“لاش” تدعو الشركات لاستخدام قوتها وامتيازها للحديث العلني عن غزة

دافعت شركة لاش لمستحضرات التجميل عن قرارها إغلاق متاجرها في بريطانيا ليوم واحد تضامنًا مع الشعب الفلسطيني في غزة. وقالت مديرة قسم الأخلاقيات في الشركة، هيلاري جونز، لموقع ميدل إيست آي إن الخطوة كانت بمثابة “عمل يائس”، مؤكدة أن على الشركات واجبًا أخلاقيًا يتمثل في استخدام منصاتها التجارية لطرح القضايا العالمية العادلة.
وأضافت جونز: “نحن نملك متاجر في أكثر الشوارع ازدحامًا في العالم، ويجب أن نستخدم هذه المنصة لمساعدة من لا صوت لهم. وفي الظروف الحالية، شعب غزة لا يُسمع ولا يُرى، ولذلك كان من البديهي أن نلفت الأنظار إلى معاناته”.
وقف شامل للأنشطة التجارية

إلى جانب إغلاق أكثر من 100 متجر في بريطانيا، أوقفت “لاش” مصانعها وموقعها الإلكتروني خلال يوم الإضراب الرمزي. ورغم أن القرار قد يترتب عليه خسائر مالية، أكدت جونز أن الشركة كانت مضطرة إلى اتخاذ هذه الخطوة في ظل ما تشهده غزة من عدوان إسرائيلي متصاعد.
وقالت: “كلنا حول العالم نشعر بالإحباط من عجزنا عن فعل شيء ملموس، فلم يتبقَّ سوى الرسائل الرمزية. وأقوى رسالة يمكن أن نوجهها كعمل تجاري هي التوقف عن نشاطنا بالكامل، ولو ليوم واحد”.
سياق سياسي متوتر في بريطانيا
جاءت هذه الخطوة بينما تقترب الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة من عامها الثاني، مع تجاوز عدد الشهداء 63 ألفًا وسط تصاعد الوفيات الناتجة عن التجويع بسبب الحصار الإسرائيلي الكامل على الغذاء والدواء والمساعدات.
وكانت بريطانيا قد علّقت بعض تراخيص تصدير الأسلحة إلى إسرائيل في سبتمبر 2024 خشية استخدامها في انتهاك القانون الدولي، فيما دعا ناشطون وعشرات من أعضاء البرلمان إلى فرض حظر كامل على صادرات السلاح إلى إسرائيل.
ورغم تصريحات وزير الخارجية ديفيد لامي أمام البرلمان عن نية الحكومة الاعتراف بدولة فلسطين إذا لم تلتزم إسرائيل بوقف إطلاق النار والتعهد بعدم ضم أراضٍ من الضفة الغربية، فإن التعاون العسكري مع إسرائيل ما زال مستمرًا. فقد استثنت الحكومة تراخيص تصدير قطع غيار لطائرات إف-35 من الحظر، كما واصلت وزارة الدفاع البريطانية رحلات الاستطلاع فوق غزة وتبادل المعلومات الاستخباراتية مع إسرائيل.
تاريخ طويل من المواقف التقدمية
تُعرف “لاش” بمواقفها الداعمة للقضايا التقدمية، إذ سبق أن أغلقت متاجرها في سبتمبر 2019 دعمًا للإضراب العالمي من أجل المناخ المستوحى من الناشطة السويدية غريتا تونبرغ.
وأشارت جونز إلى أن الشركة “وُلدت من رحم المقاطعات الاستهلاكية”، في إشارة إلى رفضها بيع المنتجات المجربة على الحيوانات أو المرتبطة بممارسات غير أخلاقية.
وأضافت: “إنه عار مطلق أن نصل إلى مرحلة يكون فيها الشيء الوحيد الذي نستطيع فعله هو الإغلاق. على كل الحكومات والمؤسسات الخيرية والتعليمية والصحية حول العالم أن تتحدث علنًا عما يحدث في غزة”.
وترى منصة العرب في بريطانيا (AUK) أن خطوة “لاش” تمثل نموذجًا مهمًا لمسؤولية الشركات الكبرى تجاه القضايا الإنسانية، خصوصًا في ظل تقاعس الحكومات عن اتخاذ مواقف حاسمة. إن استخدام المنصات التجارية في لفت الانتباه إلى معاناة الشعب الفلسطيني يُعد وسيلة فعّالة للضغط الأخلاقي والسياسي، ويكشف أن العمل التجاري لا ينفصل عن الواجب الإنساني.
وتؤكد المنصة أن التضامن العلني من مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص ضرورة ملحة في ظل استمرار المجازر وغياب العدالة الدولية، داعيةً بقية الشركات والمؤسسات إلى اتخاذ خطوات مشابهة لإعلاء صوت الضمير الإنساني.
المصدر: ميدل إيست آي
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇