لماذا تخشى حكومة ستارمر فوز ترامب؟
إذا فاز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية المقررة يوم الثلاثاء 5 نوفمبر 2024، فقد تترتب على ذلك آثار كبيرة على السياسة الخارجية البريطانية وعلى علاقاتها مع الولايات المتحدة. فقد عُرف عن ترامب خلال ولايته السابقة اتباعه سياسات انعزالية تحت شعار “أمريكا أولًا”، ما أثار توترات مع حلفاء واشنطن، ومنهم بريطانيا. وتخشى حكومة كير ستارمر أن تؤدي عودة ترامب للرئاسة إلى مواجهة تحديات كبرى في التعاون مع الولايات المتحدة في القضايا العالمية، مثل تغير المناخ، والاتفاقيات التجارية، والأمن القومي، إذ يُتوقع أن يعود ترامب إلى نهج السياسة الأحادية، ما قد يضعف من تأثير بريطانيا على الساحة الدولية.
وعلى الصعيد الاقتصادي، قد يواجه رئيس الوزراء كير ستارمر صعوبة في التوصل إلى اتفاقية تجارية جديدة مع إدارة ترامب، خاصة إذا أعاد ترامب تبني سياسات حمائية تركز على حماية الاقتصاد الأمريكي. وبما أن بريطانيا تطمح لتعزيز اقتصادها بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، فقد تجد نفسها مضطرة إلى البحث عن شركاء تجاريين آخرين لتعويض هذه الفجوة، وهو ما قد يزيد من الأعباء الاقتصادية على المدى الطويل ويؤخر استقرارها الاقتصادي.
في المقابل، إذا فازت كامالا هاريس، فمن المتوقع أن تكون العلاقات البريطانية-الأمريكية أكثر تعاونًا وانفتاحًا. وتعد هاريس، كنائبة للرئيس الحالي جو بايدن، جزءًا من إدارة تؤمن بالتعاون مع الحلفاء وتعطي الأولوية لقضايا مثل تغير المناخ وحقوق الإنسان. ويُرجح أن يؤدي فوز هاريس إلى تعزيز التعاون بين الولايات المتحدة وبريطانيا في مجالات السياسة البيئية، والتجارة الدولية، والأمن، وهي مجالات تتوافق مع الأجندة التقدمية التي تتبناها حكومة ستارمر.
كما أن تعامل بريطانيا مع قوى دولية مثل الصين وروسيا قد يشهد انسجامًا أكبر تحت إدارة هاريس، التي تُفضل العمل الجماعي مع الحلفاء الأوروبيين. ويعني هذا أن فوز هاريس قد يسهم في تحسين علاقات بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي، وهو هدف تسعى إليه بريطانيا لتعزيز استقرارها الاقتصادي بعد “البريكست”.
ومن الواضح أن حكومة كير ستارمر تفضل فوز كامالا هاريس على فوز ترامب؛ إذ سيتيح لها فوز هاريس الفرصة لتعزيز أجندتها المتعلقة بالتغير المناخي، وحقوق الإنسان باستثناء الفلسطيني ومن يتضامن معه بطبيعة الحال، وتؤمن هاريس بالتعاون التجاري متعدد الأطراف. في حين إن فوز ترامب قد يعيق خطط بريطانيا لدعم التعاون الدولي، ويصعّب من تحقيق أولوياتها في السياسة الخارجية.
في الختام، تظل الانتخابات الأمريكية محورية لبريطانيا، حيث ستجد حكومة ستارمر نفسها أمام تحديات وفرص متنوعة، تختلف باختلاف من سيصل للبيت الأبيض.
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇