لاجئة سورية تطمح إلى إطلاق علامتها التجارية في عالم الأزياء

قصة لجوء مبكرة
“هربتُ من سوريا في سن الـ 14 مع عائلتي، و غيرت مقر إقامتي ثماني مرات خلال عام واحد قبل قدومي إلى المملكة المتحدة”.
أُجبِرت “استر باليه” وعائلتها على مغادرة سوريا في عام 2015 بحثًا عن الأمان بعد القصف الذي تعرّض له منزلها. وكانت استر حينها تبلغ من العمر 14 عامًا، كما حظيت بطفولة مستقرة وآمنة لم تشعر خلالها بالوحدة إطلاقًا إلى أن بدأت الحرب، وبدأت معها قصة استر الجديدة.
وفي حديثها مع صحيفة MyLondon قالت صاحبة العشرين ربيعًا: “عندما اندلعت الحرب في بلدي شعرنا جميعًا بعدم الأمان، وبالخطر الوشيك على حياتنا. لقد توجب علينا الانتقال خاصة أن والدي كان مريضًا، وانقطع عنه الدواء بسبب قصف المصنع الذي يُنتج دواءه”.
ثم انتقلت عائلة استر التي تضم شقيقتيها الصغيرتين البالغتين من العمر 17 و11 سنة ووالديها إلى لبنان؛ لكونه أقرب نقطة لجوء لينتهي بهم الأمر إلى البقاء هناك لمدة عام ونصف.
تتذكر استر المنطقة التي كانت فيها مع الكثير من اللاجئين، وكيف أن الموقف تجاههم كان غير إيجابي، وقالت: “ربما اعتقد السكان المحليون أننا سننتزع منهم وظائفهم”.
وأتبعت ذلك قائلة: “ورغم ذلك كله فقد كنا محظوظين؛ لأن الكنيسة في لبنان اعتنت بنا. لقد تنقلنا ثماني مرات خلال سنة، وكنا محاطين بأشخاص لطفاء عمومًا إلا أن الوضع لم يكن مستقرًّا، وتعرضنا للعنصرية في بعض المرات؛ لأنهم كانوا يروننا دخلاء وأدنى منهم”.
تقدمت عائلة استر بعدها بطلب إلى برنامج إعادة التوطين التابع للأمم المتحدة ليتلقوا مكالمة سألوهم فيها عن رغبتهم في السفر إلى المملكة المتحدة من عدمها.
و قالت استر: “لقد كنا متحمسين جدّا عندما تلقينا المكالمة؛ لأننا أردنا الخروج حقًّا، ثم تمكّنّا من المجيء إلى المملكة المتحدة، والاستقرار في شمال يوركشاير. الناس هنا لطفاء رغم أننا لم نكن نتحدث الإنجليزية في البداية، ولذلك كان من الصعب التعبير عن نفسك. لقد واجهت صعوبات كبيرة في المدرسة، حيث سمعت كثيرًا جملة: “عودي إلى بلدك”، وفي إحدى المرات وصفني أحدهم بالإرهابية، وعند تبليغي عن الأمر أخذت إدارة المدرسة إجراءاتها، واعتذر مني الطالب”.
رحلتها في العمل التطوعي و مساعدة اللاجئين
وفي السنوات القليلة الماضية كثّفت استر جهودها في رفع مستوى الوعي باللاجئين، وهذا ما جعل مجلس اللاجئين يتصل بها، ويسألها إن كانت تريد الانضمام إليهم لحضور اجتماع المجموعة الاستشارية للّاجئين المنعقد في جنيف عام 2019.
وقالت استر في هذا السياق: “لقد كنت الأصغر سنًا بينهم؛ إذ لم أتجاوز حينها 17 عامًا، وكانت المرة الأولى التي يحضر فيها اللاجئون مؤتمرًا يخصّهم من أجل سماع آرائهم حول شيء كان يتطور ليصبح سياسة”.
توجّهت استر بعد ذلك إلى العمل التطوعي، فكانت تقبل أيّ شيء يُعرَض عليها؛ حيث قالت: “عندما عدت من المؤتمر كنت أريد أن أفعل المزيد، فانخرطت في الصليب الأحمر أيضًا، وكنت – وما زلت – أغتنم أيّ فرصة تمنحني القدرة على زيادة الوعي باللاجئين، والتحدث إلى لاجئين مثلي”.
وكانت استر مهتمة بالألوان وتصميم الأزياء (الموضة)، إلى جانب عملها التطوعي، ولذلك لم تتردد في التقدم إلى دورة في تصميم الأزياء، ثم تقدمت بعدها إلى الجامعة.
انتقلت ستر إلى لندن بمفردها لمزاولة دراستها، وكثيرًا ما كانت تزور يوركشاير التي تعتبرها الآن موطنها.
استر تطمح في نقل قصة لجوئها من خلال الأزياء

وقالت أستر واصفة شغفها: “كثيرًا ما أحببت الفن، وكان حلمي أن أكون مضيفة طيران أو مصممة أزياء؛ لذلك كنت متحمسة للغاية بعد أن وجدت تخصص تصميم الأزياء في الكلية. أنا شخص يحب الألوان، ويحب الإيجابية التي تقدّمها الألوان، كما أدرك أن هناك قصة وراء كل ثوب أو لباس مصمّم، وأطمح الآن إلى مشاركة قصة لجوئي من خلال التصميم.”
و قالت أيضا : “لقد انتقلت إلى لندن من أجل مزاولة الدراسة في الجامعة وهو أمر رائع حقًّا، كما يعتبر تغيُّرًا فاصلًا في حياتي؛ لأن لندن مدينة كبيرة ومثالية للأزياء. و لا أخفي نيتي في إنشاء علامتي التجارية الخاصة مستقبلا ، و أنا على استعداد لتعلّم الكثير لتحقيق هذه النية بما يعكس شخصيتي وأصولي. كما لا زلت أرغب في الاستمرار في العمل التطوعي، ورفع الوعي باللاجئين، وتطوير المزيد من المشاريع الخاصة”.
الرابط المختصر هنا ⬇