كيف ساعد الذكاء الاصطناعي الأطباء البريطانيين في اكتشاف الإصابة بالسرطان؟
ساهمت أداة الذكاء الاصطناعي (C the sings) في ارتفاع معدل حالات الكشف عن مرض السرطان من 58.7 إلى 66 في المئة.
وتقدِّر أداة الذكاء الاصطناعي إمكانية إصابة الشخص بمرض السرطان عبر جمع البيانات المختلفة مثل تاريخه الطبي ونتائج الاختبارات والوصفات الطبية والعلاجات، بالإضافة إلى المعلومات الشخصية المرتبطة بمدى انتشار المرض بين أفراد عائلة الشخص.
كما تقترح أداة الذكاء الاصطناعي عدة أسئلة يمكن توجيهها للمرضى بشأن ظهور أي أعراض جديدة للمرض.
أداة الذكاء الاصطناعي (C the sings) تكشف عن مرض السرطان
مرضى السرطان في بريطانياومن ثم تصمم أداة الذكاء الاصطناعي نماذج بيانية معينة تظهر إمكانية إصابة الشخص بنوع معين من السرطان، وبناءً على ذلك تقدم الأداة قائمة بالفحوصات الطبية المقترحة للكشف عن إصابة الشخص بالسرطان.
وتستخدم أداة (C the Sign) الخاصة بالكشف عن مرض السرطان ضمن حوالي 1400 عيادة طبية في إنجلترا أي ما يعادل 15 في المئة من إجمالي عدد العيادات، وقد اختبرت فعالية الأداة ضمن 35 عيادة في شرق إنجلترا في أيار/ مايو عام 2021، حيث تقدم هذه العيادات الخدمات الطبية لحوالي 420 ألف مريض.
وبهذا الشأن قالت الطبيبة بيا باكشي :” لقد ساعدتنا أداة الذكاء الاصطناعي (C the Signs)، في اكتشاف أكثر من نوع مختلف من السرطان، وهي تتسم بسرعة التشخيص إلى جانب تشخيصها المبكر للمرض”.
وأضافت:” يمكن أن تقدم الأداة اقتراحًا بإجراء فحوصات طبية معينة للمريض، أو تصويره بالموجات فوق الصوتية، أو قد تقترح إحالة المريض إلى عيادة أخرى”.
هل يمكن الاعتماد على أداة كشف السرطان ؟
وعمل الأطباء على التحقق من فاعلية الأداة وقدرتها على اكتشاف السرطان من خلال النظر في الملفات الطبية لـ 118.677 مريضًا، أصيب 7.295 منهم بالسرطان، وشُخِّصَت حالة 7.056 بواسطة خوارزميات الذكاء الاصطناعي.
وقد أخطأت الأداة في تقييم حالة 238 مريضًا فقط من أصل 8453، حيث استبعدت إصابة هؤلاء بمرض السرطان، ليكتشف الأطباء إصابتهم بالمرض بعد ستة أشهر من التشخيص.
وطور الأطباء أداة الذكاء الاصطناعي وفق الأعراض التي ظهرت على أحد المرضى المصابين بسرطان البنكرياس.
وتلتزم مستشفيات بريطانيا وعياداتها الطبية بتطبيق ثلاثة برامج مختلفة للكشف عن أنواع معينة من السرطان مثل سرطان الأمعاء والثدي وعنق الرحم، وتكمن المشكلة في وجود 200 نوع من السرطان غير المترافق بأي أعراض تذكر، حيث يمكن الخلط بين هذه الأنواع.
وأشار بعض الأطباء إلى أن ثلثي حالات الوفاة الناجمة عن السرطان تعود لعدم إمكانية الكشف المبكر عن بعض أنواع السرطان، وعادةً ما يزور المرضى العيادات الطبية بين ثلاث وخمس مرات قبل أن يكتشف الأطباء إمكانية إصابة الأشخاص بمرض السرطان.
كما يكتشف الطبيب في بريطانيا حوالي ثماني حالات مصابة بالسرطان في العام الواحد تقريبًا.
أداة (C the Sign) تتفوق على المعايير الطبية الخاصة بالكشف عن السرطان
ويلتزم الأطباء بالمعايير والإرشادات الصادرة عن معهد التميز الوطني للصحة والرعاية، قبل اتخاذ القرار بإحالة مريض السرطان إلى الطبيب المختص.
وعلق الطبيب العام بيتر هولواي على ذلك بالقول:” إن المعايير الطبية المعتمدة في عمليات تشخيص السرطان تعتبر شاملة لمعظم الحالات، لكن لا يمكن للأطباء تذكُّر جميع هذه المعايير والالتزام بها بشكل كامل”.
وأضاف:” يعلم الأطباء أن بعض أنواع السرطان قد لا يترافق مع أعراض واضحة، وقد يصعب تحديد بعض هذه الأعراض التي لا يرد ذكرها ضمن الدليل العلاجي الخاص بمرضى السرطان”.
وذكر هولواي مثالًا على هذه الحالات، متحدثًا عن رجل ستيني يعاني من بعض الأعراض المرضية العامة مثل الإسهال وبعض الآلام أسفل البطن، حيث أشار هولواي إلى أن هذه الأعراض شائعة للغاية ولا تدل على إصابة الشخص بالسرطان، لكن رغم ذلك فقد طلبت أداة الذكاء الاصطناعي إجراء فحص براز للمريض.
وقال هولواي:” كانت نتيجة الاختبار إيجابية، وبعد تحويله إلى الطبيب المناسب تبين إصابته بسرطان القولون والمستقيم، ولحسن الحظ فقد شُخِّصَت حالته مبكرًا وحصل على العلاج المناسب”.
وقال أيضًا:” لو اتبع الأطباء الإرشادات الطبية الصارمة، لما أمكن اكتشاف إصابته بمرض السرطان، لأن الإرشادات الطبية تنص على أن الإسهال وآلام البطن من بين الأعراض الشائعة التي لا تستوجب إجراء فحوصات طبية”.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضًا :
الرابط المختصر هنا ⬇
5°C