لاجئ إيراني يصنع التاريخ: أول لاجئ يصبح سفيرًا لبريطانيا في دول الكومنولث

سجّل كنبار حسين بور، المحامي البريطاني من أصول إيرانية، سابقة تاريخية بتعيينه كأول لاجئ يشغل منصب المفوّض السامي البريطاني – المنصب الذي يعادل السفير في دول الكومنولث. وينحدر حسين بور من جنوب شرق إيران، حيث وُلد في كنف عائلة بلوشية، وهي جماعة عرقية موزعة عبر منطقة حدودية ثلاثية بين إيران وأفغانستان وباكستان.
رحلة محفوفة بالمخاطر نحو بريطانيا
بعد الثورة الإيرانية، اضطرت والدته إلى الفرار إلى المملكة المتحدة، بينما تم تهريب كنبار كطفل عبر الأراضي الآسيوية مرورًا بفرنسا، حتى وصل إلى ساوثهامبتون في إنجلترا. وصل وهو لا يجيد كلمة إنجليزية واحدة، بعد أن نشأ في بيئة ريفية كانت تعبّر عن مواقف عدائية تجاه الغرب.
من اللاجئ إلى الدبلوماسي الأعلى
رغم بداياته الصعبة، تمكن حسين بور من الالتحاق بوزارة الخارجية البريطانية – وهو ما أثار قلق والدته، التي كانت ترى أن الوزارة تمثل أحد رموز المؤسسة التقليدية البريطانية. وكان أكثر ما تخشاه أن “لا يكون ابنها إنجليزيًا بما فيه الكفاية”.
إلا أن حسين بور لم يواجه الرفض، بل حاز على الثقة الكاملة، وعيّن لاحقًا كمفوّض سامٍ لدى جمهورية فيجي، إضافة إلى شغله منصب المفوّض السامي غير المقيم لدى جمهورية كيريباس، وسفير جلالة الملك غير المقيم لدى كل من ولايات ميكرونيزيا المتحدة وجمهورية جزر مارشال.
من أبناء القبائل إلى مبعوث بريطانيا
اللافت في قصة حسين بور، أنه يشغل اليوم نفس المنصب الذي شغله ضباط الاستعمار البريطاني الذين كان من مهامهم في الماضي تفتيت القبائل البلوشية وحكمها، ومنهم السير روبرت سانديمان، الذي ألّف كتابًا عن إدارة شؤون البلوش – وهو كتاب قرأه حسين بور بنفسه.
وعن هذه المفارقة، قال:
“أن أكون خليفة إدارياً لسانديمان – وأنا أحد أحفاد تلك القبائل – في نفس المبنى، وكلانا يخدم المصالح البريطانية ولكن في زمن وسياق مختلفين، كان شعورًا عميقًا يعكس التغيير الذي طرأ على بريطانيا، وكيف أصبحت أنا نفسي جزءًا من هذا التغيير.”
إرث ثقافي متعدد ولغات ثلاث
يتقن حسين بور البلوشية والعربية والفارسية، ويقول إن رؤيته الدولية تشكلت من خلال قصص الإمبراطورية الفارسية، وتواصله مع أفراد عائلته الممتدة، مما منحه منظورًا أوسع يعكس تاريخه وهويته ضمن السياق البريطاني الحديث.
ينتمي حسين بور إلى جماعة البلوش، وهي مجموعة عرقية يبلغ تعدادها أكثر من 10 ملايين نسمة، موزعين بين إيران وباكستان وأفغانستان. عُرفت هذه القبائل بتاريخ طويل من الحكم الذاتي عبر سلالات قبلية امتدت لقرون، لكنها غالبًا ما تعاني من التهميش والاضطهاد.
المصدر: goodnewsnetwork
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
📚 معلومات موسوعية عن أنواع الطيور