لماذا تخشى الحكومة البريطانية من “بال أكشن” إلى هذا الحد؟

صوّت البرلمان البريطاني يوم الأربعاء، بأغلبية 385 صوتًا مقابل 26، لصالح قرار حكومي يصنّف مجموعة Palestine Action، الناشطة في مجال مناهضة الاحتلال الإسرائيلي، كـ”منظمة إرهابية” بموجب “قانون الإرهاب لعام 2000”.
وبموجب هذا التصنيف، يصبح الانتماء إلى المجموعة أو دعمها جريمة يعاقب عليها القانون بالسجن لمدة تصل إلى 14 عامًا. وتُعد هذه الخطوة من أكثر القرارات إثارة للجدل في سياق التعامل مع الحركات المناهضة لإسرائيل داخل المملكة المتحدة.
من هي “Palestine Action”؟ ولماذا تستهدفها السلطات البريطانية؟
تأسست مجموعة Palestine Action عام 2019، وتعرّف نفسها بأنها حركة مقاومة شعبية تتبع أسلوب “العمل المباشر” لمناهضة الشركات البريطانية المتورطة في دعم أو تزويد الجيش الإسرائيلي بالسلاح، خصوصًا شركة Elbit Systems، إحدى أكبر شركات تصنيع الأسلحة الإسرائيلية.
تعتمد المجموعة أساليب تشمل اقتحام المقار الصناعية والمكاتب، تخريب الممتلكات، وكتابة شعارات سياسية، بهدف تعطيل سير عمل الشركات المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي. وقد أدّت هذه التحركات إلى توقيف عشرات من أعضائها، كما حظيت بتغطية إعلامية واسعة.
وفي يونيو 2025، أعلنت السلطات البريطانية أن عددًا من نشطاء Palestine Action اقتحموا قاعدة RAF Brize Norton، وهي أكبر قاعدة جوية في البلاد، وقاموا برش طلاء أحمر على محركات طائرتين، مما أسفر عن أضرار قُدّرت بـ7 ملايين باوند. وتُعتبر هذه الحادثة السبب الرئيسي الذي استندت إليه الحكومة البريطانية في قرار الحظر.
مبررات الحكومة… وردود الفعل
ادعت وزيرة الداخلية البريطانية إيفيت كوبر إن المجموعة قامت بـ”أعمال تخريب إجرامية لا يمكن التسامح معها”، واتهمتها باستخدام الإنترنت لتجنيد وتدريب أنصارها على ما وصفته بـ”أنشطة إجرامية”.
لكن منظمات حقوق الإنسان ونشطاء سياسيين ردّوا على القرار، واصفين إياه بأنه “اعتداء على حرية التعبير”، و”محاولة لإسكات الأصوات المعارضة للسياسات الإسرائيلية والداعمة لحقوق الفلسطينيين”. واعتبر مراقبون أن تصنيف المجموعة كمنظمة إرهابية يمثل سابقة خطيرة لتجريم أنماط من الاحتجاج السياسي والمدني.
وفي بيان مشترك، دعا خبراء تابعون لمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة الحكومة البريطانية إلى إعادة النظر، مؤكدين أن “تدمير الممتلكات دون نية الإضرار بالأرواح لا ينبغي أن يصنّف كعمل إرهابي”.
من يدعم “Palestine Action”؟
رغم غياب بيانات تفصيلية عن هوية أعضاء المجموعة، إلا أن نشاطها ازداد بشكل ملحوظ منذ تصاعد العدوان على غزة أواخر 2023، خاصة في أوساط الشباب البريطاني من خلفيات غير مسلمة.
وتشير تقارير إلى أن الحركة استقطبت طلاب جامعات، معلمين، موظفين في هيئة الصحة العامة، ناشطين بيئيين، وحتى أمهات وشخصيات من الوسط الإعلامي، بعضهم سبق وانخرط في حركات مثل Just Stop Oil وExtinction Rebellion. وهذا التنوع الاجتماعي أثار قلق السلطات، لا سيما مع تزايد دعم المجموعة داخل الأوساط البريطانية البيضاء، والطبقة الوسطى تحديدًا.
المصدر: trt.global
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇