كيف يهدد التغير المناخي حياة البريطانيين؟
حذّر خبراء المناخ من أن التغير المناخي يهدد حياة البريطانيين في ظل استمرار ارتفاع درجات الحرارة، ما زاد الأخطار الصحية العالمية ورفعها إلى مستويات قياسية.
وشهد معظم سكان العالم في عام 2024 درجات حرارة مرتفعة طوال 50 يومًا؛ نظرًا لتغير المناخ، في حين أثر الجفاف على نحو 48 في المئة من مساحة الأرض، وفقًا لأحدث التقارير المناخية.
التغير المناخي في بريطانيا يساهم في ارتفاع عَدد الوفيات
وقد تسببت موجات الحر والجفاف بزيادة عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي بنسبة 151 مليون شخص مقارنة بالعدد المسجل بين عامي 1981 و2010.
وبالتزامن مع ذلك، شهد نحو 61 في المئة من الأراضي في العالم مزيدًا من العواصف المطرية خلال العقد الماضي، ما زاد من خطر الفيضانات وانتشار الأمراض المعدية وتلوث المياه، إلى جانب ازدياد خطر الأمراض المنقولة عبر البعوض، مثل حمى الضنك.
وكغيرهم من سكان الكرة الأرضية، تأثر البريطانيون بالارتفاع الكبير في درجات الحرارة، حيث أصيب بعضهم بأمراض مرتبطة بارتفاع درجة الحرارة، في حين ارتفع عدد الوَفَيَات بسبب موجات الحر، وسجلت بريطانيا تسع وَفَيَات إضافية بين كل 100,000 شخص بين 2013 و2022.
وحذرت تقارير صحية أن كل رضيع أو بالغ تجاوز سن الـ56 تعرض لموجات حر على مدى 6.5 يوم كل عام بين 2014 و2023، في حين عانت سوق العمل من إهدار 8.5 مليون ساعة؛ بسبب الإجازات في أيام الحر الشديد خلال عام 2023، بزيادة قدرها 166 في المئة عن معدلات ساعات العمل المهدورة في التسعينيات، ويُعَد عمال البناء أكثر الفئات تضررًا من موجات الحر.
وأشارت التقارير إلى أن تلوث الهواء أثر على الصحة العامة في بريطانيا، وأدى إلى 29,500 حالة وفاة في عام 2021، إذ أسهم التلوث الناجم عن حرق الوقود الأحفوري في 44 في المئة من هذه الوَفَيات، وبلغت الخسائر الاقتصادية الناجمة عن هذه الوفَيَات نحو 70 مليار باوند، إلا أن التحول نحو أنظمة الطاقة البديلة والسعي لخفض انبعاثات الكربون يمكن أن يحلّا المشكلات المرتبطة بتلوث الهواء.
ناشطو البيئة يحذرون من الاعتماد على الوقود الأحفوري
ووفقًا للتقارير فإن الأنظمة الغذائية غير الصحية تُسهم في انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي، إلى جانب أضرارها الصحية، وهو ما يمكن تقليله بالاعتماد على أنظمة غذائية أكثر توازنًا.
وحذّر خبراء الصحة والبيئة من أن 10 مؤشرات من أصل 15 مؤشرًا خاصًّا بتعقب التهديدات الصحية المرتبطة بالمناخ بلغت مستويات قياسية وغير مسبوقة.
واتهم خبراء البيئة والصحة الحكومات والشركات العالمية بمواصلة إلحاق الضرر بالبيئة عبر استثمار مزيد من الأموال في قطاع الوقود الأحفوري، وطالبوا هذه الشركات بوقف إنفاق تريليونات الدولارات على قطاع النفط والغاز والفحم واستثمارها بدلًا من ذلك في تعزيز اقتصادات الطاقة النظيفة.
وبهذا الصدد قالت خبيرة المناخ الدكتورة مارينا رومانيلو من جامعة كوليدج لندن: “إن نتائج الدراسات والتقارير المناخية الصادرة مؤخرًا كانت الأكثر إثارة للقلق خلال السنوات الثماني الأخيرة، في وقت تستعد فيه بعض البلدان لحضور الجولة القادمة من مفاوضات المناخ التي تنظمها الأمم المتحدة في أذربيجان، المندرجة ضمن قائمة الدول الغنية بالوقود الأحفوري”.
وأضافت: “لقد كان العام الماضي قياسيًّا من حيث عدد الظواهر المناخية المرتبطة بتغير المناخ، مثل موجات الحر الشديدة التأثير، والحوادث الجوية المميتة، وحرائق الغابات، وهو ما أثر على عدد كبير من سكان العالم”.
وأردفت: “لا يوجد فرد أو مؤسسة محصنة من التهديدات الصحية التي يفرضها تغير المناخ على العالم”.
وختمت بالقول: “إن استمرار الاعتماد على الوقود الأحفوري وما يتسبب به من انبعاث للغازات السامة فاقم من ظاهرة الاحتباس الحراري والتأثيرات الصحية الناجمة عنها”.
المصدر: The Standard
اقرأ أيضاً :
الرابط المختصر هنا ⬇