العرب في بريطانيا | لماذا ترتفع أعداد اللاجئين عبر القنال الإنجليزي...

1447 ربيع الأول 17 | 10 سبتمبر 2025

لماذا ترتفع أعداد اللاجئين عبر القنال الإنجليزي؟ هناك 6 أسباب رئيسة

ست أكاذيب إعلامية تؤجج الاحتجاجات المعادية للمهاجرين في بريطانيا
خلود العيطAugust 13, 2025

بعد أكثر من عام على دخوله مقر الحكومة في داونينغ ستريت، يجد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر نفسه أمام أحد أكثر الملفات حساسية وإثارة للجدل في بريطانيا: الهجرة غير النظامية عبر القنال الإنجليزي (المانش).

ففي تموز/يوليو من العام الماضي، تعهّد ستارمر بالتخلي عن خطة الحكومة السابقة لترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا، وإلغاء شعار “أوقفوا القوارب”، مقابل توجيه الأموال لـ”تفكيك شبكات التهريب”. لكن الأرقام الصادرة منذ ذلك الحين ترسم صورة مغايرة؛ إذ وصل أكثر من 50 ألف شخص إلى السواحل البريطانية على متن قوارب مطاطية، فيما تواصل عصابات التهريب جني الأرباح من معاناة المهاجرين.

تزامن ذلك مع صعود حاد في شعبية حزب “ريفورم” (Reform UK)، الذي يقود حملات للمطالبة بإغلاق الفنادق التي تُستخدَم لإيواء طالبي اللجوء، إلى حين البت في طلباتهم.

وفيما يأتي أبرز العوامل التي تفسر استمرار ارتفاع أعداد العابرين عبر القنال الإنجليزي:

1. الهروب من الحروب والمجاعات وتغيّر المناخ

تدفع الصراعات المسلحة، والأزمات الإنسانية، وتغيّر المناخ أعدادًا متزايدة من الأشخاص في إفريقيا وآسيا والشرق الأوسط إلى الفرار بحثًا عن الأمان. ففي عام 2024، جاء نحو نصف الوافدين عبر القوارب الصغيرة من أفغانستان وسوريا وإيران، التي تشهد على التوالي أزمة غذاء خانقة، وحربًا أهلية مدمرة، وحملات لقمع الأقليات.

كما برز القادمون من إريتريا هذا العام، إذ شكلوا 20 في المئة من الوافدين الجدد في الربع الأول، في ظل اتهامات دولية لحكومتهم بارتكاب انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، ومجاعة تهدد مليون شخص -أي 20 في المئة من السكان- بحسَب برنامج الأغذية العالمي.

ورغم خطورة عبور القنال، تشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن 2024 شهد أعلى عدد من الوَفَيات والمفقودين في تاريخ هذه الرحلات، حيث لقي 82 شخصًا حتفهم، بينهم 14 طفلًا على الأقل.

2. الروابط التاريخية والأسرية مع بريطانيا

تجذب المملكة المتحدة كثيرًا من اللاجئين والمهاجرين الاقتصاديين بفضل وجود أقارب أو روابط تاريخية تسهّل عملية الاستقرار. كما أن انتشار اللغة الإنجليزية في أجزاء واسعة من إفريقيا وآسيا يعزز من فرص الاندماج، إلى جانب السمعة التي تتمتع بها بريطانيا بوصفها بلدًا أكثر أمانًا للأقليات مقارنة بكثير من الدول الأوروبية.

3. غياب المسارات الآمنة والقانونية

لا يستطيع معظم طالبي اللجوء التقديم وهم خارج بريطانيا، باستثناء قلّة من البرامج المحدودة. هذا النقص في المسارات القانونية يدفع كثيرين إلى ركوب قوارب مكتظة يُديرها مهرّبون، في ظل رفض متكرر من الحكومات المتعاقبة -سواء التابعة لحزب العمال أو حزب المحافظين- لتوسيع هذه المسارات، بدعوى الخشية من أن يشجع ذلك مزيدًا من الوافدين.

4. إغلاق طرق التهريب الأخرى

تشديد الإجراءات الأمنية حول الموانئ الفرنسية ونفق القنال منذ عام 2014، من أسوار وكاميرات مراقبة ودوريات وأجهزة استشعار، جعل التسلّل عبر الشاحنات أو القطارات أكثر صعوبة.

وبينما انحسرت هذه الطرق، توسعت شبكات تهريب القوارب وأصبحت أكثر تنظيمًا واحترافية، ما خفّض أسعار الرحلات من 14 ألف يورو عام 2018 إلى أقل من 4 آلاف في 2024، وزاد أعداد الركاب في القارب الواحد إلى أكثر من 60 شخصًا.

5. بطء تأثير السياسات الحكومية الجديدة

يؤكد وزراء في حكومة ستارمر أن خطط “تفكيك العصابات” تحتاج وقتًا لإظهار النتائج. وتشمل هذه الخطط سياسة “واحد مقابل واحد” التي تسمح باستقبال طالب لجوء عبر مسار قانوني مقابل كل مهاجر تعيده السلطات البريطانية إلى فرنسا.

كما تتضمن الصلاحيات الجديدة تعقّب المشتبه بهم وتجميد أصولهم، وزيادة عدد المحققين المتخصصين، إضافة إلى مشروع قانون “أمن الحدود واللجوء والهجرة”، الذي يمنح سلطات استثنائية مشابهة لتلك المستخدمة في مكافحة الإرهاب.

6. الطقس المواتي للعبور

تقول مصادر حكومية: إن بداية عام 2024 شهدت عددًا غير معتاد من الأيام ذات الطقس الهادئ والدافئ، ما شجع مزيدًا من محاولات العبور.

ترى منصة العرب في بريطانيا أن ملف الهجرة عبر القنال الإنجليزي لا يمكن حلّه فقط عبر الإجراءات الأمنية أو القوانين الصارمة، بل يتطلب معالجة جذرية للأسباب التي تدفع الناس إلى ركوب قوارب الموت، سواء كانت حروبًا أو أزمات إنسانية أو غياب مسارات قانونية.

وتؤكد المنصة أن نجاح أي سياسة بريطانية في هذا المجال مرهون بفتح قنوات آمنة ومنظمة لتقديم طلبات اللجوء، وتعزيز التعاون الدولي لمكافحة شبكات التهريب، مع الحفاظ على التزامات بريطانيا الإنسانية تجاه الفارين من النزاعات والكوارث. فالتوازن بين حماية الحدود وصون القيم الإنسانية يجب أن يكون جوهر أي استراتيجية مستدامة.‏‪

المصدر: الغارديان


اقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

loader-image
london
London, GB
10:24 am, Sep 10, 2025
temperature icon16°C
few clouds
78 %
1003 mb
11 mph
Wind Gust 0 mph
Clouds20%
Visibility10 km
Sunrise6:27 am
Sunset7:27 pm
uk ads space mobile
uk ads space mobile
uk ads space mobile

آخر فيديوهات القناة