من الذي يحتاج إلى جرعة معززة للوقاية من كورونا قبل شتاء 2022؟

كُشِف النقاب عن الجرعة المعززة الجديدة للقاح كورونا والتي طُوِّرت مؤخرًا للوقاية من كورونا خلال الشتاء خاصة بعد انتشار المتحور الجديد للفيروس (BA.5)، لكن تأثير الجرعة يتفاوت تبعًا لعدة عوامل.
وستستهدف الجرعة المعززة كبار السن وأولئك الذين لا يُظهِرون مناعة كافية ضد الأمراض، ومن المتوقع أن يطلق مسؤولو الصحة العامة حملة لتوعية الناس بضرورة الحصول على الجرعة المعززة.
أما بالنسبة إلى الأشخاص الأصغر سنًّا فمن الأفضل عدم أخذ الجرعة المعززة إلا بعد مرور أكثر من ستة أشهر على آخر جرعة حصلوا عليها.
لكن المراكز الطبية المتخصصة في السيطرة على الأمراض تنصح كل شخص يزيد عمره عن 12 عامًا بالحصول على الجرعة المعززة بعد مضي أكثر من شهرين على الجرعة الأخيرة أو بعد ثلاثة أشهر على إصابتهم بالمرض.
وبحسَب البيانات الصادرة عن المراكز الطبية عام 2021 فإن التجارب السريرية أثبتت أن اللقاحات حققت فاعلية كبيرة في الوقاية من كورونا، ومن ثَمّ فإن الحصول على اللقاح في تلك الفترة لم يكن مجرد اختيار شخصي بل كان واجبًا أخلاقيًّا على الجميع.
الجرعة المعززة الجديدة تستهدف كبار السن بالدرجة الأولى
لكن تطور متحورات جديدة للفيروس قادرة على تجنب تأثير اللقاح أحبط آمال الأطباء، فقد أجمعت الأوساط الطبية في ذلك الوقت على أن تلقِّي جرعات معززة من اللقاح بعد أشهر من الجرعة الأولى يساعد في الوقاية من كورونا، ويخفف من شدة أعراض المرض.
وسرعان ما انقسمت الآراء الطبية بحلول ربيع عام 2022، وأيَّد بعض الأطباء تلقي جرعات جديدة من اللقاح كل ستة أشهر، سواء كانت جرعات كاملة أو مجرد جرعة معززة.
ولكن المشكلة في ذلك الوقت كانت عدم وجود أي دليل على الفاعلية الطبية للجرعات المعززة التي لم تُظهِر تأثيرًا كبيرًا في المرضى.
يمكن أن تساهم الجرعة المعززة في تقليل خطر الإصابة بالمتحور (BA.5)، لكن ليس من المعروف بعد ما مدى فاعليتها.
وبهذا الصدد يقول أليساندرو سيت الأستاذ في علم المناعة: “من الضروري أخذ توقيت آخر جرعة بعين الاعتبار، أو تاريخ آخرة مرة شُخِّص فيها المريض بالإصابة بكورونا”.
وأضاف: “يعتقد بعض الناس أن أخذ الجرعات المعززة بكثرة سيساهم في حمايتهم من المرض، دون مراعاة توقيت أخذ هذه الجرعات”.
وأكد أليساندرو أن نظام المناعة لا يستفيد من الجرعة المعززة عند أخذها بعد أربعة أشهر أو ستة أشهر على الإصابة بالمرض أو على موعد آخر جرعة.
وشرح أليساندرو ذلك قائلًا: “إن نظام المناعة يعمل ببطء على تحسين جودة الخلايا المناعية التي تصنع الأجسام المضادة، ما يرفع فاعلية الجهاز المناعي في مواجهة أي إصابة جديدة، وتحدث هذه العملية خلال الأشهر التي تعقب موعد آخر جرعة معززة أو آخر تشخيص للإصابة بكورونا”.
وأضاف: “قد ينخفض عدد الأجسام المضادة في الدم، لكن الخلايا المناعية تحتفظ بقدرتها على إنتاج أجسام مضادة جديدة وبسرعة كبيرة مدة ستة أشهر تقريبًا”.
لذلك قالت طبيبة الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا مونيكا غامدي: “إن الفترة الزمنية الفاصلة بين الجرعات التي ينصح بها الأطباء الأشخاص الأصحاء هي ستة أشهر تقريبًا، وقد تقصر المدة بحسَب الحالة الشخصية للمرضى”.
وبطبيعة الحال فإن تلقيح أكبر عدد من الناس بالجرعة المعززة سيساهم في تراجع حدة انتشار المرض خلال الشتاء، لكن من الصعب التنبؤ بمدى تأثير الفصول في انتشار موجات كورونا.
ولا يعلم الأطباء طبيعة الدور الذي قد يؤديه المتحور (BA.5) في الموجة القادمة من كورونا، ومن غير المعروف ما إذا كانت الجرعة المعززة ستساهم على وجه اليقين في تقليل العدوى.
ويبقى السؤال الأساسي: هل تمتلك الجرعة المعززة المضادة للمتحور (BA.5) تأثيرًا وفاعلية أكبر من الجرعات المعززة السابقة.
يجيب أليساندرو على هذه السؤال بـ: “يبدو أن الجرعة الحالية تمتلك فاعلية أكبر، ما دام المتحور (BA.5) هو الأكثر انتشارًا في الفترة الحالية”. (Xanax)
لكن الأستاذ في طب الأطفال بول أويت أشار إلى عدم وجود دليل مقنع على أن الجرعة المضادة للمتحور (BA.5) أكثر فاعلية من سابقاتها، واتهم بول مركز السيطرة على الأمراض ببيع الجرعة بيعًا مفرطًا، وأشار إلى أن هذه الجرعة قد تفيد الأكبر سنًّا وأولئك الذين يواجهون ضعفًا في المناعة.
ويبدو أن حملات التلقيح ستُخصِّص 35 في المئة من الجرعات المعززة للأشخاص الذين تجاوزوا 65 عامًا ممن لم يحصلوا على أي جرعة من اللقاح سابقًا، وهي الفئة الأكثر استفادة من اللقاح.
أما الفئة الثانية في القائمة فهي الأشخاص الذين تجاوزوا 65 عامًا ممن حصلوا على اللقاح قبل ستة أشهر، أو شُخِّصوا بالإصابة بالمرض لآخر مرة قبل ستة أشهر.
وبالنسبة إلى الحاصلين على جرعات أخرى من اللقاح سابقًا فإن الجرعة الحالية ستساهم في تقليل خطر وفاتهم.
هذا وستستهدف حملات التلقيح بشكل أقل البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و64 عامًا ممن لم يحصلوا على أي جرعة من اللقاح بعد، فقد يستفيدون من الجرعة إذا لم يصابوا بالمرض خلال الأشهر الأربعة أو الستة السابقة لموعد الجرعة.
وسيُلقَّح العاملون في مجال الرعاية الصحية أولًا، ثم كبار السن، ثم الأشخاص الأصغر سنًّا ممن يواجهون مشكلات صحية، ثم بقية الراغبين في أخذ الجرعة.
ولا بد لمنظمات الصحة العامة أن تراعي الظروف الصحية الطارئة للمرضى عند منح أولوية التلقيح لفئة على أخرى؛ إذ لا بد من إعطاء الجرعة المعززة لأولئك الذين لم يحصلوا على أي جرعة سابقًا وتجاوزوا 65 عامًا.
اقرأ أيضاً :
الأنفلونزا وكورونا قد يجعلان الشتاء صعبا في بريطانيا
تذاكر السفر في الإجازات ارتفعت بنسبة 42% عما كانت عليه قبل كورونا “دراسة”
الرابط المختصر هنا ⬇