كيف تدير وقت استخدام الأطفال للأجهزة الذكية بأمان
كيف تدير وقت استخدام الأطفال للأجهزة الذكية بأمان(المصدر: الجزيرة)
أصبحت الآن الهواتف الذكية تلعب دورًا كبيرًا في حياة الناس، ونتيجة لذلك أصبحت تنتشر بين الأطفال والمراهقين وزادت المدة التي يمضونها مع تلك الأجهزة، الأمر الذي دفع الكثير من الأخصائيين لإعطاء النصائح التي تساعد على إدارة وقت استخدام الأطفال للأجهزة الذكية.
في مقال نشر على موقع سايكولوجي توداي قال نير إيال إن المخاوف بشأن ما تفعله التكنولوجيا والهواتف الذكية لأطفالنا وصلت إلى ذروتها، خاصة بعد انتشار مقالات ذات عناوين مثل “هل دمرت الهواتف الذكية جيلًا؟” و “خطر الاكتئاب والانتحار لدى المراهقين مرتبط باستخدام الهواتف الذكية”.
ونتيجة لتلك العناوين المشؤومة لجأ بعض الآباء إلى إجراءات متطرفة لمعالجة تشتت أطفالهم الناتج عن التكنولوجيا، حيث تم نشر الآلاف من مقاطع الفيديو لآباء يقتحمون غرف أطفالهم ويفصلون أجهزة الكمبيوتر أو وحدات تحكم الألعاب ويحطمون الأجهزة إلى أجزاء صغيرة لتلقين أطفالهم درسًا.
متحدثا عن تجربته الخاصة قال نير إيال: “أستطيع أن أفهم مشاعر الإحباط لدى الوالدين، فمنذ فترة تطورت علاقة ابنتي بشاشات الأجهزة الذكية وكانت تقضي الكثير من الوقت في تشغيل التطبيقات التافهة ومشاهدة مقاطع الفيديو.”
“لقد رأيت آباءً آخرين يعانون تمامًا مثلما أفعل، فعندما كنت ألتقي بأصدقائي وأطفالهم لتناول العشاء، كنا نجلس ونتناول الطعام بينما يقوم الأطفال بالنقر على هواتفهم.”
مشكلة المعرفة المشتركة والأساطير الملائمة
يمكننا أن نتفهم اعتقاد العديد من الآباء أن التكنولوجيا هي مصدر المشاكل مع الأطفال هذه الأيام. لكن هل التكنولوجيا هي المشكلة حقًا؟ هل كانت أدوات ابنتي حقًا هي التي أجبرتها على البحث عن مصدر إلهاء، أم كان هناك شيء آخر يحدث؟
غالبًا ما يلجأ الآباء إلى الأساطير الملائمة لشرح السلوك السيئ لأطفالهم. على سبيل المثال، يلجأ بعض الأهل لربط سلوك أطفالهم المتهور وحركتهم المفرطة في حفلة عيد ميلاد بتناول كمية كبيرة من السكر. لكن هذا المفهوم خاطئ جدا حيث وجد التحليل الشمولي (Meta-analysis) في ستة عشر دراسة “أن السكر لا يؤثر على السلوك أو الأداء الإدراكي للأطفال”.
يشترك الآباء في الأساطير الشائعة الأخرى أيضًا، مثل الأسطورة التي تقول “إن المراهقين متمردون بطبيعتهم”. ويعلم الجميع أن المراهقين يتصرفون بشكل فظيع تجاه والديهم لأن هرموناتهم الهائجة تجعلهم يتصرفون بهذه الطريقة. لكن المؤرخين والدراسات أثبتوا أنه خلال معظم مراحل التاريخ، كانت سنوات المراهقة فترة سلمية نسبيًا للانتقال إلى مرحلة البلوغ.
إذا، هل التكنولوجيا حقًا “تختطف” عقول الأطفال وتدمر الأجيال؟ يعتقد العديد من الخبراء أن حقيقة تأثير التكنولوجيا على أطفالنا أكثر دقة مما نعترف به. وفي دحض المقالة التي زعمت أن الأطفال كانوا على شفا أسوأ أزمة صحية عقلية منذ عقود، كتبت الدكتورة سارة روز كافانا في مقال لها على موقع سايكولوجي توداي أنه لا يمكننا الإنكار أن للهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي تأثيرات إيجابية إضافة إلى تأثيراتها السلبية.
ساعد الأطفال على تعلم كيفية إدارة وقت الشاشة
تم تصميم تطبيقات الهواتف الذكية وألعاب الفيديو بحيث تكون جذابة، تمامًا كما يُفترض أن يكون السكر لذيذًا. ولكن مثل الوالد الذي يلقي باللوم على “ارتفاع السكر” في السلوك السيئ لأطفاله، فإن إلقاء اللوم على الأجهزة الذكية هو استجابة سطحية لسؤال أعمق. فالإجابات السهلة تساعد في تجنب النظر إلى الحقيقة المظلمة والمعقدة الكامنة وراء تصرف الأطفال بالطريقة التي يتصرفون بها. ولكن، لا يمكننا حل المشكلة إلا إذا استبعدنا الأساطير الكاذبة ونظرنا إلى المشكلة بوضوح لفهم أسبابها الجذرية.
ختم نير إيال مقاله قائلا: “عندما تعلق الأمر بابنتي، قمت أنا وزوجتي بتعليمها تقنيات إدارة الوقت الذي تقضيه على أجهزتها. فقضاء وقت طويل مع الجهاز لا يؤذي الدماغ فقط، بل يحرمها فرصة الانخراط في أنشطة ممتعة، مثل قضاء الوقت مع الأصدقاء أو اللعب في الحديقة”.
My best advice for raising an Indistractable child? Become Indistractable yourself.
Kids come preinstalled with a hypocrisy detecting device. If they see you doing something hypocritical, they note it. You have to set the example.
— Nir Eyal (@nireyal) December 22, 2021
اقرأ المزيد:
كم ساعة تحتاج لتنام؟ وكيف تحافظ على نظام يومك؟
الرابط المختصر هنا ⬇