كيف تغير دعم بريطانيا لإسرائيل على مدى ستة أشهر من الحرب؟
منذ بداية الحرب على غزة أعلنت بريطانيا دعمها الكامل لإسرائيل، وقد تُرجم هذا الدعم في صورة مساعدات عسكرية، وإصدار تصاريح لبيع أسلحة يستخدمها الجيش الإسرائيلي في ارتكاب المجازر واحدة تلو الأخرى في القطاع المحاصر.
وقد شهد العديد من المدن والعواصم حول العالم مظاهرات حاشدة؛ تضامنًا مع الفلسطينيين، وتنديدًا بالحرب الإسرائيلية العشوائية على غزة، وللمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار وإنهاء المجازر المرتكبة.
وفي كل يوم سبت منذ بدء الحرب يخرج مئات الآلاف من المتظاهرين في لندن للمطالبة بوقف الإبادة الجماعية في غزة، والضغط على الحكومة البريطانية؛ من أجل تعليق منح تراخيص لبيع أسلحة تستخدمها إسرائيل لارتكاب جرائم حرب وحشية بحق المدنيين الأبرياء.
تراجع دعم بريطانيا لإسرائيل
يشار إلى أنه في بداية الحرب تعاطف 62 في المئة من البريطانيين مع الإسرائيليين، وفقًا لاستطلاع رأي أجراه موقع (YouGov).
ولكن بعد مرور ستة أشهر من الحرب أظهر استطلاع حديث انخفاض هذه النسبة لتبلغ 53 في المئة فقط، وارتفاع نسبة تعاطف البريطانيين مع الفلسطينيين، ولا سيما بعد رفض بنيامين نتنياهو عرض حركة حماس الأخير لوقف إطلاق النار، واصفًا إياه بـ”الوهمي”.
ومن العوامل التي أدت إلى تراجع التعاطف الشعبي مع إسرائيل الغارة الإسرائيلية، التي استهدفت موظفي إغاثة تابعين لمنظمة “المطبخ المركزي العالمي” الخيرية الأميركية في دير البلح في قطاع غزة، والتي أسفرت عن مقتل 7 موظفين، بينهم 3 مواطنين بريطانيين.
هذا وتلقت الحكومة البريطانية رسالة وقّع عليها أكثر من 600 محامٍ، ويشمل ذلك قضاة سابقين في المحكمة العليا؛ لتحذيرها من أنها تجازف بانتهاك القانون الدولي إن استمرت بتصدير الأسلحة لإسرائيل.
ومن بين الموقعين رئيسة المحكمة العليا السابقة ليدي هيل، التي قالت: إن إقرار محكمة العدل الدولية بحق الفلسطينيين في غزة في الحماية من الإبادة الجماعية، يُجبر المملكة المتحدة على تعليق منح تراخيص بيع الأسلحة لإسرائيل.
ومن جهته قال محامي حقوق الإنسان مايكل مانسفيلد: “لقد وصلنا بالفعل إلى الإبادة الجماعية”!
وفي الشهر الماضي دعا أكثر من 130 نائبًا في البرلمان البريطاني في رسالة إلى وزير الخارجية ديفيد كاميرون، ووزيرة الأعمال والتجارة كيمي بادينوك، إلى فرض حظر على مبيعات الأسلحة لإسرائيل، وفقًا لصحيفة الغارديان.
ولكن يبدو أن رئيس الوزراء ريشي سوناك غير مكترث لهذه المطالب؛ فقد صرّح يوم الأربعاء بأن لندن لديها “نظام دقيق لتراخيص التصدير”، وإن هناك مجموعة من القواعد واللوائح والإجراءات التي تتبعها الحكومة، دون تقديم أي تفاصيل بشأن كيفية تطبيقها أمام ما تفعله إسرائيل.
هذا وتواصل “إسرائيل” حربها الوحشية على غزة، وقد ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 32 ألفًا و975 شهيدًا و75 ألفًا و577 مصابًا منذ الـ7 من أكتوبر الماضي، مع إصرار الحكومة الإسرائيلية على اجتياح مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
المصدر: مترو
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇