحقيق معدلات مبيعات تتوافق مع الفترات السابقة.
من جانبه قال مارك فون غروندهر، مدير شركة (Benham and Reeves): إن “سوق العقارات يثبت قوته مرة أخرى، حيث ارتفعت أسعار المنازل بأسرع وتيرة منذ عامين، واقتربت من مستويات قياسية تاريخية”.
وأكد جاي جيتينز، الرئيس التنفيذي لوكالة العقارات (Foxtons)، أن “زيادة الاستفسارات والعروض والمبيعات المتفق عليها تبشر بمستقبل مشرق لبقية العام وما بعده”.
وعلى صعيد أنواع العقارات، أظهرت بيانات (Nationwide) أن المنازل المتلاصقة شهدت أكبر ارتفاع في الأسعار على مدار العام، بزيادة بلغت 3.5 في المئة. كما سجلت المنازل شبه المتلاصقة والشقق زيادات بنسبة 2.8 في المئة و2.7 في المئة على التوالي، في حين ارتفعت أسعار المنازل المنفصلة بنسبة 1.7 في المئة.
وبالنظر إلى المدى الطويل، أوضح جاردنر أن المنازل المنفصلة استمرت في التفوق قليلًا على الأنواع الأخرى من العقارات، ويعود ذلك إلى “السباق نحو المساحات” الذي برز خلال فترة الوباء. وقد ارتفعت أسعار المنازل المنفصلة بنسبة 26 في المئة منذ الربع الأول من عام 2020، في حين ارتفعت أسعار الشقق بنسبة 15 في المئة فقط خلال الفترة نفسها.
المصدر ستندر
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
1°C