لاجئ يمني يروي مشقة إجراءات الهجرة في بريطانيا

يروي آدم، لاجئ يمني، مشقة إجراءات الهجرة في بريطانيا. إذ تشرد آدم بسبب سياسة الحكومة الجديدة التي تقلل من الفترة المتاحة للاجئين للبحث عن منزل دائم.

وآدم واحد من آلاف تأثروا بهذه السياسة التي تهدف إلى خفض تكلفة الإيواء لطالبي اللجوء.

معاناة لاجئ يمني واجه التشرد في بريطانيا

وقال آدم إنه سكن في فنادق إيواء طالبي اللجوء لمدة عامين إلى حين صدور قرار البت في طلبه. وفي شهر سبتمبر من هذا العام، تلقى آدم أخيرًا الخبر الذي طال انتظاره.

ولكن ما لم يكن يعلمه آدم حينها هو مدى صعوبة البحث عن منزل للسكن فيه، إذ إن الحكومة تمنح طالبي اللجوء فترة قصيرة للخروج من الفندق فور صدور قرار منحهم “حالة اللجوء” رسميًا في بريطانيا.

فقال آدم: “أنا متعب حقًا عقليًا وجسديًا. أسأل نفسي، لماذا أنا هنا؟ هل كان من الأفضل أن أبقى في اليمن وأموت هناك، وأوفر على نفسي وعلى الآخرين كل هذه المتاعب؟”.

كان آدم يعيش حياة هنية في اليمن قبل أن تندلع الحرب في عام 2014، إذ كان يقطن بالعاصمة مع أهله وكان يعمل بالمجال الذي يحب.

ولكن بعد اندلاع الحرب، أصبح آدم مستهدفًا من قبل الميليشيات التي تلاحق العاملين مع المنظمات الدولية. وفي عام 2021، تلقى آدم تهديدًا بالقتل؛ حينها قرر الهروب إلى الملكة المتحدة.

وصل آدم إلى المملكة المتحدة بتأشيرة طالب، وتقدم بطلب للجوء، حينها منحته المملكة المتحدة سكنًا مؤقتًا في فندق في نيوهام، شرق لندن. ولكن لم يكن آدم يعلم حينها أنه لا يُسمح له بالعمل وهو “طالب لجوء”.

وقد حاول آدم العثور على وظيفة مناسبة وكان قد قدّم لوظيفة مستشار في شركة تكنولوجية، ولكنه فشل في الحصول عليها عندما اكتشفت الشركة وضعه القانوني.

وقال آدم: “لم أكن أعلم من قبل أنني لا أستطيع العمل، ولا أستطيع كسب أي مال، ولا أستطيع الانتقال إلى أي مدينة أو مكان آخر، وأنه يتعين عليّ البقاء في هذا الفندق. لقد ضاع عامان من عمري”.

كيف أثرت السياسات الجديدة على طالبي اللجوء

كان آدم سعيدًا لسماع خبر موافقة الحكومة على طلبه للجوء، واعتقد أن معاناته كطالب لجوء قد انتهت أخيرًا. ولكنه وجد نفسه في وسط أزمة تشرد اللاجئين التي تضرب الآلاف في جميع أنحاء البلاد.

ويعود سبب الأزمة إلى تقليل الحكومة البريطانية الوقت الفعلي الذي يسمح لطالبي اللجوء بالانتقال من الفندق إلى منزلٍ خاصٍ بهم في أسبوع واحد فقط.

وفي هذا الشأن، قالت وزارة الداخلية إنها لم تقلل من الفترة الزمنية، التي كانت 28 يومًا، إلى أسبوع. ولكن كانت الـ 28 يومًا سابقًا تبدأ منذ اللحظة التي يستلم بها طالب اللجوء تصريح الإقامة، ولكن الآن أصبحت تبدأ عندما يستلم طالب اللجوء خبر الموافقة الأولية.

ما يعني أنه إلى حين استلام طالبي اللجوء تصريح الإقامة الذي يسمح لهم بالعمل والبحث عن منزل يكون قد بقي أسبوع واحد فقط من الـ28 يومًا.

لذلك يجد الكثيرون أنفسهم مشردين بالشارع بعد إخلائهم من الفندق.

قال آدم إنه تقدم بطلب للحصول على مساعدة للمشردين لدى المجلس، ولكنهم رفضوا مساعدته حتى يتلقى إشعار الإخلاء، والذي سيحصل عليه قبل أسبوع من حاجته إلى مغادرة الفندق.

وعندما حصل على هذه الرسالة، قال المجلس إنهم سيتصلون به في يوم الإخلاء، ولكن ذلك لما يحدث.

وجد آدم نفسه بلا مأوى بعد أن خرج من الفندق، ولكن بمساعدة Refugees at Home استطاع أن يجد عائلة مضيفة لإيوائه مؤقتًا.

مازال آدم يبحث عن منزل خاص به، إذ إنه وفي مرحلة ما، أخبره مجلس نيوهام أن وضعه الحالي هو مسؤولية وزارة الداخلية، وأنه لا يُعدُّ مشردًا.

وعلى الرغم من محاولته للحصول على وظيفة، إلا أنه عالق في حلقة مفرغة: غير قادر على الحصول على عمل دون عنوان، وغير قادر على تحمل تكاليف مكان للعيش فيه دون دخل عمل.

عند سؤال مجلس نيوهام عن قصة آدم، اعترف أنه قد أخطأ واعتذر عما حصل.

قال متحدث باسم مجلس نيوهام لـ The Big Issue: “تواجه نيوهام، مثل العديد من أحياء لندن الأخرى، تحديًا كبيرًا في الطلب من الأعداد المتزايدة من الأشخاص الذين يواجهون التشرد، وذلك نتيجة سياسة الحكومة التي تمهل اللاجئين للخروج من الفندق والبحث عن منزل أسبوعًا واحدًا فقط”.

اقرأ أيضًا

الداخلية البريطانية تلغي طلبات لجوء تحت ضغط تحقيق أهداف سوناك بالحد من الهجرة

الداخلية البريطانية تخطط لخفض الهجرة القانونية

المحكمة العليا تُقر بعدم قانونية خطة إرسال طالبي اللجوء إلى رواندا